اللي خلّطها.. يصفّيها
لو أن رابح سعدان ما يزال مدربا للخضر لوجد الناس داخل المنتخب وخارجه، من يحملونه مسؤولية الخسارة المذلة التي مني بها الخضر على أيدي أصغر وأضعف فريق في العالم،
- ولكن سعدان اليوم بعيد كل البعد عن هذه المهازل.. فمن المسؤول عن حالة الغثيان والدوار التي اجتاحت ربوع الوطن مند اول أمس؟لسان حال بن شيخة يقول إنه حديث العهد بالمنتخب، لا يتحمل تبعات ما وجده من مشاكل وصراعات وفوضى، وربما له الحق في جزء كبير من ذلك.ولسان حال روراوة يقول إنه فعل ما عليه وقاد المنتخب الى انتصارات لا ينكرها إلا جاحد، ووضع كل الإمكانات بين يدي المدرب واللاعبين، وغير المدرب عندما تراجعت النتائج ولم يعد بوسعه أكثر مما فعله، وله الحق في بعض ذلك؟ . ولسان حال اللاعبين يقول إنهم ضاعوا في متاهة الخطط المتناقضة من 3-5-2 إلى 4-1-4-1 وضاعت هويتهم بين محترفين لا يلعبون في فرقهم ومحليين، “رايحين جايين “، عاجزين عن الأخذ بزمام الأمور، ولا يمكن أن يلاموا على مهازل هم أول ضحاياها؟ وللاعبين الحق في بعض ما يقولون.
فمن المسؤول عن كارثة بانغي؟
ربما المسؤول عن مهزلتكم أيها الأفناك الآلاف من الجماهير المحبة لوطنها، تلك الجماهير التي خرجت عن بكرة أبيها الى الشارع ذات مساء من نوفمبر العام الماضي، تحمل جوازات سفرها الى السودان والدموع تنهمر وديانا حزنا على ظلم الإخوة الأشقاء، يوم اعتدوا على لاعبينا وأرغموهم على الهزيمة معصوبي الرؤوس. ربما المسؤول عن هزيمتكم في إفريقيا الوسطى ذلك الطوفان البشري الذي اجتاح مطار هواري بومدين من اجل السفر للسودان، شباب باعوا كل ما يملكون للوقوف إلى جانبكم في أم درمان ومواساة الأبطال الذين سالت دماؤهم ولعبوا وخسروا كما الرجال؟ ربما المسؤول عن هزيمتكم أيها “المحاربون”، شعب جبار نسي مشاكله وأزماته من أجلكم.. شباب قفز فوق جراحه وأجل بطالته الى حين وركب قوارب الموت من أجلكم. شيوج وعجائز لم ينسوكم حتى وهم في رحاب بيت الله، فدوت في البقاع “وان تو ثري بجانب “لبيك اللهم لبيك”..
ربما المسؤول عن هزيمة العار تلك، أطفال صغار حفظوا أسماءكم عن ظهر قلب، وغنوا لكم في الصفوف تراتيل مقدسة، علقوا صوركم في غرف النوم.. عصوا آباءهم وحلقوا رؤوسهم كما فعلتم..
ربما المسؤول، جمهور الصحفيين الوطنيين الدين يركضون خلفكم أينما رحلتم حبا في هذا الوطن، صحفيون ينثرون على كلامكم البهارات لتزيد جمهورهم حبا لكم، قد يقوّلونكم أحيانا ما لا تقولون، لكنهم أبدا لا يملكون تسجيل الأهداف التي عجزتم عنها منذ شهور.
أو قد يكون المسؤول عن خيبتكم أصدقاؤنا المصريون، ربما من حيث لا ندري يلاحقونكم بالسحر، أو ربما تلك العنزة التي خذلتهم في النيجر هي نفسها التي خذلتكم في إفريقيا الوسطى.. ربما المسؤول يا سفراء البلد، سكان غزة المحاصرون حين خرجوا لانتصاراتكم وهتفوا بأسمائكم وحملوا من أجلكم أعلامنا المقدسة، ونسوا للحظات انهم في سجن كبير وفي جحر أفعى خطير.
للأسف الشديد تعوّدنا منكم الجري وراء الصحافة عندما تكونوا منتصرين، لكنكم تختبئون حينما تكون الهزيمة فتتفرق دماؤها بينكم، نريد ان تلتزموا بطينة الرجال التي رأيناها في أم درمان تلتقون وتتناقشون وتقولون لنا بصراحة ووضوح من المسؤول عن تخريب نفوس الجزائريين، لا نريد منكم الهروب وموجة الاستقالات أو الإقالات لنجد الفريق في مواجهة المجهول ثم نخسر كل شيء ولا نجد حتى من نحاسبه، لا نريد منكم سياسة النعام كل واحد يختبئ خلف الآخر.. نعترف لكم بأنكم خلف الانتصارات التي أسعدت الجزائريين، ولكن نقول لكم مايقوله المثل الشعبي “اللي خلطها.. يصفيها”.