“القلب اللوز” الزلابية والعصائر.. ثم السكري والضغط والجلطة
يفرط غالبية الجزائريين في تناول مختلف أنواع السكريات خلال شهر رمضان، الأمر الذي يرفع “حظوظهم” في الإصابة بالمرض واكتشافه بالصدفة على إثر مضاعفات خطيرة أدخلت بعضهم مرحلة الغيبوبة.
تحرص أغلب العائلات على وجود قارورات العصائر والمشروبات الغازية على موائد إفطارها وكثير من أصناف الخبز بكل نكهاته ناهيك عن مختلف صينيات الحلويات العسلية مثل “الزلابية” و”القلبلوز” و”السيقار” و”الصامصة” وقس على ذلك، وهي في مجملها كميات من السكر القاتل “تجرم” الأسر في تعاطيه دون تريث أو توقّف للسؤال عن مصيره وكيفية تحوّله في جسمنا.
وفي السياق أوضحت الطبيبة زهرة بودين المختصة في التغذية في حديثها للشروق، أنّ مخاطر السكريات والسمنة عظيمة جدا أهمها الإصابة بداء السكري من نوع “2” والقصور الكلوي والجلطة الدماغية وحتى أزمات في التنفس بسبب نقص الأكسجين، لذا يتعين على كل فرد ترويض نفسه، مؤكدة أنه “لا يمكن المنع التام من أوّل مرّة لكنه أمر ضروري بالنسبة لذوي الوزن الزائد”، لذا نصحت المختصة باتباع أسلوب التدرج والتقليل من الكميات بشكل منتظم.
وشرحت المختصة أكثر عندما قالت إن الاستهلاك الزائد للسكريات يخلق حالة من عدم الرضى لدى صاحبه الذي يصاب في مرحلة أولى بالسمنة فيحقر نفسه وهو ما يسبب صراعا بين نظام مناعته ونظام غدده بعد زيادة غدة السمنة.
ولفتت بودين الانتباه إلى أن الاستهلاك غير العقلاني للخبز والعصائر الاصطناعية والمشروبات الغازية يعقد الأمر أكثر، على اعتبار أن استهلاك خبزة واحدة تحتوي على 25 قطعة سكر وكأس واحد من المشروب الاصطناعي الغازي أو العصير يتوفر على 10 قطع سكر.
وكشفت زهرة بودين أن معدل زيادة الوزن لدى الجزائريين في رمضان يناهز 3 كغ أسبوعيا ما يعني 12 كلغ خلال الشهر كله.
فأقل شيء، تستطرد بودين، أن يزيد وزن الجزائري بـ 10 كغ حسب ما تقف عليه من خلال ممارساتها اليومية، وما تستقبله من حالات بعد انقضاء الشهر.
ونصحت المختصة في الأخير العمل بالحديث النبوي الشريف القائل “ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه”، وفي ذلك حكمة يضيعها كثيرون ويدخلون عالم المرضى المزمنين أو قاعات الإنعاش، لكنهم بعد ذلك يندمون.
عشرات الإصابات بالسكري في رمضان
من جهته أفاد فيصل أوحدة رئيس جمعية مرضى السكري اكتشاف كثير من الجزائريين لإصابتهم بالمرض بالصدفة خلال مختلف عمليات الكشف التي قادتها جمعيته آخرها أياما قليلة قبيل رمضان، إذ اكتشفت 32 إصابة جديدة من أصل 1750 حالة تم كشفها عبر بعض الولايات.
وأضاف أوحدة أنّ بعض المرضى المصابين يدخلون في غيبوبة بسبب مضاعفتهم أكل السكريات رغم علمهم بمخاطر ذلك، حيث تصل نسبة السكر في الدم إلى 6 غرامات موضحا أن المضاعفات الصحية تبدأ بمجرد بلوغ المريض نسبة 2.5 غ.
وحذّر أوحدة في نهاية الحديث من الإصابة بأمراض شرسة قاتلة بسبب الإفراط في السكريات على غرار ضغط الشرايين وانسدادها وبعض الأورام السرطانية ذات العلاقة بمخلفات السكري، سيما مع الخمول وقلة النشاط الحركي بعد الإفطار وفي سائر اليوم.