-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الغرب بين الحجاب والإسلام السياسي!

يحيى أبو زكريا
  • 754
  • 0
الغرب بين الحجاب والإسلام السياسي!

تحوّل الحجاب الإسلامي في الغرب إلى ظاهرة حقيقيّة أصبحت تؤرّق كثيرا صنّاع القرار السياسي والاجتماعي والثقافي في الغرب، وموقف هذه العواصم الغربية من الحجاب يتشعب إلى ثلاثة توجهات، التوجّه الأوّل وهو الرافض لظاهرة الحجاب جملة وتفصيلا…

وتقف فرنسا في طليعة الدول الغربية المؤيدّة لهذا التوجّه، والتوجّه الثاني وهو الذي يعتبر الحجاب مسألة شخصية تتعلق بحرية الشخص وقناعاته الذاتية، وهذا التوجه سائد في العديد من الدول الأوروبية وتحديدا في أوروبا الشمالية، وتوجّه ثالث يعتبر الحجاب مسألة خاصة لكن يحرم المحجبّة الكثير من الحقوق، كحقّها في العمل في كثير من القطاعات المتاحة.

 

وتتوافق هذه التوجهات الغربية الثلاثة على أنّ للحجاب علاقة كبيرة بالإسلام الذي بدأت ملامحه تتجلى بوضوح في الغرب، ولذلك وضعه الاستراتيجيون الغربيون تحت دائرة الضوء والتشريح لمعرفة مستقبله وتأثيره على المعادلة الاجتماعية وحتى الثقافية والسياسية في الغرب، خصوصا بعد أن تبينّ لهؤلاء الاستراتيجيين أنّ أبناء المرأة المسلمة غير الملتزمة هم أسرع في الاندماج في المجتمع الغربي بكل تفاصيله مسلكا ولغة وثقافة ومعتقدا، أمّا أبناء المرأة المسلمة المحجبّة فمن الصعوبة بمكان إدماجهم في المجتمع الغربي وإذابة قيمهم وتوجهاتهم.

ويربط الاستراتيجيون الغربيون الحجاب في الغرب بالإسلام ويعتبرون تنامي هذه الظاهرة تناميّا للظاهرة الإسلامية في حدّ ذاتها، باعتبار أنّ الإسلام يتحرّك في الواقع الغربي بمصاديق متعددة أبرزها الحجاب والمدارس الإسلامية والمساجد والجمعيات الإسلامية وغير ذلك من مفعّلات العمل الإسلامي في الغرب.

ويعود عدم إقدام الكثير من الدول الغربية على محاصرة الحجاب إلى القوانين المعمول بها في هذه الدولة وتلك، والتي تقدّس إلى أبعد الحدود الحرية الإيمانية والدينية للشخص، وهي القوانين التي تمّ التوافق عليها بين مواطني هذه الدولة الغربية وتلك، ومن الصعوبة بمكان تغيير هذه القوانين التي جاءت استجابة للتطورات الحاصلة في الغرب على مدى قرون.

وتدشين فرنسا حملة إعلان الحرب على الحجاب أولا والنقاب ثانيا مردّه إلى أنّ فرنسا يتواجد على أراضيها سبعة ملايين مسلما، وهذا الكم الهائل من المسلمين جعل الحجاب الذي تلتزم به الفتيات المسلمات في فرنسا مسألة ملفتة إلى أبعد الحدود، إلى درجة أنّ فرنسا بدأت تخشى من ضياع صورتها الماجنة أمام منظر الحجاب وما يمثلّه من عفّة وطهر والذي له وجود كبير في كل المحافظات الفرنسية.

ويتوافق أصحاب التوجهات الثلاثة المذكورة على أنّ ظاهرة الحجاب الإسلامي في الغرب ظاهرة مقلقة، وقد تصبح خطيرة على المدى المتوسط والبعيد لأسباب عديدة، منها وجود الحجاب في الشارع الأوروبي يشير إلى فشل سياسة الاندماج التي سعى من خلالها الاستراتيجيون الغربيون إلى تذويب الإنسان المسلم في الواقع الغربي منعا من قيّام إثنية دينية في الخارطة الأوروبية في المستقبل المنظور، بالإضافة إلى أنّ الملازمة الأكيدة بين الإسلام والحجاب تجعل الإسلام ودائما حاضرا في الشارع الأوروبي من خلال الحجاب، وهذا ما يجعل الإنسان الأوروبي يتساءل عن الإسلام الماثل أمامه، وقد يكون ذلك مدخلا لإسلامه كما حدث مع كثيرين، وفي كثير من المدارس الغربية وعندما تتواجد فيها فتاة مسلمة محجبة تطلب المعلمة الغربية من هذه الفتاة أن تتقدّم إلى مقدمة القسم وتشرح سبب ارتدائها للحجاب، ولماذا الإسلام أوصى البنت بالحجاب، وهذا قد يكون مدخلا أيضا باتجاه أسلمة عقول بعض الناشئة الغربيين.

