الفاف تهاجم وسائل الإعلام وتورّط عمار بهلول

لا يزال التناقض والتخبط يسيطران على السياسة التي ينتهجها الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) برئاسة خير الدين زطشي ومكتبه الفدرالي “المنتخب” منذ عام كامل، الذي شهد وقوع المكتب الجديد في جملة من الأخطاء والهفوات القانونية والإدارية، التي تنصّل من مسؤوليتها، وبالعكس ظل يتهم “أطرافا خارجية” بالتسبب في المشاكل ووضع العراقيل في طريقه.
وذهبت الفاف إلى أبعد من ذلك الثلاثاء، حيث قامت بتوريط عضو مكتبها الفدرالي عمار بهلول وكذا مهاجمة منتقديها، خاصة وسائل الإعلام من خلال نشرها بيانا على موقعها الرسمي تنفي فيه قيامها أو نيتها في مراسلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قصد طلب ترخيص لتأخير موعد نهاية البطولة إلى يوم 25 ماي المقبل بدلا من تاريخ 20 ماي الذي حددته الفيفا لإنهاء البطولات في مختلف الاتحادات المنضوية تحت لوائها.
واستعملت الفاف في بيانها لغة “التشكيك والتخوين” في مصداقية وسائل الإعلام، حيث قالت: “يخبر الاتحاد الجزائري لكرة القدم الرأي العام الرياضي وعائلة كرة القدم، بأنه لم يقم أبدا بمراسلة الاتحاد الدولي للعبة قصد طلب ترخيص لتأخير موعد نهاية بطولة الرابطة المحترفة الأولى لمدة أسبوع أي إلى غاية يوم 25 ماي 2018، مثلما تم نشره من طرف بعض وسائل إعلام دائما ما تكون غير مطّلعة إن لم نقل بأنها تحمل نوايا سيئة”، وبدلا من أن تقوم الفاف بتحمل مسؤولياتها، راحت تكيل التهم وتشكك وتخوّن وسائل الإعلام، رغم أن الأخيرة لم تقم إلا بنقل تصريح لعضو المكتب الفدرالي عمار بهلول المكلف بالإشراف على اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون الرابطة إلى وكالة الأنباء الرسمية يوم الخميس الماضي على هامش عقد الجمعية العامة العادية لرابطة وهران الجهوية، الذي جاء فيه: “سيكون من الصعب جدا إن لم أقل معقدا، إنهاء بطولة الرابطة المحترفة الأولى قبل يوم 20 ماي المقبل مثلما اشترطته الفيفا، ولهذا السبب فإن رئيس الفاف خير الدين زطشي سيقوم بمراسلة الفيفا قصد الحصول على ترخيص لأجل تأخير موعد نهاية البطولة”، وبهذا، فإن الفاف طعنت في مصداقية وكالة الأنباء الرسمية، كما أن الاحترافية غابت عنها لكون الوضع يقتضي أن تقوم بتوجيه “بيان التكذيب” الذي أصدرته الثلاثاء لهذه الوكالة التي نشرت التصريح الذي تناقلته باقي وسائل الإعلام وليس مهاجمة هذه الأخيرة، أو نشر هذا “التكذيب” على لسان عمار بهلول نفسه، الذي وضعته الفاف في ورطة وضربت مصداقيته نتيجة البيان الذي أصدرته، حيث ختمت بيانها بالقول: “الفاف تدعو المحترفين من وسائل الإعلام إلى التأكد من الأخبار قبل نشرها في الجرائد المحترمة، وبخاصة قبل اتهام الاتحاد بانعدام الكفاءة واتخاذ قرارات متسرعة ومتهورة”.
وليست هي المرة الأولى التي تحيد فيها الفاف بمثل هذا الشكل، ويحتاج ذلك إلى “قاموس” لتدوين كل الأخطاء المرتكبة، حيث سبق لها- على سبيل المثال- أن وضعت نفسها في حرج تجاه نادي نابولي الإيطالي في شهر أكتوبر الماضي، حيث شككت في صدق واحترافية مسؤولي هذا الأخير الذي أكد مرض لاعب نابولي، الجزائري فوزي غولام وعدم قدرته على خوض مباراة الكاميرون في تصفيات مونديال روسيا، واستعملت الفاف وقتها مصطلح “مزاعم” في بيان رسمي ردا على مراسلة النادي الإيطالي، حيث شككت في خبر معاناة اللاعب من المرض، قبل أن تناقض الفاف نفسها عبر بيان آخر أكدت فيه أن اللاعب فعلا مريض وغير قادر على اللعب. كما سبق للفاف أن نشرت في شهر نوفمبر الماضي عبر حسابها على “تويتر” تغريدة تسببت في جدل كبير واستياء عارم، بعد أن وضعت قيودا بشأن ضم اللاعبين مزدوجي الجنسية إلى مختلف فئات المنتخب الوطني، قبل أن تقوم بمحاولة احتواء هذه الأزمة.