الشروق العربي

الغيرة المفرطة بين الأزواج.. ضد آية:”هن لباس لكم وأنتم لباس لهن”

الشروق أونلاين
  • 9642
  • 0

الغيرة بمختلف أصنافها سواء كانت من الأصدقاء أو زملاء عمل أو الأقارب أو حتى الغيرة بين الزوجين، فهي ضمن المشكلات المستعصية العلاج لدى علماء النفس، فالأحاسيس التي تنتاب الإنسان الغيور تكون مليئة بالشك وعدم الثقة بمن حوله مما يدخله في حالة من التيه والجنون وأحيانا الملل أو الهجرة إلى الأبد كحل للهروب من مجابهة غيرة الطرف الآخر للبحث عن الهدوء والاستقرار النفسي في مكان آخر، وهنا تنتج عدة مخلفات ومن أبرزها الطلاق أبغض الحلال عند الله، لأنه في الأخير خراب للعلاقات الأسرية.

الغيرة علامة مسجلة باسم النساء

غالبا ما تكون العلاقة بين الزوجين مبنية على التفاهم وتقاسم كل شيء بينهما من سراء وضراء، لكن عندما تتسلل الغيرة قد تحول هذه العلاقة إلى كر وفر بين الطرفين، وكما هو معروف فالغيرة طبيعة غريزية لدى المرأة بداية من مثيلاتها من النساء سواء في الحياة العائلية أو حتى المهنية وصولا إلى الغيرة على زوجها ومن أتفه الأسباب بسبب حبها له أو حتى لمحاولة جذب انتباهه لها، فقد تجد المرأة نفسها في حاجة ماسة إلى إضفاء شيء من الإثارة في علاقتهما، وفي هذا يقول كريم الذي التقيناه في حسين داي أن الغيرة متلازمة خاصة بالمرأة على وجه التحديد، فتبدؤها بالغيرة من رفيقاتها عبر الرغبة في الاستحواذ على ممتلكاتهن لتصل إلى الغيرة على زوجها من أبسط الأمور، في حين تقول سميرة التي التقيناها أمام محطة القطار أنها تغار على زوجها إلى درجة أنها لا تهتم بأناقته ومظهره اللائق وحتى الابتعاد عن التنزه في الأماكن التي تكثر فيها الحركة خوفا من زوغان عين زوجها، أما أمينة والتي التقيناها ونحن في طريقنا إلى رويسو فذهبت إلى عكس ذلك تماما حين قالت أن المرأة ليست وحدها الملامة، فالغيرة ليست حكرا عليها فقط، فحتى الرجل يغار، حيث تقول أن زوجها يغار عليها بشكل لا يطاق وهذا لا لشيء إلا لمحاولة فرض منطقه والسيطرة المطلقة على كل ما يتعلق بعش الزوجية.   

شك فانعدام للثقة

ولكن قد تتحول الغيرة إن زادت عن حدها وفاقت كل التصورات إلى أوهام ووساوس تنغص العلاقة التي ربطها الله عز وجل بين الزوجين، وتصبح مرضا نفسيا يصعب التخلص منه أو مفارقته، فيصبح كل طرف بالنسبة للآخر كأنه ملكية من ممتلكاته لا يريد فقدانها ويغار عليه من أتفه الأسباب، وهو ما قد يحتم عليه تفتيش معظم مقتنياته الشخصية دون تناسي الأسئلة الكلاسيكية أين كنت ومع من… الخ، وفي هذا يقول أحمد 33 سنة من بومرداس أن زوجته تغار عليه زيادة عن اللزوم، وفي حالة تأخره لبعض الوقت فإنه ينتظر وابلا من الأسئلة وكثيرا ما يصل بها الأمر إلى تفتيش ملابسه لعل وعسى تعثر على آثار تزيد من شكوكها، في حين تقول أحلام التي صادفناها أمام حديقة التجارب بالحامة أنه بالفعل قد تتعدى غيرة النساء الحدود، لكن هذه الغيرة قد تغذيها الأعمال المشينة من الرجال الذين أصبحوا لا يعيرون أي أهمية لعش الزوجية، وهنا استحضرت لنا قصة لإحدى قريباتها التي وجدت لون أحمر شفاه على قميص زوجها ما أصابها بالجنون وحولت حياتها الزوجية إلى شكوك دائمة وهوس وصراعات دائمة طول الوقت بسبب زوجها غير المبالي وأصبحت من كثرة غيرتها تفتش جميع أغراضه. 

شيئا فشيئا نحو خراب العلاقة الأسرية

ونتاجا لهذا، قد تدخل الأسرة في حالة تيه ويصل أحد الزوجين أو كلاهما إلى الملل من جراء الغيرة المفرطة والمفعمة بحالات الشك، وفي هذا تقول أسماء التي التقيناها ونحن في طريق عودتنا إلى حسين داي أن زوجها يغار عليها بشكل جنوني في كل حركة من حركاتها، فأصبح كالجاسوس يتنصت على كل محادثاتها ويغار حتى من زملائها في العمل، وهو ما أفقدها جنونها لدرجة أنه لا تمر ليلة دون شجارات بينهما، فأصبحت تقرف من هذه الحياة التي تعيشها معه.. وفي ذات السياق تقول آسيا 40 سنة أن الغيرة ضرورية إن توفرت شروطها، لأنها إن زادت عن حدها تحول الحياة إلى جحيم، وهنا استحضرت لنا قصة إحدى جاراتها التي تغار على زوجها بسبب أو دون سبب حتى أنه عندما يذهب إلى عمله تلحقه، وإن شاهدته متواصلا مع فتاة فيا “ويله”، لذلك لم يستطع العيش معها وأضحت من المطلقات.

مقالات ذات صلة