-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يرفضون انتقاد جرائم ووحشية الكيان الغاصب بحق الفلسطينيين

اللوبي الصهيوني يهاجم عميد مسجد باريس رغم انتقاده المقاومة

محمد مسلم
  • 1835
  • 0
اللوبي الصهيوني يهاجم عميد مسجد باريس رغم انتقاده المقاومة
أرشيف
عميد مسجد باريس الكبير، شمس الدين حفيظ

على الرغم من مسايرته لبعض الرؤى الصهيونية المتطرفة، مثل إدانة عملية المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر المنصرم ضد الكيان الغاصب، إلا أن عميد مسجد باريس الكبير، شمس الدين حفيظ، لم يسلم من هجوم اللوبي الصهيوني في فرنسا بعد لقائه اللاجئة والناشطة الفلسطينية ريما حسن، مرشحة حزب “فرنسا الأبية” في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، المرتقبة في التاسع من جوان المقبل.
وهوجم شمس الدين حفيظ بشراسة من قبل اللوبي الصهيوني في فرنسا، ممثلا في أحد أذرعه، وهو ما يعرف بـ”الرابطة الدولية لمحاربة العنصرية ومعاداة السامية”، بعد استقباله للناشطة الحقوقية الفلسطينية الأصل، ريما حسن، مسؤولة مرصد مخيمات اللاجئين.
وجاء في بيان لمنظمة “ليكرا” ذات التوجهات الصهيونية، التي سبق لها وأن أقامت شراكة مع مسجد باريس: “فوجئنا بشدة بالاستقبال الحماسي لريما حسن في المسجد الكبير بباريس يوم 22 ماي الجاري، من قبل عميده شمس الدين حفيظ”. وسبب هذا الاندهاش حسب بيان المنظمة المدافعة عن الصهيونية، هو أن ريما حسن المرشحة للانتخابات البرلمانية الأوروبية، تدافع عن “المواقف المتطرفة المؤيدة للفلسطينيين” في ظل العدوان الصهيوني الهمجي والوحشي على الشعب الفلسطيني.
كما تتهم هذه المنظمة الصهيونية ريما حسن بأنها من بين الداعين إلى الانتفاضة في الجامعات الفرنسية وخارجها ضد ممارسات الكيان الصهيوني الوحشية ضد الشعب الفلسطيني. وبالنسبة لهذه المنظمة فإن استقبال عميد مسجد باريس للحقوقية، يقود إلى وقف التعاون بين المنظمة الصهيونية ومسجد باريس الكبير.
وبوقاحة متناهية، تجاهل بيان المنظمة الصهيونية أي إشارة إلى جرائم جيش الكيان الغاصب بحق الفلسطينيين، ما يبين بأن القائمين على المنظمة العنصرية لا ينظرون إلا في اتجاه واحد، وهو تبرير ما لا يبرر، مقابل اتهام كل من يعبر عن رفضه للجرائم البربرية للكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين، وهي الجرائم التي يتجه العالم رويدا رويدا إلى إدانة مرتكبيها، حتى من أولئك الذين كانوا يدافعون عن تل أبيب بكل السبل، متجردين من كل ما يمت إلى الأخلاق الإنسانية.
وبالمقابل، عبر مسجد بباريس الكبير عن استنكاره للاتهامات التي صدرت عن منظمة “ليكرا” الصهيونية المتطرفة، وجاء في بيان للمسجد على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، أن المسجد “يستنكر بشدة الاتهامات الموجهة إليه من قبل الرابطة الدولية لمناهضة العنصرية ومعاداة السامية (ليكرا)، إزاء المواقف التي اتخذها عميد المسجد شمس الدين حفيظ ضد تصريحات الصحفي فيليب فال”، الذي تمت متابعته قضائيا.
وذكّر مسجد باريس المنظمة الصهيونية بأن “الانتقاد الحر للأفكار والقناعات لا يسمح بتجذير ووصم أحد مكونات مجتمعنا الوطني (في إشارة إلى الجالية المسلمة). عندما يتحدث فيليب فال عن دين يرغب في “الوجود من خلال الإرهاب”، فإنه يخلط بينه وبين الإرهاب الذي يتلاعب به، وبالتالي يجعل جميع مواطنينا المسلمين عرضة لأعمال العنف الماضية أو المحتملة. واجبنا الرد على مثل هذه الخطابات، وحقنا هو تقديمها للعدالة”.
وقبل ثلاث سنوات، وقعت “ليكرا” اتفاقية شراكة مع مسجد باريس الكبير من أجل العمل المشترك لمحاربة العنصرية والإسلاموفوبيا ومعاداة السامية، غير أن استقبال شمس الدين حفيز للناشطة الحقوقية والسياسية الفرنسية، ريما حسن، دفع القائمين على هذه المنظمة الصهيونية إلى إنهاء هذه الاتفاقية الثنائية، ما يؤكد على أنها ترفض أي انتقاد أو إدانة للكيان الصهيوني حتى ولو ارتكب حرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
وقد عبر بيان مسجد باريس عن ذلك كما جاء في البيان: “الرابطة الدولية لمحاربة العنصرية ومعاداة السامية (ليكرا) تعلن إنهاء الشراكة التي وقعتها قبل ثلاث سنوات مع مسجد باريس الكبير، والتي تهدف إلى النضال معًا ضد الكراهية والتمييز ضد المسلمين، وتحسين رعاية الضحايا وزيادة الوعي العام بهذا التحدي. ونأسف لأن “ليكرا”، من خلال هذا القرار، تبتعد عن المبادئ التي تأسست عليها وتضعف دفاعها عن جميع المواطنين الذين يتعرضون للتمييز، مهما كانت ديانتهم، في بلدنا” (فرنسا).
ويكشف موقف “ليكرا” أن من يحملون الفكر الصهيوني لا يمكن أن يقبلوا بمن ينتقد جرائم ووحشية الكيان الصهيوني، حتى ولو انتقدوا جهود المقاومة الفلسطينية من أجل طرد المحتل الصهيوني، كما حصل مع شمس الدين حفيز غداة العملية البطولية للمقاومة في السابع من أكتوبر 2023.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!