-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم الكوميديا الفنان علاء مرسي لمجلة الشروق العربي

الفن الحقيقي هو تقديم قضايا اجتماعية… وليس شرطًا وجود راقصة وإفيهات

طارق معوش
  • 582
  • 0
الفن الحقيقي هو تقديم قضايا اجتماعية… وليس شرطًا وجود راقصة وإفيهات
تصوير: منعم شرف الدين

صاحب الضحكة المميزة، والإفيهات الطازجة، والمواقف التي لا تنسى، الذي تربع داخل قلوب الجمهور بخفة ظله.. الفنان الكوميدي، علاء مرسي، واحد من الذين استطاعوا تحقيق نجومية حقيقية في الأدوار الثانية، لم يقم بدور البطولة المطلقة إلا في أعمال قليلة للغاية، لكنه نجح وبشدة في تحقيق نجومية كبيرة، وشارك في العديد من الأعمال السينمائية الناجحة مثل: “عندليب الدقي” و”طباخ الريس” و”عسكر في المعسكر” و”كباريه” و”معلش إحنا بنتبهدل” و”يانا يا خالتي”، و”ميدو مشاكل”. ومع عادل إمام في «رسالة إلى الوالي». هذا، إلى جانب العديد من الأعمال الكوميدية بالدراما والمسرح.. باختصار، هو صاحب المسيرة الفنية الطويلة التي بدأت منذ عام 1989. ضيفنا يجمع بين مواهب متعددة، فهو الممثل والمنتج والمخرج، النجم علاء مرسي، في لقاء خاص الشروق العربي.

الفن الحقيقي هو تقديم قضايا اجتماعية… وليس شرطًا وجود راقصة وإفيهات

الشروق: فى البداية، حدثنا عن سبب غيابك طوال هذه السنوات عن الدراما؟

 الدراما مرعبة، على عكس السينما. فكلما أجد موضوعا جيدا أختار تقديمه بالشكل السينمائي، لأن مدة الفيلم وأحداثه مقدور عليها. أما الدراما، فهي تدخل كل بيت، وأحداثها طويلة ولو لم تكن الفكرة تتحمل عدد الحلقات والتقديم والتناول الدرامي الجيد فلن تنجح. لذلك، أفضل اختيار الأفكار التليفزيونية بعناية أكثر.

الشروق: ما أهم العلامات في مسيرتك الفنية؟

كل أعمالي أحبها، وأهمها العمل الذي عاش مع الناس.. وأبرزها ليالي الحلمية، وفيلم الطريق إلى إيلات، وفوازير حاجات ومحتاجات مع شريهان، وحلم الجنوبي.

الشروق: ألا تقلق من عدم تجسيد أدوار البطولة المطلقة إلا في أعمال قليلة للغاية وتتواجد دائما في الأدوار الثانية؟

 عبد المنعم إبراهيم، وعبد الفتاح القصري- رحمهما الله- عاشا نجمين وماتا نجمين، وهما في الأدوار الثانية، فما المانع من الاستمرار فيها، علاوة عن ذلك، أنا مؤمن بالبطولة الجماعية، وهي التي تنجح مع الناس الآن.

الشروق: ألا ترى بأن إقدامك على إخراج فيلم «الحوت الأزرق» الذي يعرض حاليا بقاعات السينما مغامرة فنية؟

كل الأعمال بالنسبة إلي مغامرة، ولقد خضت تجربة الإخراج السينمائي للمرة الثانية، بعد فيلم “بوقه فقارة”، الذي يضم عددًا من نجوم الخليج منهم: هيا شعيبي وسلطان الفرج وأحمد العونان وشهاب حاجيه وسلطان الفرج ولؤلؤة الملا وغيرهم.

الشروق: على حسب علمي، الفيلم يعالج قضايا إنسانية واجتماعية، والمعروف أن مثل هذه الأفلام لا تجلب إيرادات عالية.. برأيك، هذا وقت يتحمل مناقشة الفن لقضايا دون التفكير في الأرباح؟

هذا هو دور الفن الحقيقي، والأرباح من الممكن أن تتم بشكل جميل، وليس شرطًا وجود راقصة وإفيهات، لأن تجارة المخدرات والدعارة تكسب أكثر من بيع المصاحف والكتب المهمة.

إيماني بموهبتي واقتناع الجمهور بي جعلني أصل إلى ما أنا فيه

الشروق: ألم تخف من إصدار الفيلم والعالم ككل يعيش تداعيات فيروس كورونا؟

 لا أخفي عليك.. في البداية، كنت قلقاً جدا من توقيت عرض الفيلم، بسبب مخاوفي من تكبد خسارة مالية كبيرة، ولكنني جازفت بالعرض، وبالفعل حقق نسبة مشاهدة مرضية، ولكنني أعترف بأن فترة الجائحة وما تبعها من ركود فني، كانت سببا في خسارة معظم المنتجين، ولكن في النهاية، هذا ظرف استثنائي، وإن شاء الله تعود الحياة أحسن مما كانت.

 وماذا عن المجازفة بأسماء جديدة لأول مرة؟

كلهم فنانون لديهم أعمال بالسينما والدراما، ليس مهما أن يكونوا أبطالا، لكن اعتماد المنتجين على نجوم بأعينهم في الأعمال كافة، أعتبره ظلماً كبيراً لبقية الممثلين… لماذا لا نمنحهم الفرصة ونترك الحكم في النهاية للجمهور؟

الشروق: ما آخر خططك الفنية للمرحلة القادمة؟

عندي مشاريع كثيرة، ولكن للأسف المشكلة عندي في التوزيع.

