-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق العربي" تنفرد بصور شخصيته الجديدة في سيتكوم "سكول 2015"

الفاهم (خالد بوزيد): “نسيبتي لعزيزة”..عالجت واقع التونسيين

الشروق أونلاين
  • 9246
  • 0
الفاهم (خالد بوزيد): “نسيبتي لعزيزة”..عالجت واقع التونسيين

يؤكد المُمثل التونسي خالد بوزيد، الشهير بشخصية “الفاهم”، في حواره مع مجلة “الشروق العربي”، أن الهدف الأول لسلسلة “نسيبتي العزيزة”، هو انتزاع الابتسامة من المُشاهد التونسي والجزائري، خاصة في ظل الظروف الصعبة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا التي يمر بها بلده، مُشددا أن نجاح الشخصية التي يقدمها يعود إلى التعاون الجماعي الذي وجده من كامل فريق العمل.. ومن شخصية “الفاهم” انطلق حوارنا مع خالد بوزيد ليتشعب في مواضيع أخرى على رأسها شخصيته الجديدة في سيتكوم “سكول”، مرورا بالمشهد السياسي التونسي، وصولا إلى أعماله الخيرية وبداياته الفنية وغبرها.

سُفيان الشعري كان صديقا لي

** لا يختلف اثنان على أن شخصية “الفاهم” في سلسلة “نسيبتي العزيزة” أحبها الجمهور، لدرجة أن البعض يجزم أن هذه الشخصية هي ما حافظ على استمرار نجاح السلسلة بعد رحيل بطلها الفنان سفيان الشعري، ما رأيك؟

– لستُ مع هذا الرأي، وهذا الاستنتاج غير صحيح، فأنا أرى أن كل عناصر العمل مجتمعة ساهمت في نجاح هذه السلسلة “نسيبتي لعزيزة”، كما أن العمل جاء وليد تعاون جماعي بين كاتب السيناريو والمخرج والفريق التقني والفريق المساعد، ولعل أهم ما جمعنا في هذه السلسلة هو حب العمل والمهنة ككل، خاصة بين الممثلين.

 

** يقال أن الفنان الراحل سفيان الشعري كان منزعجا من نجاح شخصية “الفاهم” على حساب شخصية “السبوعي”، ما ردك؟

– أولا، المرحوم سفيان الشعري كان صديقا لي، ساعدني كثيرا في بداياتي الأولى مع التمثيل، ويكفي أنه كان كريما ومعطاء ولا يبخل على أحد بالنصيحة، وله رحابة صدر، 

وهذا ما جعلني أبقى دائما على اتصال معه حتى وافته المنية. والشيء الذي أحمد الله عليه أنني قدمت له أكثر من مرة تحية شكر وعرفان في جل وسائل الإعلام قبل وفاته، بالتالي، 

لا أعتقد أن ممثلا من وزن الشعري تخونه ثقته في نفسه، خاصة وأنه كان دائما يعتبر نجاح “نسيبتي لعزيزة” هو نجاح للكل. خلاصة القول لا يمكن لأحد أن يعوّض شخصية “السبوعي”. وشخصيا تعلمت منه الكثير لأنه قيمة ثابتة في مجال الكوميديا.

 

** البعض اتهم شخصية “الفاهم” بأنها جاءت لتسخر من اللهجة الريفية في تونس، فما هو تعليقك؟

– لقد تحدثت مع المخرج صلاح الدين الصيد، وكاتب سيناريو العمل، قبل صياغة شخصية “الفاهم” ورسمها على الورق، واتفقنا على أن تركيبة الشخصية الفيزيولوجية وتفاعلها مع المواقف والوضعيات، هو الذي يضحك المشاهد من خلال اللعب على جوانب الكوميديا، والممثل في نهاية الأمر يستلهم الدور الذي يؤديه من البيئة الاجتماعية ومن كلّ ما يحيط بالشخصية، وعموما “الفاهم” كتركيبة هو شخصية مختلفة عما قدم سابقا، وعن نفسي لا أعتبر أني سخرت من لهجة الريف، بل قدمت شخصية جديدة من جوانب عديدة.

 

** بصراحة شديدة، ألا تعتقد أن نجاح “نسيبتي العزيزة” يعود لقلة الانتاجات الجيدة في القنوات الأخرى وبالتالي انعدام منتج منافس؟

– لا أريد أن أعلّق على الأعمال التي اشتغل فيها زملائي وقدموا فيها مجهودا فيه ايجابيات وسلبيات، وعليه ففي كل تجربة فنية هناك مجهودا يجب احترامه والاعتراف به لكي لا أظلم أي فنان. وأعتقد أن الجمهور هو من يحدد الصالح والطالح من الأعمال الفنية.

 

“الفاهم” يجمع بين عدة متناقضات موجودة في مجتمعنا

** إلى أي مدى ترى أن شخصية “الفاهم” تشبه خالد بوزيد؟

– “الفاهم” شخصية مبتكرة، صنعها كاتب العمل، وهي شخصية ثرية جدا تقوم على الجمع بين عدة متناقضات موجودة في مجتمعنا، فمن جهة تراه طفلا صغيرا وأحيانا “بهلولا” وأحيانا خبيثا، وقد حاولت أن أنقلها بكل صدق للمشاهد، أما بالنسبة لي فقد تشبهني هذه الشخصية في جانب الصدق ليس أكثر.

