الرأي

“الفشل المبرمج” !

نصر الدين قاسم
  • 1670
  • 1

لا أفشي سرا، إذا قلت بأن تجربة السيد أحمد أويحي مع “الحوار” لا تبعث على التفاؤل، ولن أكون متحاملا على الرجل إذا جزمت بأن تكليفه بـ “المشاورات” مع الشركاء السياسيين لا يبشر بالخير، ولا يعكس حرص السلطة على أن يكون الحوار حول الدستور جديا ومثمرا .. وفي المحصلة لا يبدو أن الدستور التوافقي المطروح سيحقق التوافق المنشود…

فمن الفشل “المبرمج للحوار” بين السلطة وشيوخ جبهة الإنقاذ المحلة، كما وصفه المرحوم عبدالحميد مهري، إلى غاية تنحيته من رئاسة التجمع الديمقراطي، مرورا برئاسته الحكومة مرتين، لم يفلح أويحي في أية مهمة نبيلة، ولعل هذا ما دفعه إلى الاعتراف بأنه رجل المهام القذرة… ولأن المشاورات حول الدستور التوافقي مهمة نبيلة فمن المستبعد أن ينجح فيها، ذلك لأن علاقة الرجل مع الطبقة السياسية والشخصيات الوطنية ليست طيبة حتى لا أقول سيئة للغاية.. 

ولا يختلف اثنان أن شخصية أويحي لا تلقى قبولا لدى الطبقة السياسية ولا لدى شرائح واسعة من الشعب حتى لا أقول لا يحبه أحد.. ومرد ذلك مواقفه وممارساته وتصريحاته.. يكفي التذكير فقط أنه المسؤل الوحيد الذي تجرأ على اتهام شخصيات وطنية تاريخية مثل عبدالحميد مهري وحسين آيت أحمد بالخيانة وقد مات المرحوم مهري وفي قلبه حنق كبير.. فما الذي يدفع السلطة إلى تكليف شخصية تحمل الكثير من أسباب الفشل، إذا كانت حريصة على إنجاح مسعاها التوافقي…

لا شيء إذن يدفع إلى الاعتقاد بأن السلطة غيرت طريقتها في التشاور والحوار، أو موقفها من المعارضة.. وتكليف أويحي رسالة توحي بأن المشاورات حول مسودة الدستور هي للإعلام وليست للتعديل وأنها لا تختلف عن جلسات السماع والتسجيل التي ظلت تنظمها السلطة وتسميها “حوارا”.. فهي تستشير المعارضة نعم، لكنها لا تأخذ برأيها ولا مشورتها.. إنها إعادة إنتاج نماذج الفشل نفسها..

مقالات ذات صلة