الشروق: ما أكثر الصعوبات التي واجهتها طيلة مسيرتك الفنية؟

 تعرضت لصعوبات كثيرة طيلة مشواري، كما أنني واجهت إحباطات كثيرة أيضاً، ولكنني كنت أرغب في الاستمرار والتقدم من دون النظر أو الاهتمام بهذا الكلام، والحمد لله، اجتهدت وسعيت لتحقيق حلمي، حتى وصلت إلى ما أريده، ولكن التوفيق من عند الله، وإيماني بموهبتي واقتناع الجمهور بي جعلني أصل إلى ما أنا فيه.. والحمد لله، على كل ذلك. وهذا لا ينفي أن الفنان يتوقف عن النجاح بنجاحه في محطة.

الشروق: وما المعايير التي تختار على أساسها الأدوار التي تعرض عليك؟

 السيناريو المتميز، الذي يناقش قضايا تمس المجتمع، أهم معيار في الأعمال الفنية التي أشارك في بطولتها، كما

يهمني التعاون مع مخرجين متميزين، لديهم قدرة على تحويل السيناريوهات إلى أعمال ناجحة، وأتمنى تكرار التعاون مع أغلبهم، لأنهم ذوو خبرة.

وردة الجزائرية ساهمت في تحريك الروح الوطنية داخل الجزائر في عز محنتها

الشروق: على الصعيد السينمائي.. كيف ترى الأوضاع حاليا؟

حقيقة.. السينما ليست بالمستوى الذي كنا عليه، الذي جعل الكثير يقولون عن مصر إنها هوليوود الشرق، فأنا حزين على الأوضاع السينمائية، وأتمنى أن تعود إلى وضعها الطبيعي، وهذا الأمر يحتاج إلى تدخل سريع من أصحاب رؤوس المال من أجل السعي وراء تقديم مادة سينمائية مميزة، تُعيد المكانة التي كانت عليها السينما المصرية من قبل.

الشروق: هل ترى بأن المشاهدة على الإنترنت في تطبيقات مثل «شاهد» و«واتش إت» أثرت على الفن وخصوصا السينما؟

 أثرت طبعا، ولكن المنصات شيء مهم وقادم بقوة.. والمنصات الإلكترونية نجحت في العديد من دول العالم، وتقدمت في تحويلها إلى شاشات عرض يتم بيع وتداول المنتجات الفنية بشكل محترف، مثل شاهد وغيره. ولهذا، يجب أن نرضخ للواقع ونتعايش مع التكنولوجيا.

الشروق: وماذا عن الدراما المقدمة الآن والمنافسة فيها؟

على العكس، الدراما تعيش حالة انتعاش كبيرة جدا، وتنوع الموضوعات المقدمة فيها أثرى العمل الدرامي، خلال الفترة الأخيرة.

الشروق: برأيك.. كيف ترى دور الفن حيال القضايا المجتمعية.. طرح المشكلة أو عرض الحلول؟

أعتقد بأن الدور الأساسي للفن هو عرض مشكلات المجتمع والقضايا التي تهم الجمهور، كما سبق أن تحدثنا مع بداية لقائنا، لأن الفن غير مسؤول عن إيجاد الحلول، فهناك من هو منوط بحل المشكلة، فالدور الأساسي والأهم للفن هو تقديم وعرض المشكلة للجمهور والمسؤولين بشكل صادق من دون تحريف.

الشروق: على سبيل المثال، من أكثر فنان اهتم بطرح قضايا بلاده في أعماله الفنية؟

 كان لكوكب الشرق أم كلثوم دور كبير في طرح قضايا بلادها في أعمالها الغنائية، وأيضا أميرة الطرب وردة الجزائرية، كانت تلقب بالمطربة المناضلة لثورة الجزائر. فهي كانت مناضلة وليست مجرد مطربة.. فالنضال ليس بالسلاح وبالتواجد في أرض المعركة، ولكنها قدمت عشرات الأغنيات الوطنية، التي ساهمت في تحريك الروح الوطنية داخل الجزائر في عز محنتها.

لا أعرف الندم لأنني حريص على اختيار أدواري

الشروق: أين تضع نفسك بين نجوم جيلك؟

 لا أفكر في ذلك أبداً، وعندما يسألني أحد عن ترتيبي وسط زملائي، أقول له: «أنا في المركز الأخير»، لأنني أجد كل زملائي يمتلكون الخبرة والنضج الفني، ولكل منا ما يميزه حتى لو كنا جميعاً داخل دائرة الكوميديا، والدليل على ذلك أن لكل منا نوعية أدوار يقدمها وينجح من خلالها، وأكثر ما يميز جيلنا أنه متماسك ومترابط، إذ تجمعنا علاقة صداقة قوية على المستوى الشخصي، ونحرص على التواصل معاً بشكل دائم، سواء من طريق الزيارات العائلية أم المقابلات العامة. ولذلك، فالغيرة منعدمة بيننا، ومتأكد من كون الجميع يتمنى لي النجاح مثلما أسعد لنجاحاتهم.

الشروق: هل هناك أعمال ندمت عليها؟

 لا أعرف الندم، لأنني حريص على اختيار أدواري بعناية وتركيز شديد. الشروق: لماذا ترفض الحديث دائماً عن حياتك الخاصة؟ – لأنها لا تهم أحدا، فالجمهور له أعمالي الفنية وما أقدمه من أدوار، كما أن بعض الصحف استغلت كلامي عن حياتي الخاصة وقامت بتحريفه ونشره بطريقة مستفزة، لذلك قررت عدم الحديث عن حياتي الخاصة نهائياً.

الشروق: هل تؤمن بفكرة الحسد؟

 الحسد شيء مذكور في القرآن الكريم، وطبيعي أن أكون مؤمناً به أنا وغيري، ولكنني لا أعاني من هاجس الحسد والهوس به، ولكنني أتعامل مع الأمر بشكل طبيعي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!