-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الكرة الجزائرية “مهازل”

ياسين معلومي
  • 2683
  • 0
الكرة الجزائرية “مهازل”

لا تمر جولة من البطولة المحترفة بقسميها الأول والثاني، إلا وتحدث مهازل كروية لا يتقبلها العقل، ويعجز المنطق عن تفسيرها ويندهش الرأي العام لخطورتها، والطامة الكبرى أنه لا أحد من المسؤولين يندد أو يعاقب المتسببين الحقيقيين، تاركين الجميع يضحك على خيباتنا، التي أصبحت علامة مسجلة لن تزول ما دام أن أغلب الذين يتحكمون في كرتنا يدوسون على كل القوانين العامة، ويتعاملون بسياسة بالكيل بمكيالين..

هذا هو حال كرتنا، ولا ندري هل يتحقق الحلم الذي ننتظره منذ سنوات، وهو العودة إلى الزمان الجميل الذي كانت فيه ملاعبنا مكانا للمتعة والفرجة.

لا أظن أن أي هيئة كروية في العالم، لا تعين حكاما لمبارياتها مثلما حدث الأسبوع الماضي في بطولتنا، وفي مدينة برج بوعريرج بالضبط، حين تحايلت لجنة التحكيم في تعيين ثلاثي لإدارة المباراة، وقيل بعدها إنه تعرض إلى حادث مرور، لم يحدث إلا في أذهان أصحاب السيناريوهات الشيطانية، الذين يبقى همهم الوحيد هو تسهيل فوز أندية على أندية أخرى، والأمثلة عديدة، وأصحاب المهمات القذرة عديدون، يتلاعبون بمشاعر الجماهير الجزائرية..

عندما تتحدث إلى رؤساء الأندية والمتتبعين وما يحدث في الكواليس من بيع وشراء وبأموال باهظة، نقر أنه لا وجود لبطل في بطولتنا المنحرفة، وأن الذي يحتل المقدمة ويتحصل على اللقب حتما هو الذي يدفع أكثر، وأن الذي يسقط إلى الأقسام الدنيا هو حتما الذي لم يدفع أو أن خزينته فارغة وعليه انتظار”دوره”.

ما حدث الأسبوع الماضي من مهازل تحكيمية وانتقادات لاذعة لسلك التحكيم، يجعلنا نطرح أسئلة عديدة لن نجد لها جوابا ما دام “بارونات الكرة” يتلاعبون بنتائج المقابلات، لأنهم لم يجدوا من يعترض طريقهم، ويعرفون أن كل الذين انتهجوا طريق الرشوة الكروية لم ينالوا جزاءهم القانوني بحجة “ما فيش دليل”، وحتى رئيس أصحاب الزي الأسود، وعوض أن يعاقب حكامه على أخطائهم المقصودة وغير المقصودة، راح يدافع عنهم بكل شراسة، رغم أنه يعرف في قرارة نفسه أن تلامذته يتناولون “جرعات” الرشوة منذ زمان، فيغيرون مسار اللقاءات كما يشاؤون، ويتحكمون حتى في نتائج المقابلات وفي الأندية الصاعدة والنازلة.. كما كان الحال عندما انفجرت قضية رابطة باتنة الجهوية، وتبادل خلالها رؤساء الأندية الاتهامات فيما بينهم، فكيف بمافيا شراء اللقاءات تحدد الفرق المتوجة والنازلة، والأخطر أن عددا كبيرا من أصحاب البذلة السوداء، ومسؤولين كرويين أصبحوا أثرياء من مهنتهم القذرة، وهم حاليا يتنعمون بمال الحرام الذي جمعوه دون أن يمسهم سيف الحجاج، الذي يشهر فقط للضعفاء والمساكين، الذين يعاقبون وفق قانوني بدائي أكل عنه الدهر وشرب.

ماذا لو نستيقظ صباحا على خبر زج حكم في السجن لأنه تلاعب بنتيجة مقابلة، أو مسؤول أو حتى لاعب زج به في السجن، لأنه تلاعب في نتيجة مقابلة.. لكن الكشف عن هؤلاء يتطلب قرارات حاسمة من المسؤولين.

رسالتي إلى كل مسؤول صاحب قرار غيور على وطنه، أن يوقف هذه المهازل، فلا يهم من يتوج باللقب بقدر ما يهمنا جميعا هو تنظيف المحيط الكروي.. الكل يعلم بالداء ولا أحد يريد الدواء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • عبدو

    اذا اردنا توقيف المهازل وابعاد الانتهازيين من عالم الكرة على الدولة الوقف الفوري لدعم الخزينة العمومية للفرق الرياضية ومن يريد الاستثمار او رئاسة الفرق عليه بتقديم امواله

  • صهيب

    لا اعتقد ان حال الكرة في بلادنا اسوء من حال الصحافة ومستوى الصحافيين. لعلك فهمت ما اقصد

  • عبد الوهاب

    كل كلامك صحيح يا للاسف