-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الفضفضة الإلكترونية موضة المواقع.. ترفع المعنويات وتخرب البيوت

نسيبة علال
  • 765
  • 0
الفضفضة الإلكترونية موضة المواقع.. ترفع المعنويات وتخرب البيوت

يواجه الناس مشاكل يومية عديدة، سواء على المستوى العاطفي، مع الأصدقاء والعائلة أم في العمل.. لكنهم لا يجدون الصدر الرحب الذي يحوي همومهم ومآسيهم ويوجههم في اتجاه الصواب في أغلب الأحيان. فالكل منشغل بذاته في ومشاكله الشخصية، دون الحديث عن عامل الثقة وحفظ السر الذي كاد ينعدم في العلاقات في زمن التسجيلات الصوتية ونسخ المحادثات، هذا ما بات يدفع أطيافا كثيرة من المجتمع إلى اللجوء إلى الفضفضة الإلكترونية الآمنة.

منشورات الأنونيم أو المصدر المجهول.. الأكثر تفاعلا عبر فايسبوك

تحدثت الشروق العربي إلى الصفحة النسوية الأولى في الجزائر، من حيث عدد المتابعات الذي لامس حدود المليونين والنصف تقريبا، تقول صاحبتها التي رفضت الإفصاح عن اسمها: “تصلني يوميا على فايسبوك وأنستغرام مئات الرسائل الخاصة، من نساء وحتى من الرجال أيضا، يطلبون مني نشرها ليحصلوا على النصح والتوجيه أو ليتخلصوا من تراكماتها الداخلية، ويتمكنوا من معرفة رأي المتابعين في سلوكهم، ما يقارب ثلاث مائة رسالة من هذا النوع، يزداد عددها في المناسبات التي تلتقي فيها العائلات ويكون الاحتكاك اللفظي كبيرا..”. أما عن نتائج هذه الرسائل وتأثيرها على أصحابها وعلى المجتمع، تضيف صاحبة الصفحة: “هناك من تحول الأمر بالنسبة إليه إلى عادة شبه يومية، يراسلنا بانتظام ويطلب تدخل الجميع في أدق السلوكات والتصرفات، والغالبية العظمى من النساء اللواتي أحدثت توجيهات الفايسبوك أثرا طيبا في حياتهن اليومية، يستمررن في طلب المساعدة، حتى في غرض يرغبن في اقتنائه أو زيارة يعولن المضي فيها”.

يقبل أصحاب الصفحات على نشر مثل هذه الرسائل، لأنها تخدمهم بالدرجة الأولى، وتزيد التفاعل في التعليقات والمشاركة، ما يعني رفع نسب الإعجاب والمتابعة.. وقد تحولت في الآونة الأخيرة إلى حيلة ينتهجونها، ويكتبون المنشورات بطريقة استفزازية، ما يدفع المتواصلين إلى الانسياق خلفها.

” قد تكون خطيرة ومدمرة”

رغم أن كتابة المنشورات التي تتحمل الهموم والمشاكل والأزمات على الصفحات والمجموعات أمر يساعد على التشافي والتخلص من ضغوطها الداخلية، وآثارها على النفس، إلا أنه قد يكون مدمرا للشخص في حد ذاته، ومصدرا آخر للمشكلات. تقول الخبيرة في الشؤون الاجتماعية، الأستاذة عابد وهيبة: “.. لا يجب الاحتكام إلى غير المختصين لحل أزماتنا، مهما كانت بسيطة. صحيح، الخبرة الاجتماعية قيمة، وتكون رصيدا معرفيا مهما، لكن الناس على مواقع التواصل الاجتماعي يكتبون ويتفاعلون انطلاقا من تجاربهم وأحكامهم، وتوجهاتهم الشخصية. ومن الطبيعي، أن تختلف ظروفهم. لذا، فإن ضرر اتباع توجيه شخص آخر وارد، خاصة أن المجتمع يعج بالمتمردين على عاداته وضوابطه”. وهذا الطرح تؤكده إحصائيات بعض الصفحات التي يتم نشرها من حين إلى آخر، التي تكشف أن المراهقين دون العشرين سنة هم أكثر المتفاعلين عبر حسابات مزيفة. تضيف الخبيرة متعجبة: “تخيل أن تنصح مراهقة في 17 من العمر أما وربة بيت في الأربعين! كما أن دعاة التحرر هن أكثر فئة تحرض النساء على الطلاق والانحلال، وليس هناك أفضل من هذه المنشورات سبيلا لهن”.

يكمن الخطر الأكبر لطلب المشورة والتوجيه من العامة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في كونها تفتقر إلى المصداقية أيضا، إذ إن صاحب المنشورات شخص يروي تجربته بالطريقة التي يجدها مناسبة وتستعطف الجميع، بحيث يمنحونه تأييدهم وانحيازهم إليه.. وتؤكد الأخصائية النفسية، نادية جوادي: “يلعب أصحاب المنشورات الشكائية دور الضحية في أغلب الأحيان، بحثا على الحلول التي يرغب هو في قراءتها، التي تستدرج المتابعين وتجعلهم يثورون في التعليقات.. وهذا بالضبط ما يبحث عنه لإشباع حاجته النفسية، وشعوره بالراحة أو النصر، وهذه قيمة يصعب على العائلة والمحيطين أو الأصدقاء تقدميها، خاصة العارفين بأطراف الأزمة وظروفها”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!