رياضة
شهدت نزيفا حادا لإطاراتها في ظرف عام ونصف

الفاف “تحارب” التكوين والاستقرار

مسعود علال
  • 5400
  • 12
ح م

شهد الاتحاد الجزائري لكرة القدم ومختلف الهيئات التابعة له نزيفا حادا على جميع المستويات منذ قدوم المكتب الفدرالي الحالي بقيادة خير الدين زطشي قبل عام ونصف، حيث فقد الاتحاد توازنه برحيل الكثير من الإطارات الإدارية والفنية، ما يؤكد انقلاب المكتب الحالي على السياسة التي طالما نادى بها وهي الاهتمام بالتكوين وتكريس الاستقرار، بسبب الأخطاء التقديرية الكثيرة المرتكبة، وكذا التسيب وسوء التسيير اللذان أصبحا عنوانا ليوميات أكبر هيئة كروية في الجزائر.
عرّت استقالة المدرب رابح سعدان يوم الأربعاء من منصبه على رأس المديرية الفنية الوطنية، آخر واجهة كانت تختبئ وراءها الفاف ورئيسها خير الدين زطشي، وهي المديرية الفنية الوطنية التي كثيرا ما امتدحها ودافع عنها مالك أكاديمية نادي بارادو، منذ تعيينها أواخر العام الماضي بعد استقدام اثنين من أبرز التقنيين المختصين في التكوين في الجزائر وهما سعدان وبوعلام شارف، ورسم وقتها زطشي خارطة طريق بعيدة المدى تهدف إلى إنشاء مديرية فنية قوية تعمل على بعث تكوين المواهب الشبانية وتطوير اللعبة، ولا يوجد أي مجال للشك في أن التعاقد مع سعدان وزطشي لم يكن فقط للإمكانيات والقدرات والخبرة التي يتمتعان بها، وإنما استعملهما كـ”درع” للاحتماء من الضغط الرهيب الذي كان مفروضا عليه بسبب خياراته العشوائية وقراراته الخاطئة في ما يخص انتداب المدربين والمديرين الفنيين، قبل أن ينقلب عليهما، حيث دفع سعدان إلى الاستقالة دفعا ويفعل نفس الشيء مع بوعلام شارف عبر وضع الكثير من العراقيل وفرض المزيد من الضغوط قصد “التخلص” منه هو الآخر رفقة مدربي المنتخبات الشبانية، وهو تناقض صارخ في الخطاب الذي وظفه زطشي عند تعيينه للمديرية الفنية عندما نادى بضرورة تسخير الوقت الكافي وعدم التسرع في البحث عن النتائج إلى غاية نهاية عقود كافة المدربين في نهاية العام المقبل، وهو تناقض صارخ أيضا في الفلسفة التي اعتمدها زطشي أيضا عندما أطلق أكاديمية بارادو عام 2007، حيث ظل ينتظر ثمارها على مدى 9 سنوات كاملة قبل أن “تنتج” بضعة لاعبين قام بتسويقهم في أوروبا على غرار رامي بن سبعيني ويوسف عطال.
واستقالة سعدان ليست الأولى ولن تكون الأخيرة تحت قيادة المكتب الفدرالي الحالي، حيث سبقه إلى ذلك العديد من التقنيين والإطارات الإدارية على غرار عضو المكتب الفدرالي الفاعل جهيد زفزاف الذي انسحب في صمت العام الماضي وتم استخلافه بعبد الله قداح مؤخرا، فضلا عن الأمين العام السابق سيد علي يحياوي، ومدير المركز التقني لسيدي موسى، ومستشار الرئيس السابق محمد مشرارة، وحتى رابح ماجر الذي شغل منصب مستشار لرئيس الفاف قبل أن يتم “إعدامه” كرويّا إذ أشرف بعدها على المنتخب الوطني الأول قبل أن يغادره من الباب الضيق.
وشهدت الاتحادية نزيفا حادا باستقالة مديرة المالية السابقة، ومدير الإدارة والموارد البشرية، ورئيس لجنة المنازعات محمد فادن، والمدير الفني الأسبق توفيق قريشي، وخليفته فضيل تيكانوين، في انتظار “سقوط” أسماء أخرى وفي مقدمتها النائب الثاني لرئيس الفاف بشير ولد زميرلي بالنظر إلى المشاكل الكثيرة والمتراكمة والانسداد الحاصل على مستوى المكتب الفدرالي وأغلب الهيئات المنضوية تحت لواء الفاف.

مقالات ذات صلة