الجزائر
أزمة حركة مجتمع السلم

القياديان جعفر شلي ومحمد جمعة وجها لوجه

الشروق أونلاين
  • 11310
  • 40
ح.م

تستضيف “الشروق” في هذه المواجهة السياسية عضوين بارزين في حركة مجتمع السلم أحدهما القيادي السابق محمد جمعة الذي آثر الاستقالة من حمس والالتحاق بجماعة غول في حزبها الجديد، والثاني هو عضو المكتب الجديد للحركة جعفر شلي، ويقدم القياديان وجهتي نظر مختلفتين عن الأزمة الجديدة التي تمر بها حركة مجتمع سلم منذ قرار مجلس الشورى الأخير الرافض للمشاركة في الحكومة المقبلة.

.عضو المكتب الجديد بـ”حمس” جعفر شلي :

“شهرة البعض صنعها دم شهداء الحركة وعرق مناضليها”

يلومكم البعض على سرعة استخلاف الوزير السابق، غول ومن معه من الحركة، من دون مساعي لإقناعهم بالعودة، كما حصل مع جماعة مناصرة، ما تعليقكم؟

لا بالعكس الحركة حريصة دائما على لم شمل الجميع وقد تواصلنا مع بعضهم لكن دون جدوى، أما سرعة عملية الاستخلاف فهي دليل على قوة مؤسسات الحركة في تجاوز أي معوق داخلي أو خارجي بما يضمن استمرار النشاط دون توقف. إذن فالأمر ليس تسابقا على المناصب، فلولا المرحلة الحرجة لما قبل الكثير منا بهذه المسؤولية.

حزبان يولدان من رحم حركة مجتمع السلم في ظرف أقل من عام، هل يعني هذا أن “حمس” في أزمة؟

الأحزاب جميعا تمر بمرحلة صعبة نتيجة انسداد الحياة السياسية في البلاد والاستمرار في تيئيس الشعب من الفعل الانتخابي عبر ممارسات التزوير المستمرة للإرادة الشعبية، مما جعل هذه الأحزاب ومناضليها أمام طريق مسدود، والسبب في ذلك هو في فساد أجهزة النظام على جميع المستويات.

هل أمسك تيار المغالبة داخل الحركة بزمام صناعة القرار؟ وهل هذا لا يتناقض مع المبادئ التي نشأت عليها “حمس”؟

ليس هناك تيار ينادي بالمغالبة داخل مؤسسات الحركة، فسياسة المشاركة هي خيار الجميع ولكن هناك من حصرها في المشاركة في الحكومة ببعض الحقائب الوزارية وإعطاء السلطة صكا على بياض تسيّره كيف تشاء، بينما الغالبية ترى المشاركة ضمن رؤية أشمل وأوسع تدفع بالحركة لأن تكون بديلا حقيقيا يحقق الاستقرار والتنمية والعدالة الاجتماعية وصولا إلى تحقيق الرفاهية للمواطن، وهذا ما عجز عنه النظام طيلة عقود من الزمن من خلال فشله في استثمار المخزون الهائل من العملة الصعبة، رغم النداءات المتكررة للخبراء، وهذا ما يظهر جليا من خلال الأرقام، فالبطالة أكثر من 40 بالمائة والتضخم أكثر من 9 بالمائة ونسبة النمو أقل من 3 بالمائة، وانهيار العملة الوطنية بأكثر من 22 بالمائة دون بيان من البنك المركزي، ولا علم للبرلمان ولا استفسارات من الحكومة، وهذا ما ينذر بمستقبل مجهول فلا بد من الجهات الوصية، فتح حوار وطني مع الأحزاب والمجتمع المدني والخبراء قبل فوات الأوان.

هل سيؤثر انسحاب غول ومن معه على قواعد الحركة؟

قواعد الحركة بفضل الله متماسكة ومطعمة ضد أي تلوث، وهي منسجمة مع مبادئها ومتمسكة بمشروعها الإسلامي الوطني برغم من تألمها من بعض جراحها، لكنها عازمة على مواصلة السير نحو الهدف كما علّمنا الشيخ محفوظ نحناح رحمة الله عليه، وليعلم الجميع خاصة من صنع اسمه وكثرت أسهمه أن هذه المناصب والشهرة التي وصل إليها هي نتيجة عرق جبين مناضل ودم شهيد، وهما أمانة في أعناقنا جميعا نحاسب عليها يوم القيامة.

.

