-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجمة الدراما السورية سوزان سكاف لمجلة الشروق العربي

“الكواسر” أمتع التجارب في حياتي

طارق معوش
  • 3181
  • 1
“الكواسر” أمتع التجارب في حياتي
تصوير: لؤي سعد الدين

في لحظة، توحي لك بأنها فتاة مراهقة وشقية. وفي لحظة أخرى، تصبح امرأة ناضجة، هي جريئة.. مغامرة.. وصاحبة شكل خاص جدا. ورغم أن الفرصة الحقيقية لم تصلها بعد، لكنها استطاعت بذكاء ترك بصمات مميزة في عالم التمثيل.. سوزان سكاف مؤمنة بأنّ الفنان يخدم بلده من موقعه الفني، لا من خلال إقحام نفسه في السياسة.. يهمها أن يعلن كلّ فنان أنّه مع بلده، بغضّ النظر عن الميول والتوجّهات…

الفنانة السورية، “سوزان سكاف”، ضيفة “الشروق العربي”، في هذا الحوار.

أتمنى تجسيد شخصية الراحلة نوال السعداوي والكواسر من أمتع التجارب في حياتي

 أنت مزيج روسي– سوري. بالتالي، تحملين ثقافتين. كيف أثر هذا في شخصيتك؟ وكيف هي علاقتك بالبلدين؟

 باعتباري خليطا بين ثقافتين، فهذا أمر يساعدني كثيراً في الانفتاح على الآخر. علاقتي بروسيا قوية، على اعتبار وجود أهل أمي هناك. وهي بلد عريق أفتخر بأن والدتي منه، لكنني ولدت وتربيت في دمشق، وارتباطي بها أكبر بكثير من ارتباطي بروسيا.

ظهورك الأول كان من خلال مسلسل “الكواسر”، العمل الأكثر مشاهدة آنذاك، الذي ضم كبار الدراما السورية. كيف تم ترشيحك لهذا الدور؟ وما ذكرياتك عن هذه المرحلة؟

في مسلسل الكواسر، تم ترشيحي من قبل أستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وكنت طالبة سنة أولى. بالفعل، كانت هذه التجربة من أصعب وأمتع التجارب التي مررت بها، لأنني كنت لأول مره أقف أمام كاميرا، ومع مخرج كبير، مثل نجدة أنزور، وهذا الكم من الفنانين الكبار. وحاولت بكل جهدي أداء دوري بشكل جيد.

 مسلسل “حائرات” ترك بصمة عند المشاهدين، وكانت كل المؤشرات تدل على أنه نقطة تحول، وسيحدث نقلة فنية لك، لكن هذا لم يحصل. لماذا؟

 للأسف، مسلسل حائرات برأيي لم يأخذ حقه بالعرض على محطات عربية.

 ما الشخصية التي تحلمين بتجسيدها؟

 أتمنى تجسيد شخصية الكاتبة نوال السعداوي- رحمة الله عليها.

الدراما التركية ليست ظاهرة سلبية والدوبلاج مصدر رزق بالنسبة إلى الكثير من الفنانين

لديك تصريحات جريئة عن عدم وجود عدل في توزيع الأدوار في الدراما السورية. ماذا قصدت؟

قصدت المعنى الحرفي للجملة. ليس هناك عدل في توزيع الأدوار بالدراما السورية. وهذه حقيقة، لأن الوسط الفني تحكمه علاقات ومعايير لا تناسبني!

 أصبح الفنان السوري مطالباً من قبل جمهوره بموقفٍ واضح ممّا يجري على الأرض، ومَنْ أخذ موقفاً وُضِعَ في خانة الاتهام، ومن صمت لم يسلم من الكلام.. ماذا تقولين؟

 الفنان ليس سياسيا، لكن هناك مجموعة فنانين تحدّثوا وكأنّهم محللون سياسيون. وفي رأيي، من الأفضل أن ينشغل الفنان بعمله. وهذا لا يعني صمته. فالكلّ ينبغي أن يعترف بأنّ هناك مؤامرة، وأنّ الجميع يجب أن يكون مع البلد. وبرأيي، الأزمة اقتربت من النهاية، إن شاء الله. الشروق: الممثل السوري استطاع أن يكون بطلاً بصوته. وهذا ما حدث معك.

فالكثير اعتادوا سماع صوتك في الدراما التركية، رغم أنّهم لا يعرفون صورتك؟

 الدراما التركية ليست ظاهرة سلبية، ولا تؤثر أبداً في انتشار الدراما السورية ونجاحها.. مجتمعهم وعاداتهم قريبة إلينا، لكنّ الجمهور بُهر بالديكورات، وأصبح يتابعها، وقد انعكس هذا إيجاباً على الدراما السورية، التي أصبحت تهتمّ أكثر بالديكور. الدبلجة فنّ موجود منذ زمن بعيد خارج سورية، لكنّه انتُقد في بلدنا، لأنّه فنّ جديد علينا آنذاك، أدبلج منذ سنوات. وهذا العمل يمتعني، فليس من السهل أن نوصل إحساس الممثل بصوتنا، بينما هو يستخدم أدواته جميعها. الدوبلاج مصدر رزق بالنسبة إلى الكثير، خاصة مع الظروف التي تعيشها البلاد من أزمات سياسية، وبعد انتشار وباء كورونا وقلة الأعمال السورية، وما تبقى لنا سوى الدوبلاج. أضف إلى هذا، في فترة ما، لم يكن عملي في الدراما جيّداً، عشت من عملي بالدوبلاج. وهو عمل أحبّه وسأستمر فيه.