ولم يصبح حجاب المرأة المسلمة في الغرب مجرّد قطعة قماش تستر به مفاتنها، بل محفزّا للمرأة المسلمة لتدافع عن حجابها وإسلامها في الوقت ذاته، فلأنها تعيش في خضم مجتمع يرمقها صباح مساء ويعتبرها مظلومة، فإنها تضطّر أن تدافع عن نفسها وخيارها الإسلامي في المدرسة والشارع والحافلة والمستشفى، وقد أدّى كل ذلك إلى تكريس قناعاتها بالإضافة إلى إقناع الأوروبيات بعظمة الإسلام ومن ثمّ أسلم الكثير من الأوروبيّات وارتدين الحجاب تماما كالمرأة المسلمة.

وأشدّ ما يخشاه الاستراتيجيون الغربيون هو حجاب المرأة المسلمة المولودة في الغرب والتي تجيد اللغة الغربية في هذه الدولة وتلك بطلاقة، حيث كان المعوّل أن يكون هؤلاء بحكم المولد الغربي وبحكم الدراسة في المدارس الغربية غربيّات، خصوصا إذا علمنا أنّ الكثير من الدول الغربيّة فتحت باب الهجرة للعرب والمسلمين ليس طمعا في الكهول المشربين بالعادات والتقاليد الإسلامية ولكن طمعا فيمن هم في أصلابهم من الجيل الذي سيولد في الغرب فيكثرّون به النسمة الغربية ويخضعونه لعملية غسيل دماع حضاري حتى يكون النسيج الاجتماعي والثقافي والحضاري في الغرب بعد خمسين سنة واحدا من وحي التركيبة الفكرية والثقافية والحضارية الغربية.

وقد أصبح هذا الجيل من المحجبات المسلمات المولودات في الغرب يشاركن في التظاهرات والنقاشات السياسية والثقافية التي تدور في وسائل الإعلام الغربية، ومثلما يثرن الدهشة فإنّهن يثرن التساؤل لدى المهتمين الغربيين حول تبددّ المشاريع الاندماجية في الغرب التي لم تستطع أن تزحف باتجّاه معتقد المرأة المسلمة المحجبّة الذي يردف هذه المرأة بكثير من معاني القوة والاندفاع.

كما لاحظ هؤلاء الاستراتيجيون أنّ أبناء المرأة المحجبة الملتزمة يظلون محافظين على قيمهم الدينية ومبادئهم الإسلامية، وهو الأمر الذي يعتبره هؤلاء عقبة في وجه إنجاح سياسة الاندماج بشكل كامل.

وفوق هذا وذاك، فإنّ المنظومة الاقتصادية الغربية التي تقدّس المادة إلى أبعد الحدود وتعتبر الربح هدفا في حدّ ذاته، تعتبر أنّ الحجاب منافس لكثير من صناعات الملابس في الغرب، وقد يشكل انتشاره بين الفتيات المسلمات والأوروبيات إلى حرمان هذه الشركات المنتجة للملابس والخليعة منها على وجه التحديد من الرواج المطلوب، حيث أن الحجاب بات يصدم أصحاب الفكر المادي ماديّا وروحيّا. ويبقى القول إنّ الاستراتيجيين الغربيين يخشون أن تكون فريضة الحجاب المنتشرة في أوروبا والتي تلتزم بها المحجبات المسلمات منطلقا باتجاه تكريس الفرائض الأخرى، وهو ما تخشاه أوروبا وبدأت تدقّ لأجله الدوائر المعادية للإسلام في الغرب نواقيس الخطر. وغير الاهتمام بالحجاب وسرعة انتشاره في الغرب وسط الجاليات المسلمة فإن الدوائر الغربية أصبحت مهوسة بمستقبل حركات الإسلام السياسي في البلاد الإسلامية، وأتباع هذه الحركات في الغرب، وقد خصصت ميزانيات عملاقة لرصد ظاهرة الحركية الإسلامية في الغرب، في المؤسسات الأمنية والأكاديمية ومراكز الدراسات والإسلام السياسي وحركاته من الملفات المفتوحة والساخنة في الغرب.

