الجزائر
من سيخلف ميهوبي؟    

المؤتمر الاستثنائي في مهمة شاقة لترتيب بيت الأرندي

محمد مسلم
  • 1806
  • 12
ح.م

يعقد حزب التجمع الوطني الديمقراطي، نهاية الأسبوع الجاري، مؤتمره الاستثنائي لاختيار قيادة جديدة تملأ الفراغ الحاصل على مستوى الأمانة العامة، منذ سجن أمينه العام السابق، أحمد أويحيى، بسبب قضايا تتعلق بالفساد.

وأكدت مصادر عليمة من داخل التجمع الوطني الديمقراطي، خبر عدم ترشح الأمين العام بالنيابة والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية الأخيرة، عز الدين ميهوبي، الذي حاول في البداية بدعم من الحرس القديم خلافة أويحيى، غير أنه قرر في الأخير رمي المنشفة بسبب تطورات لم تكن في صالح ترشحه.

كما تحدث المصدر ذاته عن سحب السيناتور عن ولاية البليدة، إلياس عاشور، لترشحه بعد حصول توافقات واسعة على ترشيح المعارض السابق، لأويحيى، ورئيس بلدية الجزائر الوسطى سابقا، الطيب زيتوني، الذي بات يقترب من تقمص صفة مرشح الإجماع قبل يومين من التئام المؤتمر الاستثنائي.

ويحرص المؤتمرون على انتخاب قيادة جديدة تكون على قطيعة مع القيادة السابقة للحزب، والتي انخرطت في كل سياسات النظام السابق، وجعلت الأرندي في مواجهة مباشرة مع الحراك الشعبي الذي أطاح بالمنظومة السابقة وطالبوا بحل الحزب، وقد وجدوا بعض صفات هذه القيادة مجسدة في الرئيس المدير العام لقصر المعارض والتصدير، الطيب زيتوني.

شعار محطة “التجمع الديمقراطي” نهاية الأسبوع الجاري، سيكون تصحيح العلاقة بين السلطة، والحزب الذي تم استبعاده من المشهد السياسي منذ سقوط نظام بوتفليقة، حيث لم يتم استدعاء قيادته للمشاركة في استحقاقات حوارية وتشاورية بشأن رسم معالم خارطة طريق المرحلة المقبلة، وهو الذي كان حاضرا في كل صغيرة وكبيرة تقدم عليها السلطة منذ تأسيسه قبل نحو ربع قرن.

ويعتبر الطيب زيتوني، أبرز معارضي الأمين العام السابق، احمد أويحيى المسجون، وقاد ضده عدة حركات تصحيحية رفقة إطارات أخرى، غير أن السلطة وأذرعها الطويلة في وقت فائت، كانت في كل مرة تقف إلى جانب الأمين العام المسجون، الذي كان يعتبر رمزا من رموز النظام السابق، وأحد رجاله المحظوظين والمقربين على مدار أزيد من عشرين سنة.

وتعود آخر معركة بين زيتوني وأمين عام الارندي المسجون، إلى عز الحراك الشعبي، حيث حاول اويحيى، بعد أن أدرك أن العصابة التي كان ينفذ أوامرها باتت أقرب إلى الزوال، حاول ركوب موجة المطالب الشعبية ومحاولة القفز من السفينة وهي تغرق، وقد اعتبر زيتوني حينها  “خرجة” اويحيى بأنها “نكتة ومناورة من أجل إعادة تموقعه”، في وقت كان اسم اويحيى على لسان الملايين من الغاضبين في شوارع العاصمة ومختلف مدن البلاد.

وعلى الرغم من غلبة التوجه العام لانتخاب الطيب زيتوني خليفة لاويحيى، إلا أن الحرس القديم الذي كان مهيمنا على الامتيازات ومسيطرا على المناصب، سوف يسعى إلى عرقلة هذا المشروع، خوفا من تراجع نفوذه إلى المقاعد الخلفية، لا سيما أن هذه الفئة لا تزال تملك المال ولها شبكة من العلاقات بحكم سطوتها السابقة، غير أنه ومع ذلك، يبقى المعطى السياسي الراهن في غير صالح هذه الأوساط، لاسيما أن غالبيتهم يكون قد فقد الشهية بحصر مسودة الدستور الجديد، الترشح لعضوية البرلمان في عهدتين لا ثالث لهما، وهناك منهم من قضى أكثر من ثلاث عهدات.

مقالات ذات صلة