الجزائر
المؤرخ وعضو مجلس البحث في التاريخ يوسف مناصرية:

الفتوى الدينية دعمت الثورة وساهمت في دحر المستعمر

نادية سليماني
  • 1392
  • 24
ح.م
يوسف مناصرية

أكد الدكتور في التاريخ وعضو المجلس الوطني للبحث في التاريخ العسكري بوزارة الدفاع الوطني، يوسف مناصرية، أن الفتوى أثناء الثورة التحريرية كانت سلاحا يستعمل لتحقيق مكاسب لصالح من يصدر الفتوى، بعدما ساهمت وبشكل فعال في دعوة كل الجزائريين إلى الالتفاف حول الثورة، في ظل تمسك المجتمع الجزائري بقيمه الدينية.

وأشاد يوسف مناصرية، بالدور الفعال والبعد الاستراتيجي لعملية الفتوى إبان الحقبة الاستعمارية، حيث قال بأن الفتوى ” كان لها بعد استراتيجي وفعّال، بجمع الجزائريين حول هدف معين”، خاصة أن الفتوى كانت تصدر حينذاك عن علماء معروفين ولهم شهرة واسعة ومصداقية داخل المجتمع، أمثال الشيخ العربي التبسي وخير الدين.

وأضاف أن المجاهدين كانوا يطلبون الفتوى، لإنقاذ الثورة ودعوة الشعب الجزائري إلى الالتفاف حولها، والابتعاد عن كل المخططات الاستعمارية ودعم الثورة بالرجال والسلاح والمؤن.

وأوضح الباحث في التاريخ، خلال نزوله ضيفا على القناة الإذاعية، ضمن برنامج “ضيف الصباح”، إلى أن الفتوى تمركزت حول شرح للشعب الجزائري بكل وضوح ومصداقية، أن هذه الثورة ” هي ثورة ذات هدف حضاري ديني إنساني، لتحرير الشعب الجزائري”، لذلك ركز رجال الدين على قضية أن كل من يتعامل مع الاستعمار وبأي شكل من الأشكال، يعتبر مسيئا إلى الثورة وإلى الشعب الجزائري وإلى دينه.

وأشار المُتحدث، أنه خلال السنة الأولى من الثورة كان الكثير من الجزائريين يشتغلون في المصانع الفرنسية ويتعاملون معهم، مؤكدا أنه وبعدما أصدر علماء الجزائر أمثال الشيخ العربي التبسي وخير الدين، فتوى أن كل جزائري يفيد الاستعمار أو يتعامل معهم فهو آثم .

كما أبرز أن فرنسا حاولت استغلال الفتوى لصالحها، فأصدرت فتاوى غريبة على غرار “أن وجودها في الأراضي الجزائرية قضاء وقدر، وصودق على هذه الفتوى في المراسلات، وتم إرفاقها بالجزء الأول من الآية 128 من سورة الأعراف “… إن الأرض لله يورثها من يشاء..”.

مقالات ذات صلة