-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اللاهثون وراء الخراب!

الشروق أونلاين
  • 2952
  • 0
اللاهثون وراء الخراب!

اندلعت الأحداث من جديد في مدينة بريان، وجاء اشتعالها هذه المرة لأسباب ماتزال مجهولة، لكنها وبدون البحث طويلا أو التفكير ملّيا، فهي ولاشك تنبع أساسا من انسحاب الدولة عن إدارة الشؤون المحلية وتركها في يد العابثين بمصير المواطنين.

  •  لذلك أصبح من اليسير جدا إيقاظ الفتنة في عدة مناطق تحت مسميات مختلفة أبرزها الفقر والبطالة والغبن الاجتماعي المتزايد، ولتصبح بعض المناطق الداخلية رهينة طرفين يتنازعان عليها، الأول يمثل جموع المسؤولين والمنتخبين اللاهثين وراء السراب، والطرف الثاني هم أولئك الخارجين إلى الشارع من اللاهثين وراء الخراب!
  • لقد تحولت مشاكل الفقر، والسكن والبطالة، وغيرها، إلى أسلحة دمار شامل في يد المعذبين في الأرض، وما أكثرهم بمختلف الولايات التي عرفت خلال أشهر قليلة العديد من أحداث العنف والتخريب أبرزها في الشلف ووهران، وفي بريان أول أمس، ومن المقرر أن يتم استنساخها للأسف في كثير من المناطق الأخرى طالما استمرت الذهنيات المتحجرة والعاجزة عن إيجاد حلول طارئة ومناسبة تقف مشلولة عن إخراج البلد من النفق الطويل الأسود، لا بل إنها تساهم في إطالة هذا السواد، وذلك النفق!
  • أحداث بريان ستطول وتطول لتحصد معها العديد من الخسائر المادية في المقام الأول، وبعدها ستخصص الدولة بعض المشاريع الجديدة بمئات الملايير في إطار إنعاش المنطقة، ولتتخيلوا حينها حجم المستفيدين من تلك المشاريع وهوياتهم، حيث لن تجدوا فرقا كبيرا بين هوية المخربين أو الدافعين للتخريب وهوية أولئك المستفيدين من المشاريع!
  • الأمر ذاته وقع تحت شعار حالة الطوارئ، حيث أصبح القانون، وزيادة على إمساكه ببعض الحريات الفردية والعامة، سببا لكي يفهم الشارع أنه لا مجال للتعبير عن غضبه إلا بالحرق والتخريب، ولم نصل بعد إلى مستوى دول مجاورة أخرى، لا تضاهي تجربتها الديمقراطية ما وصلنا إليه من مكاسب، كما لم تلامس تضحياتها حجم من سقطوا عندنا، ومع ذلك يعرف شعبها تماما أن للشارع حرمته التي لا يجوز استباحتها، وأن للتعبير أشكالا أخرى أقلّ عنفا وأكثر رمزية، زيادة على أن التخريب وإن تحوّل إلى وسيلة فهو لم يكن في يوم من الأيام غاية مثلما أضحى الأمر عليه عندنا للأسف!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!