الرأي

القادم أفضل !

جمال لعلامي
  • 482
  • 1
ح.م

توقفت وسائل الإعلام العالمية كثيرا عند فوز منتخب “المحاربين” بكأس إفريقيا، وتوقفت أكثر عند استقبالهم من طرف الجزائريين والاحتفال بهم عند عودتهم من مصر، ولم يفهم أغلب المتابعين والفضوليين الدوليين ما حدث، إلا بتفسيره على أنه ظاهرة جزائرية لا تحدث إلا بالجزائر، ولا يصنعها إلا الجزائريون، وهو ما وقفت عليه منذ 22 فيفري الماضي !

الحقيقة، أن من يعرف الجزائر من أصدقائها وحلفائها وأعدائها، لا يتوقف فقط عند حراك 2019 فقط، وإنما يعود إلى نماذج أخرى، صنعها التاريخ الجزائري، فثورة الفاتح أكتوبر كانت “ماد إن ألجيريا”، والخامس جويلية 62 وما بعده كان أيضا “ماد إن ألجيريا”، نتائج أحداث 5 أكتوبر 88 كانت هي الأخرى “ماد إن ألجيريا”، محاربة الإرهاب والانتصار عليه دون مساعدة، كانت كذلك “ماد إن ألجيريا”، وغيرها من الشواهد التي تبقى خالدة على مرّ التاريخ!

هذه المرة، شاءت الأقدار أن يتزامن الفوز بكأس إفريقيا، وانتصار المحاربين، مع الحراك الشعبي السلمي الحضاري الذي دوّخ العالم والمخابر الأجنبية التي توقفت مذهولة، ولم تفهم شيئا سوى كون الجزائريين فعلوها مرّة أخرى، مثلما فعلوها من قبل وسيفعلونها مستقبلا دون إشعار ودون سابق إنذار، وبلا مقدمات ولا خواتم ولا هم يحزنون !
الكأس الإفريقية، رغم أنها قارية، إلاّ أنها احتلت كبرى القنوات والجرائد العالمية في أوروبا وأمريكا والخليج وغيرها من البلدان، وكان الاهتمام أكبر بطريقة احتفال الجزائريين وفرحتهم واستقبالهم للأبطال، على طريقة الكبار، فصنعوا الحدث عالميا، وأخرسوا كعادتهم تلك الأصوات الناعقة التي تحاول في كلّ مرّة سرقة انتصارات الجزائريين أو إفساد أعراسهم !

لم تكن الصور والمشاهد عادية، بالنسبة إلى المتفرجين والمتابعين من مختلف البقاع، لكنها كانت طبيعية واعتيادية بالنسبة إلى جزائريين تعوّدوا على إحراز الانتصارات، وفي كثير من الأحيان انتزاعها من فم الأسد، فهم يكفرون بالهزائم والخيبات واليأس والاستسلام، ولذلك فهم مستمرّون في حراكهم بسلمية مبهرة، متمسكون بمطالبهم بتغيير هادف ومدروس يصل بهم إلى “جزائر جديدة” !

كان المتشائمون والمُثبطون للعزائم، يروّجون لسيناريوهات مخيفة ومستقبل أسود، في حال رحل الرئيس السابق، وهاهو يرحل وتسقط بعده العصابة والحاشية وبطانة السوء، وجاءت الجزائريين بشرى الأمل والتفاؤل بغد أفضل، فحدثت الكثير من الإيجابيات التي لم تكن متوقعة، وكان الحراك فأل خير، قضى على “وجوه الشرّ” وجلب معه الخير والنصر !

فرحة الجزائريين بمحاربيهم، ما هي إلاّ الشجرة التي تغطي غابة الأفراح والليالي الملاح التي تنتظر الجزائريين مستقبلا بإذن الله، وقديما المثل الشعبي قال: “العام باين من خريفو”، وهاهو ربيع الجزائر وصيفها يبشّر بخريف استثنائي ليكون الشتاء بحول الله فصل الخيرات، وطبعا من غرس حصد ومن جدّ وجد، والله لا يضيع أجر المحسنين.

مقالات ذات صلة