-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
العالم والخبير الجزائري يحي شبلون لـ"الشروق":

الفيروسات الجديدة.. حرب غير مستبعدة وعلينا أن نتهيأ لها!

وهيبة. س
  • 1618
  • 0
الفيروسات الجديدة.. حرب غير مستبعدة وعلينا أن نتهيأ لها!
أرشيف

يرى الكثير من الخبراء والباحثين، أن انتشار الفيروسات يتيح فرص لحدوث أوبئة غير متوقعة، لأن التغيرات الجينية التي تحدث بحسبهم، في هذه الفيروسات أفرزت في وقت سابق أمراضا كـ”كوفيد19″، وسارز وإيبولا وأنواعا أخرى، وبالتالي، يمكن توقع انتشار أوبئة في أي لحظة.
وفي الوقت الذي تحذر فيه بعض الدراسات الحديثة من تغير المناخ المهدد بإطلاق جائحات جديدة من خلال الزيادة الهائلة لخطر انتقال الفيروسات من الحيوانات إلى البشر، تبحث بعض الوكالات الصحية بجد، لتحديد مصدر تفشي فيروس “ميرس” الذي ظهر في السعودية، بعد تحديد ثلاث حالات مؤكدة بالعدوى عند أشخاص لم يكن لهم احتكاك مباشر مع الإبل التي تعتبر مصدر رئيسي لهذا الفيروس، بحسب خبراء علم الفيروسات.
وفي هذا الصدد، أكد البروفسور يحي شبلون، أحد أبرز علماء الفيروسات، في العالم، المقيم بفرنسا، في تصريح لـ”الشروق”، أن هناك خطرا محتملا لفيروس جديد، يمكن أن يكون اتحادا بين “اوميكرون”، و”ميرس”.
وعن أسباب هذه الخطورة، أوضح البروفسور شبلون، أن “اوميكرون”فيروس يعرف بسرعة انتشاره، وهو متحور لكورونا “كوفيد 19″، هذا الأخير الذي يقتل 2 بالمائة من الأشخاص الذين تتأكد لديهم الإصابة، في حين إن “ميرس”، بحسبه، فيروس ينتقل بصعوبة بين البشر، ولكنه يقتل 40 بالمائة من الإصابات المؤكدة، وقد تحدث طفرة فيروسية، بالتقاء كل من “اوميكرون”، و”ميرس” بعد إصابة نفس الشخص بهما.
وقال البروفسور يحي شبلون، إن سرعة “اوميكرون”، وخطر الموت بـ”ميرس”، يعني الانتشار الواسع بين البشر، والعدوى المميتة التي تمثل نسبة 40 بالمائة من مجمل الإصابات.

الفيروسات المصنعة في المخابر الكبرى.. حرب غير مستبعدة
وأفاد شبلون، على هامش فعاليات تظاهرة “منتدى الكتاب” بفندق الأوراسي، أين تم تكريمه إلى جانب نوابغ الجزائر والفائزين في مسابقات دولية، بأن كورونا فيروس لم يصنع في المخابر العلمية، بل كان طبيعيا، وأن الكثير من الدراسات بحسبه، أثبتت ذلك، لكن لا يمكن استبعاد انتشار فيروسات مصنعة في مخابر صينية أو أروبية أو أمريكية.
وأكد ذات المتحدث أننا تعيش تهديدات فيروسات مصنوعة في مخابر دول عظمى، وتهديدات طفرات فيروسات طبيعية، على غرار “ميرس” الفيروس الذي يعرف بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وهو ينتمي إلى عائلة فيروسات كورونا، لكنه يحمل معدل وفيات أعلى بكثير.
وأوضح البروفسور شبلون، خبير الفيروسات، عادة ما ينتقل “ميرس” من الإبل بحسب معطيات سابقة تبين أن معظم حالات الإصابة بهذا الفيروس لها علاقة وثيقة بأنثى الإبل.

تقلبات المناخ والطيور المهاجرة
ويرى شبلون، في سياقه حديثه مع “الشروق”، بأن التقلبات المناخية تلعب دورا كبيرا في زيادة انتشار الفيروسات في العالم وخاصة في بعض المناطق، وحدوث طفرات تؤدي إلى وجود أخرى جديدة ومتحورة، إذ إن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، من المرجح أن يؤدي إلى تواجد هذه الفيروسات.
وأشار إلى أن في الجزائر التي هي أشبه بقارة، يمكن أن ترتفع درجات الحرارة بشكل مذهل في الجنوب، وبالمقابل تكون هناك رطوبة عالية في الشمال، فيحدث تغيرات في البيئة، وتزيد حركية الطيور المهاجرة، فتختلط مع الدواجن، والطيور التي يربيها الإنسان في مزرعته أو في بيته، وهنا بحسب ذات المتحدث، تنتشر أنفلونزا الطيور، ويتولد عنها فيروسات قد تصيب البشر.
وأكد أن اختلاط الأشخاص بالحيوانات التي تعيش في الغابة، مثل ما يحدث في عمق إفريقيا، أين يكثر الإقبال على الصيد في الأدغال، سلوكيات تؤثر مستقبلا في الصحة البشرية، بحيث تنتقل فيروسات من بعض الحيوانات وتتزاوج مع فيروسات الإنسان وتحدث طفرة لفيروس جديد.
وقال عالم الفيروسات يحي شبلون، إن الزحف العمراني يساهم في اقتراب الإنسان من الحيوانات البرية، التي تنتشر في بيئتها عدة أمراض، وتتفاعل مع حيوانات أليفة وتخلق أمراضا جديدة.

نحو إنشاء مخبر كبير للفيروسات في الجزائر
واعتبر خبير الفيروسات الجزائري، يحي شبلون، أن الجزائر بلد قارة، حيث ستحدث التغيرات المناخية فيه، عدة تغيرات في طبيعة بيئة بعض المناطق، وستتوافد إلينا، بحسبه، أنواع من الطيور المهاجرة، وتستمر حركية الزحف السكاني، بين جنوب حار جدا وشمال تغطيه الرطوبة، ما يستدعي تخطيطا مسبقا لمواجهة فيروسات طبيعية جديدة محتملة، وفيروسات مصنعة يمكن أن تتواجد بيننا في أي لحظة.
وقال شبلون، إننا سنواجه في ظل تغير المناخ حربا فيروسية غير مستبعدة.
والمطلوب، بحسب ذات الخبير، الإسراع في تهيئة وتجهيز مخبر كبير للبحث عن الفيروسات ولقاحاتها، مع استقدام إليه أحدث الوسائل والتقنيات الممكنة.
وكشف البروفسور يحي شبلون، أن المخبر قيد الدراسة والتشاور، وأنهم كخبراء في علم الفيروسات، لديهم تجارب في الخارج سيسعون بكل جهدهم لتجسيد هذا المشروع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!