-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الفرصة الأخيرة..!

الشروق أونلاين
  • 1363
  • 0
الفرصة الأخيرة..!

محمد يعقوبي: yacoubim@ech-chorouk.com

الكثير من الأشقاء العرب لا يعرفون عن الجزائر سوى أنها بلد المليون ونصف المليون شهيد وأنها بلد جميلة بوحيرد، وعيبهم أننا نفهم لهجاتهم ولا يفهمون لهجتنا، ونتذوّق فنونهم ولا يتذوقون “فننا”، وأنهم يحتفظون للجزائر بصورتين نمطيتين ترفضان التجدّد، الصورة الأولى هي إنعكاس لمخلفات حرب التحرير من بطولات وتضحيات الآباء والأجداد “وهي صورة إيجابية”.، وصورة أخرى إنعكاس لمخلفات الإرهاب، فبعض العرب لايزالون يرون في الجزائر صور الدمار والمجازر الجماعية والتفجيرات واختطاف الأجانب.. ولذلك يبدو الرهان الأكثر أهمية بالنسبة لمنظمي “عاصمة الثقافة العربية” في الجزائر هو تغيير هذه الصورة المشوهة ومساعدة العرب على الوقوف بأمانة على واقع وآفاق الجزائر الجديدة والإطلاع على حقيقة هذا الشعب الذي رغم سيطرة الكثير من النخب التغريبية، إلا أنه يعيش إنتماءه الحقيقي في البوادي والأرياف ويتحدى كل الذين يحاولون فرنسته وسلخه عن ثقافته العربية الإسلامية.

صحيح، الجزائر مقصرة في كونها فشلت على كل الأصعدة في تسويق صورتها الداخلية إلى الأشقاء العرب بما يضمن احتضانهم لها في الأزمات، لكن مسؤولية الإخوة العرب كانت مضاعفة، لأنهم ساهموا في عزل الجزائر وتركوها تتخبط في مواجهة التجاذبات السياسية والإديولوجية التي كثيرا ما انتصرت فيها لوبيات التغريب والفرنسة.. ثم يأتي من يلوم الجزائريين عن هجانة لغتهم وفرنسة ثقافتهم؟

لعل تظاهرة “عاصمة الثقافة العربية” فرصة ثمينة وربما الأخيرة لتصحيح الوضع وإعادة القطار إلى سكته، شريطة أن يكون المسؤولون الجزائريون جادين في الانفتاح على الأشقاء العرب، ويكون ضيوف الجزائر جادين هم أيضا في اكتشاف مخبوءات هذا البلد وطاقاته لتوسيع دائرة التعاون والتقارب وقطع الطريق على محترفي “الحواجز المزيفة” في طريق الإنتماء العربي للجزائريين.

على الجزائر مسؤولية إنجاح التظاهرة شكلا ومضمونا مثلما أنجحوا بالأمس تظاهرة “السنة الجزائرية في فرنسا”، وعلى العرب أن يؤمنوا بعروبة الجزائريين حتى ولو استضافوهم باللغة الفرنسية وأسمعوهم أغاني الراي، لأنهم هم من يجب أن يغيّروا رأيهم وليس مطلوبا من الجزائر أن تتغيّر ليفهمها الآخرون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!