-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

القرعة أهم من الواقع

القرعة أهم من الواقع

“قد نكون جنبا إلى جنب مع ألمانيا أو اليابان، وربما إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية أو فرنسا، نحن الآن في المركز الرابع والعشرين عالميا، وحلمنا أن نتقدم أكثر في شهر جوان القادم، حتى نصبح مع كبار العالم”.. إنه حلم الجزائريين الوحيد حاليا، ومشروع الدولة أيضا الوحيد، الذي تتمنى تحقيقه، بداية من اليوم الجمعة، عندما تمنحنا القرعة وضعا كرويا جديدا في لعبة، تكاد تتحوّل إلى مصير شعب.

لا نقاش في أن عالم الكرة الذي جمع رجال المال والسياسة والاقتصاد والثقافة وحتى العسكر في البرازيل مهم، بدليل نقل مشاهد عملية القرعة، إلى دول العالم وتهافت الناس في مشارق الأرض ومغاربها، بخفقات الحظ التي ستضع المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم في مجموعات، سيطلق عليها الإعلام العالمي مختلف التسميات المثيرة من نار وموت، ولكن الكرة ليست الحياة، لأن الجزائريين الذين يحفظون أسماء كل الدول التي ستشاركنا لعب الكرة في البرازيل، ويحفظون أسماء لاعبي هاته المنتخبات، ويعلمون الترتيب الذي منحته إيانا الاتحادية العالمية لكرة القدم، لا يعلمون الترتيب السيئ الذي تتواجد فيه الجزائر، في انتشار الفساد وفي تدهور الاقتصاد، وفي عدم صلاحية الجزائر العاصمة للحياة وتدهور الجامعة الجزائرية، ولا يعلمون الدول التي تتواجد معنا في هاته المجموعات العالمية المتأخرة، رغم أن هذا الترتيب أقرّته منظمات دولية عالمية معترف بها، وهي بالتأكيد أكثر دقة ومصداقية من الاتحادية العالمية لكرة القدم، لأنها تعتمد على الأرقام والأدلة، وليس على عملية قرعة، قد تضعنا مع البرازيل وهولندا، فنبيت من دون أمل كروي، وقد تضعنا مع كوستاريكا واليونان فنعيش على الأمل إلى موعد الصيف القادم.

لا يمكن للجزائريين أن ينافسوا بشغفهم بالكرة، الإنجليز والألمان، ولا يمكنهم منافسة التواجد الشعبي لهاته الدول في البرازيل الصائفة القادمة، ولكن الجزائريين يعلمون أيضا أن هاته الدول، بقدر ما تلعب الكرة، وتهتم بها وتفوز فيها بالألقاب، بقدر ما تحقق الإنجازات الاقتصادية والعلمية وخاصة الاجتماعية الكبرى، وإذا كان البرازيليون يأملون في الحصول على كأس العالم على أرضهم، فإن حساباتهم الاقتصادية والسياحية والخدماتية تفوق اهتمامهم بتقاذف الأرجل لكرة “برازوكا” المزركشة.

 

لو يمنح الجزائريون للمجالات الحساسة، نسبة مجهرية من اهتمامهم المبالغ فيه بالكرة، لتمكنوا من تحقيق المعادلة التي جعلت كل البلدان الكروية الكبرى ضمن كبار العالم في كل المجالات. فقد بنت الجزائر منتخبا كرويا تسيّد في القارة السمراء والعالم العربي، وقد يفعلها في كأس العالم في البرازيل، معتمدة على أبنائها المغتربين بالخصوص وعلى الإمكانيات المادية الكبيرة والدعم الشعبي والرسمي اللامحدود. ولا نفهم لماذا لا تباشر في جمع الجزائريين الأكفاء الذين رضعوا من حليب الجامعة الجزائرية، وهم حاليا يلعبون كأسا عالمية علمية ويسجلون لصالح مخابر وجامعات دولية، دون أن تعلم الجزائر بمكانهم ودون أي نية في ضمهم إلى منتخب العلم والتنمية الذي خسر كل مبارياته، فلا أحد يعلم أين وصل الباحث زرهوني في أبحاثه في الولايات المتحدة أو البروفيسور صنهاجي في مخابر ليون، والهمّ هو معرفة الوجهة القادمة لكادامورو ولمبولحي والآخرين؟ 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • عبد الحميد

    عنصر القوة من خارج الحدود يعني الانتحار في اي وقت . هذا هو حال الجزائر ،فالذي لا يحفظ نشيد قسما لا يمكنه سوى الدفاع عن مصالحه فقط ، حتى يعزز مركزه في فريقه الاوربي ، واما اننا اسياد العالم فلا ارى ذلك سوى في الفساد ،و كاس العالم هي فرصة لنسيان ممنهج لفضائح شكيب خليل وزمرته .كنت اتمنى ان نتبنى خطابا تكون بدايته بالتشمير على السواعد ، وتطبيق القوانين على الجميع وان لا نسقط في مستنقع " لاتبدل الفرح بالشقاء " ،اخي ناصر كلامك منطقي وتحليلك صائب .

  • سعيد

    هو مجرد ترفيه واستراحة، لا مكمل ولا شيء.

  • ابراهيم

    لقد اصبت كبد الحقيقة، انا لاافهم نريد ترتيب جيد في الفيفا بينما نسكت شعب و حكومة على التراتيب ذات الرقم الثلاثي من حيث التنمية و مستوى المعيشة و الفرص و الفساد وووووووووو
    و كأننا بدون تفكير و بدون عقل و بدون شعور؟؟؟؟؟؟

  • nabil

    الصراع الكروي في البلدان المتطورة هو مكمل لصراع اقتصادي اما نحن فالكرة هي تخدير والهاء للشعوب الجاهلة