الرأي

 الفشل والهبل!                      

جمال لعلامي
  • 735
  • 4
ح.م

الكثير من الطامعين والطماعين الذين سقطوا من غربال الترشيحات لمنصب رئيس الجمهورية، كانوا يعرفون بأنهم سيسقطون ويتساقطون كأوراق التوت والعنب والتين، فأغلب هذا النوع من “الراغبين المتمنعين” الذين “يشتو اللبن ومخبيين الطاس”، لم يقدموا النصاب القانوني، والغريب أنهم نزلوا ضيوفا على سلطة الانتخابات بنادي الصنوبر، وهم يحملون أقلّ من 50 ألف استمارة توقيع مثلما تنص عليه شروط الترشح!

بعض هؤلاء لم يزوروا الـ25 ولاية المنصوص عليها في القانون أيضا، لكنهم اكتفوا بعدد قليل من الولايات، ربما لأنهم “تعبوا” أو أرادوا أن “ينصبوا”، أو لأنهم فشلوا، لكنهم أصرّوا على “العزة بالإثم” وواصلوا المسيرة “الخايبة” إلى غاية الدقيقة الأخيرة من آجال جمع التوقيعات وإيداعها في جنح الظلام!

اتضح الآن، مثلما يتحدث عنه البسطاء في المقاهي والأسواق، أن بعض “الساقطين”، لم يكن هدفهم كرسي الرئيس، ولكن غايتهم مقعد في الحكومة القادمة، أو “طابوري” في البرلمان الجديد، أو حتى “حجرة” في المجالس المخلية بعد حلها لاحقا!

المصيبة أن رؤساء أحزاب “مجهرية” تنشط منذ التسعينيات، لم ينجحوا في جمع الحدّ الأدنى، فمنهم من قدّم ملفا باستمارات فارغة، ومنهم من قدمها محشوة بتوقيعات الأطفال، ومنهم من أودعها بإمضاءات مزدوجة أو خاطئة أو مزيفة، وفي كلّ الحالات فإنها لا تسمح بالعبور!

المتسابقون “العاجزون”، انقسموا إلى فئات وشرائح، بعضهم طعن، وبعضهم استسلم، وبعضهم اعترف، وبعضهم انسحب، وبعضهم فتح بابا جديدا على مستقبل قد يكون واعدا ومغايرا له ولجماعته، وبعضهم التزم الصمت بعدما دوخته معركة التوقيعات!

الباحث من أولئك عن “دور مستقبلي” بعد 12 ديسمبر، قد يكون برأي الأذكياء، أذكى من الآخرين الذين دخلوا السباق معتقدين أنه لعبة أو ألعوبة أو “أكذوبة”، بالإمكان ترويضها والاستفادة منها بسهولة، وجني الثمار بما لا يتصوّره عقل ولا عاقل ولا رأي معقول!

مشكلة الكثير من الراغبين في ممارسة السياسة، أنهم استسهلوها وأخذوا منها “الممكن والكذب”، وتركوا الجدّ والوفاء بالعهود والقدرة على تحمّل الأعباء، والإيمان بأن المسؤولية تكليف وليست تشريفا، ولذلك فشل أغلب هذه الطينة غير السياسية في إقناع الناخبين بالتوقيع لهم، أو لم يعثروا أصلا على من يساعدهم في الجمع والترحال بحثا عن أصوات تائهة ومبعثرة ومنسية!

قد يستفيد البعض بعد الرئاسيات، مثلما انتفع البعض الآخر من الحراك الشعبي، ولم يتوان البعض في الحديث باسمه، ومع أن المثل الشعبي الشهير يقول “وجه الخروف معروف”، فإن ما حدث وسيحدث قبل الحملة الانتخابية وأثناءها، سيضيء ولو جانبا من الطريق إلى ما بعد 12 ديسمبر!

مقالات ذات صلة