-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حين تصبح السنة برستيجا

الفحول العملاقة… كباش أسطورية تفوق عشرين مليونا

فاروق كداش
  • 824
  • 0
الفحول العملاقة… كباش أسطورية تفوق عشرين مليونا

يقول المثل: “خسارة الصوف ما تجيش كيما خسارة الخروف”.. جملة تلخص فلسفة رجال تقدر المال. ولا نقصد النقود طبعا، بل الماشية في زمن طغت فيه التكنولوجيا والتقنية، وزحفت العمارات والمنشآت.. ففي براري حاسي بحبح وأولاد جلال، الطبيعة تسود المكان والأسواق تجمع الرجال، وتسير إليها القطعان وتحط القوافل رحالها، مرة كل أسبوع يجتمع الموالون والمشترون، ولكل سوق يومه، فيوم السبت وهب لتوسمولين والأحد لعين الرومية والاثنين جعل للبراشمة والثلاثاء للمدريسة وبوقطب والأربعاء لا تسأل عنها عين كرمس ومسعد والخميس.. فلتشد رحالك للعريشة والجمعة للأبيض سيدي الشيخ.

بينما يتحامل الفقير علي نفسه لشراء أضحية العيد، يسعى الكثيرون من ذوي المال إلى شراء الذبح العظيم من السلالات العريقة المعروفة في مناطق عدة من الوطن كالجلفة ومسيلة… ولا يتعلق الأمر بالعرض والطلب الذي تشهده أسواق المواشي العادية، إنما هي اتفاقيات مسبقة بين الموالين المتخصصين في هذا النوع من الكباش العملاقة التي ترضي نرجسية وبرستيج هؤلاء، وكل هذا للتباهي أمام العائلة والأصدقاء.

هذه الفحول العملاقة ثمنها يضاهي ثمن دراجة نارية، والكل على حسب مقدوره ما بين 10 إلى 20 مليونا، وأحيانا أكثر من هذا المبلغ، على حسب المواصفات التي تجعل من فحل ضخم الكبش المنشود كالقرنين والصوف والشكل العام والوزن، وغيرها.

الفايسبوك.. منصة البيع الجديدة

كثيرة هي الصفحات المتخصصة في بيع الكباش والفحول العملاقة، والمفاجأة أنها تضم آلاف الأعضاء، وهناك صفحات خاصة تضم أكثر من نصف مليون معجب ومتابع… وتلعب هذه الصفحات دور منصة البيع وتعرض كل الإعلانات التي يرسلها الموالون مرفقة بالصور والعنوان.. وما من إعلان ينزل فيها حتى تنهال عليه التعليقات من معجب وشار محتمل، كما يتخصص بعض هذه الصفحات على فايسبوك خاصة في سبر أسواق الماشية ورصد ثمنها كأي صفحة إخبارية. وخلال زيارتي لصفحة نصف مليونية صاحبها مشهور بانتمائه لأولاد نايل، هالني الكم الهائل من التعليقات واللايكات على كل المنشورات التي تغطي معظم أسواق الماشية، خاصة وأننا في موسم عيد الأضحى.

كما يرسل البائعون صورا حديثة لمواشيهم وينشرون مواصفاتها، مساعدين على خلق زخم اقتصادي عبر الأنترنت يفوق البيع أونلاين عبر منصات تجارية.

أسواق بلا أبواب

وهاهنا أتوقف عند شغف المتابعين بالماشية وأسعارها، فسألت أحدهم عن هذا الشغف فقال لي عبر المسنجر: “أحب الكباش منذ الصغر، خاصة وأن والدي كان يصطحبني لشراء الأضحية. ورغم أنني لست موالا أو مربيا إلا أنني أتابع كل جديد، وأحمل صور الكباش، خاصة العملاقة منها من سلالات أولاد جلال وحاسي بحبح وغيرها من المناطق”. وسألت أحد الموالين عن أكثر المناطق التي تحبذ هذا النوع من الماشية العملاقة، فقال: “هناك أناس من جميع ربوع الوطن من عشاق الكباش العملاقة، وليس كما تحسب أنت أنها للتفاخر لكن الكثيرين يحرصون على أن يقتنوا أحسن الماشية في العيد تقربا من الله وليس للتباهي”… غير أن سليم، وهو أحد أعضاء مجموعة خاصة بالكباش، أكد أن هناك من يقتني هذا النوع لكي يظهر بصورة معينة فيها الكثير من الرياء و”الزوخ والفوخ”.

وتبقى أكثر السلالات طلبا على الإطلاق سلالة أولاد جلال العريقة، التي يقال إنها استقدمت من طرف قبائل بني هلال خلال القرن الحادي عشر، من الحجاز، بينما يقال إن الرومان هم من جلبها إلى الجزائر، خلال القرن الخامس الميلادي من تارانتو الإيطالية… يقول السيد العمري إن هذه السلالة النقية تعرف بأنها بيضاء اللون بالكامل ذات صوف وذيل نحيل وقرونها لولبية.

وتباينت أسعار المواشي في الصفحات التي تعرض الثني والرباع والسداسي والفحل للبيع، بأسعار تنافسية ومغرية، خاصة عند البيع بالجملة… ففي سوق عين بوسيف بالمدية، تراوحت الأسعار ما بين 35 ألف دينار و60 ألف دينار. أما في سوق واد سوف، فالخرفان في متناول الجميع، تصل إلى 30 ألف دينار وتنحدر حتى 17 ألفا. في سوق عين الملح بولاية المسيلة يتنافس الموالون على عرض كباشهم، وكل حسب جيبه من ثني بخمس ملايين إلى خرفان بـ12 ألف دينار، هي بورصة مفتوحة لا تخضع لسلطة الدولار ولا متغيرات البرنت، إنما لنية الرجال بينما الفحول العملاقة استثناء بين هذه العروض ولديها زبائنها الأثرياء. ولا يقتصر شراء هذه الماشية vip على موسم العيد، بل تكون مطلوبة جدا في الأعراس والمناسبات والولائم، كيف لا والعريس يريد أن تذكره عائلة زوجته ويشيع أن فلانة تزوجت من رجل “لا باس بيه”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!