..عضو المكتب الوطني السابق بـ”حمس”، محمد جمعة

“لدينا مشروعنا ونرفض النقاش حول العودة لحمس”

كيف قرأتم السرعة التي تم بها استخلاف المستقيلين وأنتم واحد منهم، وهل شعرتم بأن هناك من سعى للتخلص منكم وإقصائكم من حركة مجتمع السلم؟

نحن من قدّم الاستقالة. هم أرسلوا وسطاء زارونا في بيوتنا، لكننا أكدنا لهم بأن الأمر ينطوي على قناعة. وإذا فيهم من قال إننا غير مأسوف علينا (يقصد غول ومن معه)، فهذا رأيهم، وهنا أتساءل لماذا رفض رئيس الحركة استقالة غول إذن؟

نحن لدينا مشروع جديد مبني على قناعات، ومن يقتنع به من أبناء حركة مجتمع السلم أو من غيرها، فمرحبا به. حمس أصبحت بالنسبة إلينا جزءا من التاريخ. لا نتعرض لهم بسوء ولا نجادلهم. لديهم مشروعهم ولنا مشروعنا، وأعتقد أن الساحة تسع الجميع.

نحن مرتاحون لطرحنا. مشروعنا لم يأت نتيجة احتقان، وافتراقنا كان في ظل الاحترام، أنا والحاج حمو مغاريا (نائب رئيس الحركة)، التقينا برئيس الحركة أبو جرة سلطاني، وغول وجه له رسالة.. كل ما في الأمر أنه كانت لنا أفكار وطرحناها داخل هياكل الحركة ونشطنا من أجلها محاضرات وندوات، ومثل الانفتاح، المشاركة، أردنا من خلالها خلق دم جديد.. شاركنا عشرين سنة في الحكم وفي أوقات صعبة، ولكن انسحبنا بقرار من دون أن نقيم هذه المرحلة.

هل حزبكم الجديد، هو حزب إسلامي، وهل رميتم عباءة الإخوان إلى الأبد؟

هذا غير وارد تماما. حزبنا الجديد “تجمع أمل الجزائرواختصارا (تاج)، حزب وطني ومنتوج جزائري محض 100 بالمائة، المكون الإسلامي حاضر فيه بقوة إلى جانب مكونات أخرى وطنية وديمقراطية وشخصيات لم يسبق لها التحزب. لكن هذا لا يعني أننا لا نتعاون مع الأحزاب الإسلامية وغيرها من الأحزاب. قد تكون لنا علاقات مع التيار، نعم، لكن ليست علاقات أبوية او وصاية.

ألم يكن جديرا بالوزير عمار غول أن يقدم حصيلته للحزب الذي حمله أمانة تمثيله في الحكومة لسنوات؟

أولا أنا لست ناطقا رسميا باسم غول.. وقريبا سنعين الناطق باسم الحزب الجديد. أما فيما يتعلق بسؤالكم، فالرد عليه بسيط. الحركة قررت الانسحاب من التحالف الرئاسي، كما قررت أيضا عدم المشاركة في الحكومة المقبلة، لكن من دون أن تقوم بتقييم حصيلة المشاركة لعشرين سنة، وكذا عملها في إطار التحالف، وفي الحكومة. هذا التقليد غير موجود في حمس، فكيف نلوم إطارا من إطاراتها على استقالته دون أن يقدم حصيلة لنشاطه، ولو كان الوزير عمار غول نفسه.

التحاق بعض القياديين في حركة مجتمع السلم بمشروع الحزب الجديد هل يعني بالضرورة التحاق القواعد أيضا؟

نحن ننطلق من مبدأ عدم منافسة حركة مجتمع السلم ومزاحمتها في قواعدها. لنا اجتهاد نراه صائبا، وقد يكون خاطئا. لكن من يقتنع بأفكارنا، نحن نقول له مرحبا، ولو كان من مناضلي وإطارات “حمس” كغيرهم من الجزائريين. أما أن نقوم بحملة في قواعد الحركة، وندخل في حالة استقطاب معهم، فهذا ما لا ننوي الدخول فيه. هناك الكثير من إطارات حمس ومناضليها يريدون الالتحاق بالحزب الجديد من تلقاء أنفسهم، فمرحبا بهم.

هل سيكون الحزب الذي تنوون إنشاءه، شريكا في الحكومة المقبلة، باسم الإسلاميين؟

هذا السؤال سابق لأوانه. أولا: نحن لم يعرض علينا المشاركة في الحكومة. وثانيا: مبدأ المشاركة التي رفعته حركة مجتمع السلم يعود إلى العام 1991، وكان ذلك في مواجهة مبدإ المغالبة الذي كان قد رفعت شعاره الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ونحن لم نكن يومها حاضرين في المجلس الوطني الانتقالي (مجلس معيّن أنشئ لتعويض المجلس الشعبي الوطني الشاغر)، ولا في الحكومة. لذلك، نقول: نحن من أنصار المشاركة، ونتمنى الاستمرار في هذا النهج، الذي سبق وأن عملنا به. لكن للأسف الحركة قررت التراجع عن هذا المبدأ، من دون أن تجري تقييما لهذه التجربة التي لم تكتمل.

لكن المفارقة، هي أن حركة مجتمع السلم هي التي توجد اليوم في الحكومة، بثلاثة وزراء بينما حزب غول الموعود، خارج الحكومة.

مقالات ذات صلة