كيف تُقيّمين أداء الممثلين الأتراك؟ – البعض مجتهد جدا، وهناك أسماء لامعة ورائدة. والبعض الآخر عادي. لكن، بالعموم، نوعية الأعمال المقدمة لنا عالية جدا.

دوري في مسلسل “حائرات” أعتبره نقلة نوعيّة في مسيرة حياتي الفنية

 أنت أوّل ممثلة عربية تتجرّأ وتحلق شعرها تمام من أجل التمثيل، ربما كان هذا منذ تسع سنوات.. كيف أقدمت على هذه الخطوة؟

 لم أقصّر شعري فحسب، بل حلقته بالشفرة، من أجل شخصية “إنعام”، التي أدّيتها في مسلسل “حائرات”، مع المخرج سمير حسين، حيث تكتشف وجود المرض معها، وتبدأ رحلتها مع المعاناة؛ العملية الجراحية، ثمّ العلاج الكيميائي.. وكان أمام المخرج العديد من الحلول الفنية. لكننا أردنا أن نخرج بصورة حقيقيّة، أقرب إلى واقع الإنسان المصاب بهذا المرض الخبيث. فلم يعد بالإمكان خداع المشاهد، فهو يعرف تماماً. وبالفعل، تابعنا مراحل المرض، خطوة بخطوة، وانعكاساتها على الشكل الخارجي، بدءا من تساقط الشعر، وصولاً إلى مرحلة الصلع الكامل. الشروق: ألم تفكري آنذاك في الاستعانة بالشعر المستعار، أثناء وجودك في الشارع، تفادياً لأيّ تعليق أو موقف محرج؟ – في البداية، كنت أضع شالاً على رأسي، وهو دائماً في حقيبتي، مراعاة لطبيعة مجتمعنا، الذي لا يتقبّل هذه الفكرة. لكنني، مؤخراً، قرّرت أن أكون على راحتي، وأن أخرج كما أنا.. لاحظت علامات الدهشة على وجوه بعض الناس. وكانت التعليقات سلبيّة بعد عرض برومو على قناة سكاي نيوز عربية. فكلّ ما أردته، أن أقدّم رسالتي بصدقية، من خلال دوري في “حائرات”. وفي رأيي، الدراما لم تسلّط الضوء على هؤلاء الأشخاص. ففي تلك الفترة، لا بد من أن نعرّف معاناتهم عن قرب، وأن نلمسها. والحمد الله، وفقت في دوري. ورغم مرور السنين، لا يزال الإعلام والجمهور يتذكر دور إنعام.

 مساحة دورك والمردود المادي الذي حصلت عليه من الدور.. هل استحق منك هذه الخطوة الجريئة؟

بالنسبة إلى المردود المادي، الجميع يعرف الوضع الخاص الذي يمرّ به بلدنا. لذا، لم يكن أجري متناسباً مع ما قدّمته، فكان فوق الوسط بقليل.. الدور مهمّ، ويستحقّ، وكنت في حاجة إلى هذه الفرصة، لا سيّما أنه ليس لدينا صناعة نجم في الوسط الفني السوري. ومنذ أن عُرِضَ عليّ الدور، أخبروني بما يتطلبه مني، ولم أبدِ أيّ اعتراض، وكان فرصة لي كممثلة، لأبرز مواهبي وقدراتي، فلم آخذ قبله دورا يمكّنني من إظهار موهبتي.. أعتبره نقلة نوعيّة في مسيرة حياتي الفنية.

 بعد أن كنت الرائدة في التخلي عن شعرك لتضفي مصداقية على الدور كما ذكرت.. اقتدت بك عدة ممثلات، ما رأيك؟

 طبعا.. أفرح كثيرا عندما أشاهد أنني شجعت غيري من الممثلات على شيء ما، خاصة إذا كان يخدم الدور وقضية إنسانية.

أعيش وأموت جوعا ببلدي، ولكن بكرامتي.. أحسن من معيشة المذلة ببلد الغير

كانت لك تجربة مع زواج من ضمن الوسط الفني، وأخرى من خارجه. أتشجعين الزيجات من الوسط الفني؟

بناء على تجربتي الخاصة، أشجع زيجات الوسط الفني فقط، في ظل التفاهم والاتفاق والانسجام بين الفريقين، وبغير هذه الحالة لا أشجع.

 ماذا عن الحب؟

من غير المعقول أن يعيش الإنسان من دون حب.