وتولي دوائر القرار ومراكز الدراسات الاستراتيجية والاستشرافية حيزا كبيرا من اهتماماتها للإسلام وكل ما يرتبط به من ثقافات واجتهادات وحركات ومسلكيات سياسية واجتماعية وكل ما يمت إليه بصلة من قريب أو بعيد، وقد ازدادت الاهتمامات بالإسلام بعد الأحداث التي عصفت بأمريكا. وفي الغرب خمس اتجاهات أو مدارس تضطلع بعملية تشريح الإسلام لتحقيق أهداف قريبة المدى ومتوسطة المدى وبعيدة المدى، وهذه المدارس هي المدرسة الأمنية وهي الملتصقة بدوائر الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، وتقوم هذه المدرسة بتشريح كامل ودقيق وتفصيلي للحركات الإسلامية وتحديدا تلك التي لها قواعد في الغرب كالجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية، والجماعة الإسلامية المصرية وحزب الله اللبناني وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين وحزب الدعوة العراقي وجماعة أسامة بن لادن وعشرات التنظيمات الإسلامية التي لها قواعد في الغرب أو تحاول التحرك في العواصم الغربية ضمن حيّز الحرية الموجود، وتتعاون الأجهزة الأمنية الغربية فيما بينها لرصد تحركات الأشخاص المشتبه بانتمائهم إلى هذه الجماعات، وقانون الاتحاد الأوروبي في بعض بنوده ينص على ضرورة التنسيق الأمني وتبادل المعلومات والتعاون قائم في أعلى مستواه في هذا المجال، وتستعين هذه الأجهزة بخبراء من العالم العربي والإسلامي في فهم المنطلقات الفكرية والفقه الخاص بهذه الحركات وآفاق تفكيرها واستراتيجياتها، وغرض هذه الأجهزة من تشريح حركات الإسلام السياسي هو الحفاظ على الأمن القومي ومنع تكرار ما يحدث في العالم العربي والإسلامي على أراضي الغرب، والحؤول دون تحويل الغرب الى قواعد للراغبين في الإطاحة بنظمهم وإقامة مشاريع فكرية وسياسية في العالمين العربي والإسلامي مغايرة للعلمانية الغربية، وقد تكون هذه المشاريع معادية للغرب بالأساس، ويجري ها هنا التنسيق كاملا مع الأجهزة الأمنية العربية للحصول على معلومات عن الأشخاص والتنظيمات الإسلامية، والأرشيف الأمني العربي دائما مفتوح للغربيين خصوصا فيما يتعلق بالخصوم الإسلاميين، لكن لم يسبق للأجهزة الأمنية الغربية أن تعاملت مع الإسلاميين على أراضيها بالطريقة التي يتعامل بها معهم رجال المخابرات العرب، فما دام هؤلاء في نطاق المعارضة الفكرية والسياسية فلا أحد يستطيع أن يطالهم، لأنّ حرية التعبير مكفولة في كل الدساتير الغربية، لكن في حال أراد أحدهم التلاعب بالأمن القومي الغربي فيكون بذلك قد جنى على نفسه، لأن الأمن القومي مقدّس في الغرب.

والمدرسة الثانية هي المدرسة المرتبطة بوزارات الهجرة ودوائر الاندماج حيث لدى هذه الدوائر مراكز للبحث والدراسات، وتضطلع هذه المراكز بتشريح ثقافة المسلمين وعاداتهم وتقاليدهم، والغرض منها ليس أمنيا على الإطلاق بل فهم المسلمين عن قرب في محاولة لإدماجهم في المجتمعات الجديدة المستقبلة لهم ولوضع قوانين تتماشى مع توجهات المسلمين ولتجنيب المجتمعات الغربية التصادم مع من يمثلون الظاهرة الإسلامية الوافدة، وتستعين هذه الدوائر أيضا ببعض الباحثين العرب والمسلمين، ولها أيضا باحثوها الأصليون والذين يقومون في أحايين كثيرة بزيارات إلى عواصم عربية وإسلامية لفهم أسلوب حياة المسلمين وعاداتهم وتقاليدهم.

والمدرسة الثالثة هي المدرسة الأكاديمية والتي قوامها مجموعة كبيرة من المستشرقين والباحثين في قضايا العالم العربي والإسلامي ومجموعة من المعاهد والكليات التي تعنى بالحضارة الإسلامية والحوار الإسلامي -الغربي، وتضم هذه المدرسة ثلاتة اتجاهات، اتجاه منصف للحضارة الإسلامية ومتفهم للخلل الحاصل في حياة المسلمين والفرق الشاسع بين مسلكيات المسلمين وتعاليم الإسلام السمحة، واتجاه حاقد يهمه الانتصار لمنطلقاته الإيديولوجية ويحمّل الإسلام كل خيبات العالم العربي والإسلامي ويصوره أنه الخطر المحدق بالمنظومة الغربية، واتجاه ثالث عقلاني واقعي يحاول تفسير الأمور تفسيرا إبستمولوجيّا وعلميّا.