 

** لو نعود بك لبداياتك الأولى، من أخذ بيدك في أول خطوة وساعدك؟ 

– بداياتي كانت من خلال المسرح الذي أعتبره مدرستي الأولى في التمثيل، وفيه تعّلمت التجسيد الفعلي للشخصية، والجميل في المسرح أن هناك علاقة مباشرة مع الجمهور، لهذا دائما ما أعود إليه، لأن لديه فضلا كبيرا عليّ. وعلى فكرة أنا دخلت المسرح الهاوي، ثم انتقلت إلى المسرح الأكاديمي المحترف، وحتى الآن لازلت باحثا في المعهد العالي للفنون الدرامية، وقدمت رسالة “الماجستير” حول فلسفة الحركة، كما اشتغلت على المسرح الإيمائي.

 

** حققت انتشارا واسعا في مدة قصيرة جدا، هل هذا حظ أم دعاء من الوالدين؟

-أعتقد أن دعاء والدي لي قبل وفاته فتح لي الأبواب.. لكن مع هذا أعتبر سلسلة “نسيبتي لعزيزة” هي بداية الانتشار. وهنا الفضل يعود إلى سفيان الشعري ومخرج وكاتب العمل، لأنهم فتحوا لي مجالا مهما لأقدم موهبتي للناس.

 

** ما الرسالة التي ترى أن سلسلة “نسيبتي العزيزة” قدمتها الجمهور؟

– أولا، العمل مشترك بين ممثلين من الجزائر وتونس، وهذا في حد ذاته تجسيد للامتداد الجغرافي والتاريخي الذي يجمعنا، فحلمنا كان دائما أن يتجسد هذا الانفتاح بين ممثلي المغرب العربي الكبير، هذا بالإضافة إلى أن العمل يمرر رسائل وقيّم ما بعد الثورة. 

 

** وكأنك تعترف بأن بعض المشاهد في “نسيبتي لعزيزة” كانت رسائل سياسية ضاربة؟

– نعم، رغم أننا لم نحاول الركوب على الثورة التي شاركنا فيها جميعنا. كل ما أردناه هو إظهار نتائج الثورة وانتقاد النتائج السلبية التي خلفتها حتى نبني مجتمعا مدنيا جديدا، ونبعث بصيصا من الأمل في الشعب، وهذه رسالتنا الفنان.

 

** من تقصد بـ”سيكو سيكو”؟

 -مثلت “سيكو سيكو” ببعض الانتهازيات. 

 

** ماذا تخبرنا عن جديد السلسلة في جزئها الخامس؟

– الجزء الخامس سيفتح المجال لشخصيات أخرى، مثل “خميسة” و”حامد” و”كمال التواتي” وغيرهم، وأنا هنا لا أبحث عن مساحة الدور، بل أبحث عن مشاهد قوية.

 

كل ما يخص الجزائر هو من دون مقابل

** هل من مسلسل أو شخصية جديدة سنشاهدك من خلالها في رمضان؟

– نعم، سأطل على جمهوري من خلال سلسلة جديدة بعنوان “سكول” أو المعهد، وهو العمل الذي سيجمعني مع مجموعة من الشباب الذين أعجبني حماسهم. ودوري في السلسلة أستاذ دائم الانتقاد لهذا الجيل، ومن خلال مواقف فكاهية سيحدث  تصادم بين الجيل القديم والشباب.

 

** أمام كل التجاذبات السياسية التي يشهدها بلدكم، هل تعتقد أن تونس ستصل إلى برّ الأمان وتخرج من أزمتها الأمنية الحالية؟

– أعتقد أن تونس لها أفضل مورد، وهو الشعب التونسي، لأنّ المواطن البسيط استعاد الإحساس بالمواطنة، كما ربحنا أمرا مهما جدا وهو التعددية السياسية والفكرية، وهذا 

أمر يحسب لتونس، وعليه أنا جد متفائل بالمستقبل وأعتبر كل ما يحدث سحابة صيف.

 

** شاركت في أعمال خيرية من دون مقابل في الجزائر، في وقت تلقيت عروضا مادية كبيرة من بلدان أخرى، لكن اعتذرت عن زيارتها؟

-طبعا، كل ما يخص الجزائر هو من دون مقابل وهذا شيء واضح ومفروغ منه، فبالنسبة لي لا فرق بين تونس والجزائر، وعندما زرت مرضى السرطان أعطوني حافزا لأقدم الأفضل.

 

** ما الرسالة التي تريد أن تحملها لجمهورك في الجزائر؟ 

-الجزائريون تجمعني بهم علاقة أخوة. وأتمنى أن تتواصل علاقتنا الفنية كما السياسية، لأن علاقة الجزائر وتونس هي علاقة نضال منذ أن اختلطت دماؤنا فـي ساقية سيدي يوسف.. وإن شاء الله علاقتنا ستظل طيبة وستتواصل، وأنا أحترم الشعب الجزائري كثيرا لشهامته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • rida21

    الفرق بين الفنان التونسي والفنان الجزائري هو العلم، لا شيء يعلوا فوق العلم
    أما نحن فنريد أن نكون أهل فضل لكن دائما بالجهل والأمية.
    من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم ومن أرادهما معا فعليه بالعلم والعلم

  • جابر

    أنت فنان محترم و أعمالك رائعة ورسائلك تصل الجمهور بقوة.