هل تعرضت لطعنة قوية من زملائك؟

الحمد لله.. إلى غاية اليوم، لم أتعرض.

 ما المقومات التي تحتاجينها لكي تحصلي على دور بطولة مطلقة؟

ليست مقومات، وإنما ينقصني مخرج قادر على رؤيتي بطريقة صحيحة، أو مخرج يؤمن بي كممثلة.

قلت إن الدراما السورية محاربة. برأيك، كيف تستطيعون النهوض بها والحفاظ على بقائها؟

 أن نحب بعضنا بالدرجة الأولى.. فدائماً هناك أشخاص يطعنون بزملائهم في هذا المجال، إضافة إلى مسألة الاستسهال. فبدلاً من سعيهم لاستقطاب مخرج له تاريخه واسمه بهذا المجال، يركضون وراء المخرج الأرخص سعراً. وهنا، أوجه دعوة إلى المعنيين، مطالبة إياهم بمساعدة كل شخص اختار البقاء في بلده، ومحاولة استعادة كل شخص غادر البلد، كي نجتمع معا. لكن، للأسف، هذا الأمر غير موجود لدينا. الشروق: ألم تفكري في السفر؟ – لا، أبداً.. لأنني لا أستطيع العيش خارج سوريا. فرغم كل ما تعانيه، تبقى بلدي. أعيش وأموت جوعا بأرضها، ولكن بكرامتي.. أحسن من معيشة المذلة ببلد الغير.

 كيف تمضين وقتك بعيدا عن العمل؟

أحب مشاهدة الأفلام الأجنبية. ومؤخرا، لفتت انتباهي الأعمال الدرامية المصرية. ولاحظت مدى التقدم والتطور السريع، والاهتمام على صعيد الإخراج وأداء الممثلين. مثلا، في رمضان هذه السنة، كانت هناك أعمال قوية جدا، رغم انتشار فيروس كورونا. الشروق: سمعت عن رغبتك بخوض مجال الإخراج. هل تبقى الفكرة مطروحة؟ – عندما دخلت مجال التمثيل، كنت أفكر في موضوع الإخراج، والظروف لم تسمح بذلك. أما اليوم، فأشعر بأن الوقت لم يحن بعد للقيام بهذه الخطوة، لكنني يوما ما سأُقدم عليها.

من هي سوزان سكاف؟

· سوزان سكاف ؛ فنانة سورية شهيرة، درست في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وبدأت مشوارها الفني عندما كانت طالبة في السنة الأولى، حيث اختيرت لتجسيد شخصية ”هند“ في مسلسل ”الكواسر“. في سجل الفنانة سوزان سكاف عشرات الأعمال الفنية الموزعة ما بين السينما والمسرح والإذاعة والتليفزيون وأعمال الدبلجة الصوتية، منها: مسلسل ”ألو جميل ألو هناء“، مسرحية ”الرجل المتفجر“، فيلم ”الاعتراف“، وفي الدوبلاج ”وادي الذئاب“

· ولدت الفنانة سوزان سكاف في 27 أكتوبر عام 1978،في العاصمة السورية. دمشق، لأب سوري وأم روسية، تربت في دمشق ودرست في مدارسها حتى حصلت على شهادة الثانوية العامة ”البكالوريا“، ثم التحقت بالمعهد – العالي للفنون المسرحية بتشجيع من والدتها..

· تزوجت الفنانة سوزان سكاف 3 مرات، الأولى من المخرج زهير قنوع، لكنهما انفصلا دون ذكر الأسباب، ثم تزوجت بعد ذلك من رجل خارج الوسط الفني وايضا انفصلا بعدها تزوجت ً من رجل خارج الوسط الفني أيضا، وحاليً حياة مستقرة بينهما.

· شاركت الفنانة سوزان سكاف في مسلسلات: ”يوميات مدير عام ج2“،″كشف الأقنعة“، ”السراب“، ”بنات العيلة“، ”أيام الدراسة ج2“،″زنود الست ج2 وج3“،″حائرات“، ”التالي“، ”خان الدراويش“، ”حمام شامي“، ”سليمو وحريمو“، ”الخان“، ”أحمر“، ”قناديل العشاق“، ”شبابيك“، ”أزمة عائلية“، ”عندما يتحدث الأطفال“، ”عن الهوى والجوى”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • يا سيدة “سوزان سكاف”

    قالت الممثلة السورية “سوزان سكاف”، ضيفة “الشروق العربي”، في هذا الحوار: "نوال السعداوي- رحمة الله عليها." والسؤال كيف تترحم على مخلوقة لم تكن تؤمن بالله وأوصت ألا يتم تغسيلها أو أن يصلى عليها ؟ وحتى ابن أختها قال عنها أنه تمنى لو أنها كانت مؤمنة ليترحم عليها وذكر أن الله نهانا أن نترحم على غير المؤمنين!! فالترحم على نوال السعداوي استخفاف بالدين وتلاعب بمشاعر المسلمين لأنها كانت تمسهم في عقيدتهم في كل كتاباتها باسم التحرر والحرية !!!