والمدرسة الرابعة قوامها مجموعة من مراكز الدراسات الخاصة والتي تسوّق منتوجها البحثي لحساب وزارات خارجية ودوائر قرار ودوائر حساسة وحسب الطلب، وتوظف هذه المراكز خليطا من الباحثين من مختلف الجنسيات والبلدان، ويمكن القول إن السرعة هي طابع الدراسات عن الإسلام السياسي التي تصدر عن هذه المراكز ذات البعد التجاري.

والمدرسة الخامسة وقوامها مراكز محدودة لبعض أصحاب النفوذ الديني من مسيحيين ويهود، والغرض منها إشعال نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين بالنسبة للفريق الأول، ورسم منهجية علمية للتنصير من خلال فهم المسلمين وكيفية التسلل الى عقلياتهم بالنسبة للفريق الثاني.

ويبقى القول إن المسلمين في الغرب صحيح أنهم تخلصوا من قمع سلطاتهم وباتوا يعيشون في وضع سياسي واقتصادي متميّز، إلاّ أنّه ومما لا شك فيه أنّهم قد أصبحوا حقل تجارب في مختبرات الأفكار والدراسات ومن خلالهم تمكنت الدوائر الغربية وبامتياز الغوص في شعور ولا شعور مليار مسلم موزّعين بين طنجة وجاكرتا، وكل ذلك تم لها بأبخس الأثمان!

وعلى الرغم من أنّ دولا أوروبية عديدة قد احتكّت بالعالم العربي والإسلامي في فترة الحركة الاستعمارية والتي دامت في بعض البلدان أزيد من مئة عام، وعلى الرغم أيضا من أنّ هذه الدول قد جمعت تفاصيل الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية والأمنية والجغرافية والحياتية وغيرها من المجالات عن العالم العربي والإسلامي -ولو أنّ هذه المعلومات المجموعة تدوّن لكانت الحصيلة مجلدات ربما تتطلب سنوات لقراءتها- رغم كل ذلك فإنّ الدوائر الغربية تعيد تشريح خارطة العالم العربي والإسلامي وتدرس حتى الجزئيات التي لا تخطر على بال، وقد كلف بهذه المهمة الجديدة الإنتيليجانسيا الغربية المتخصصة في قضايا الشرق ويساعدها في ذلك بعض الباحثين العرب الذين لا يشكل عندهم المبدأ قضية أساسية.

ومن جملة القضايا التي أعدت للتشريح الإسلام بكل مذاهبه ومدارسه، والحركات التي تتبنىّ مشروع الإسلام السياسي وتطرح البديل الإسلامي كنموذج للحكم. وليس الثورة الإيرانية هي وحدها التي نبهّت مراكز الدراسات في الغرب إلى ضرورة إعادة النظر في الإسلام السياسي، بل مجمل التحولات والتغيرّات التي حصلت في خارطتي العالم العربي والإسلامي، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ هناك وهما مركبّا بدأ يسيطر على الذهنية الغربية مفاده أن الإسلام عدو قادم، وأن الغرب انتهى من الخطر الأحمر ليواجه الخطر الأخضر، وقد زاد الأداء السياسي لبعض الحركات الإسلامية من تعميق هذه الذهنية، والتأكيد على أن الخطر الأخضر بات قاب قوسين من المنظومة الغربية في مختلف المجالات.

وقد زاد الفقه المزيّف المنتشر بين بعض الجاليات الإسلامية في تكريس النظرة التي جئنا على ذكرها، حيث أنّ بعض المسلمين في الغرب يلجؤون إلى السرقة والسطو والاعتداء على حقوق الآخرين والائتجار بالمخدرات على قاعدة مال الكافر حلال على المسلم.

وقد عملت وسائل إعلام جبّارة محسوبة على اللوبي اليهودي في ترسيم هذه المعادلة وخلق توجّه مفاده أنّ الحرب المقبلة ستكون بين الهلال والصليب، وهي المكيدة الفخ التي وقع فيها أصحاب الهلال وأصحاب الصليب على حد سواء.

ولأنّ الغرب لا يخطو خطوته قبل أن يحللّ كل حيثيات الظاهرة، فقد بدأت مراكز الدراسات والمعلوماتية في جمع تفاصيل التفاصيل، وقد روى أحد العاملين في أحد هذه المراكز كيف يتم دراسة ظاهرة المهدي المنتظر واحتمال حدوثها، ومركز آخر يدرس ظاهرة الخلاف بين الجماعات الإسلامية في مصر، ومحمد حسين فضل الله وما تثيره آراؤه في الوسط الشيعي خصوصا والإسلامي عموما، ومركز آخر يدرس منحنيات الصراع في الجزائر واحتمال وصول الإسلاميين إلى السلطة في هذا البلد.

 أما نحن فكما قال شيخ الأزهر الأسبق محمد سليم البشري ما زلنا نختلف حول غسل القدم ومسح القدم حتى لم يبق لنا في الأرض موطىء قدم…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!