-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
وفاته ذكّرت الجزائريين برحيل بومدين

الفريق قايد صالح على موعد التاريخ

محمد مسلم
  • 1710
  • 4

تؤشر التحضيرات الجارية بخصوص جنازة نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، أنها ستكون واحدة من الجنائز القليلة التي شهدتها الجزائر منذ الاستقلال.

وأفاد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، أن مراسيم الجنازة ستكون بداية بإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الفقيد بقصر الشعب، قبل أن يشيع بعدها جسده الطاهر إلى مثواه الأخير بمربع الشهداء بمقبرة العالية، بعد أن توقف عداد سنواته في بداية العقد الثامن.

ووضعت المئات من الحافلات في مختلف الولايات، تحت تصرف الراغبين في التنقل لحضور جنازة الفقيد، كما وضع بعض المتطوعين ما يملكون من فنادق في العاصمة تحت تصرف من يريدون حضور الجنازة ولا يتوفرون على إمكانيات الإقامة أو العودة في اليوم ذاته.

وينتظر أن يطوف جثمان المرحوم شوارع العاصمة قبل أن يوارى الثرى، وقبل ذلك نصبت في مختلف ولايات الوطن خيم للترحم على روح نائب وزير الدفاع الوطني، الذي تحول اسمه إلى أيقونة للوفاء والإخلاص للوطن خلال الأشهر العشرة الأخيرة، لدى الكثير من الجزائريين، الذين لم ينسوا حرصه وإصراره على حقن دماء “الحراكيين” رغم محاولات البعض الدفع نحو إراقتها.

وقبل ذلك، سينقل جثمان الفريق من المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة، صبيحة الأربعاء إلى قصر الشعب من أجل تمكين المواطنين من إلقاء النظرة الأخيرة عليه، ثم يسجى النعش ملفوفا بالعلم الوطني، على متن عربة عسكرية، ليتحول بعد ذلك الموكب الجنائزي في حدود منتصف النهار إلى مقبرة العالية مرورا بالشوارع الكبرى للعاصمة على غرار ديدوش مراد ثم البريد المركزي، فشارع جيش التحرير الذي يربط قلب العاصمة بجهتها الشرقية حيث توجد مقبرة العالية.

ولا تزال جنازة الرئيس الراحل هواري بومدين الذي توفي في الشهر ذاته الذي توفي فيه الفريق قايد صالح من العام 1978، الأكبر في تاريخ البلاد، ويقدر البعض بأن جنازة الغد سوف لن تقل أهمية عن تلك التي جرت قبل أزيد من أربعين سنة، بالنظر للتحشيد الحاصل لموعد الغد.

ويستحضر الجزائريون تلك المشاهد التي نقلها التلفزيون الجزائري عن جنازة الراحل بومدين، والتي أبرزت مدى التأثر البالغ الذي لوحظ يومها، وقد عاش الجزائريون مشاهد مشابهة، لكن بدرجة أقل، على غرار ما حصل في جنازات الرؤساء الراحلين، أحمد بن بلة والشاذلي بن جديد، والمجاهد حسين آيت أحمد.

وقد غصت منصات التواصل الاجتماعي بالصفحات التي تشيد بجهود الراحل، وتذكّر بمناقب ومآثر الفقيد، الذي أفنى حياته في خدمة الوطن، منذ كان يافعا في الكفاح من أجل طرد المحتل الغاشم، ثم إطارا في المؤسسة العسكرية، فقائد لها في ظرف جد حساس، لكنه عرف كيف ينقذ البلاد من أيدي فئة من المغامرين والمتهورين، الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من الدفع بها إلى جحيم الفوضى.

وأيا كانت مواقف الجزائريين من الفريق الراحل، فإن الشهادة التي لا يمكن أن يختلف فيها اثنان، هي أن “عمي صالح” كما يحلو للكثير وصفه، فوّت على أعداء البلاد فرصة تفكيك وحدتها، وعلى المغامرين والمتهورين الزج بها في أتون صراع هي في غنى عنه، بل وزاد على ذلك إخراجها من الأزمة الدستورية التي كانت تعيشها، بتسليم المشعل لرئيس منتخب عليه اليوم أن يكون في مستوى الأمانة التي وضعت بين يديه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • ملاحظ

    حاربت الاستعمار الفرنسي حاربت اليهود في ارض فلسطين وطهرت البلد من العصابة تعهدت بحفظ الدماء ووفيت تعهدت باستئصال العصابة ففعلت وفي الاخير ما عساي ان اقول وانا اكتب هذه الكلمات بالحزن ..لا حول ولا قوة الا بالله انا لله وانا اليه راجعون

  • محمد

    سبحان الله! جعل الله سبحانه وتعالى موت المجاهد أحمد قايد صالح رحمه الله سببا في تآلف الجزائريين وحُنوّ بعضهم على بعض والتفافهم حول وليّ أمرهم وقيادتهم، وتيقظهم لمخططات عدوّهم، نِعم المِيتة يا صقر الأمّة ويا كبش الكتيبة أنرت درب أبناء الجزائر نورا ونارا ، وأرجعت للذاكرة تاريخ الفحول من الرّجال الذين ماتوا لتحيا أمّة الإسلام، أجهدت نفسك وحثثت مطيّتك وحمّلت الجسد العليل فوق ما يحتمل وأتعبت قلبا كبيرا ضاق به الجسد ذرعا؛ وإذا كانت النفوس كبارا * تعبت في مرادها الأجساد، لأجل دينك ووطنك وشعبك، رأينا في موتك عجبا؛ والله حتى المجانين والصبيان يبكونك، يا هزبر الشّرى ما الذي بينك وبين ربّك عز وجل حتى حزن

  • ملاحظ

    تتذكرون جميعا إختفاء الفريق أحمد ڨايد صالح عند زيارته للناحية العسكرية الثانية منذ حوالي شهرين
    عندها أصيب القايد صالح بأزمة قلبية أدخلته المستشفى العسكري ،وكاد على إثرها أن يفارق الحياة ،إذ أكد عليه الطاقم الطبي للمستشفى العسكري بضرورة إجراء عملية زرع بطارية في الصدر لتنظيم دقات قلبه والذي أصبح يعاني من عدم انتظام الدقات نتيجة للإرهاق الكبير الذي نال من المجاهد نظرا لمجهوداته الكبيرة منذ بداية الحراك.
    عملية جراحية كانت جد ضرورية لحالته الحرجة ،ولكن الفريق رفض ذلك ،وأصر على عدم إجراءها خوفا من دخول البلاد في أزمة بسبب غيابه بأنه لن يجري العملية إلا بعد إجراء الإنتخابات وتسليم السلطة

  • kissi mustapha

    allah yarahmah mata batallan allah yarahmah amine