-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
هكذا يستغللن جماهريتهن وحشد المتابعين

المؤثرات يتنافسن على إطلاق المشاريع

نسيبة علال
  • 888
  • 0
المؤثرات يتنافسن على إطلاق المشاريع
بريشة: فاتح بارة

حملة تسويقية غير مسبوقة، تلك التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي خلال شهور معدودة، حين تحولت جميع حسابات المؤثرات عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي إلى نافذة لتزكية منتجات مشاريعهن الخاصة، فلم تبق مؤثرة واحدة تقريبا في الجزائر، إلا وأطلقت مشروعا يتعلق بتصميم وبيع الأزياء، صناعة العطور والشموع والديكور والطبخ.. هذه السابقة، تحدث اليوم جدلا بين المختصين وحتى العوام بين من يراها خطوة إيجابية للازدهار الاقتصادي، ومن يعتقد أنه أسلوب غير شريف لاستغلال قاعدة المتابعين من أجل تسويق منتجات لا ترقى إلى جودة.

المنتجات الجديدة تشعل مواقع التواصل.. المنتقدون والحاقدون أكثر من المشجعين

كلما أطلقت إحدى المؤثرات منتجا جديدا في السوق، عاد الحديث عن شبيهه، وخرج الخصوم والمنتقدون عبر اللايف والفيديوهات، يعددون عيوبه ويحصرون مزاياه، إذ قبل سنوات قليلة، بدأ الأمر مع المؤثرة الشهيرة صاحبة قرابة 7 ملايين متابعة على أنستغرام، أميرة ريا، عندما أطلقت ماركة خاصة بالمحجبات، وباعت أعدادا هائلة من خماراتها التي تميزت آنذاك بتصاميمها الجريئة، في الوقت ذاته، كانت مختلف الصفحات المحلية وحسابات المؤثرين ينتقدون سعرها الغالي، قبل أن تقلدها الكثيرات وتغزو السوق مئات المشاريع على شاكلتها، واستمر الوضع إلى أن أطلقت المؤثرة الجماهرية، نوميديا لزول، صاحبة أزيد من 7 ملايين متابعة على أنستغرام عطرا من تصميمها، وتبيع ما معدله مليون عبوة دون الحاجة إلى إشهار رسمي، خطوة أخرجت المنتقدين إلى الواجهة، ناعتين إياها باستغلال شعبيتها لبيع منتجات غير احترافية، وتم انتقاد تركيبة عطرها وتغليفه البخس، ووصفوها بمنعدمة الإبداع.. وخلال كل هذا، برزت مؤثرات أخريات، على غرار ازميرالدا ولينا وأخريات، سبق لهن إطلاق عطور لم تحظ برواج يماثل عطر نوميديا، ولكنهن استغللن الحملة ضدها، وكانت في صالحها، لتزكية منتجاتهم ومقارنتها بها من حيث الجودة والسعر والحديث عن الأسبقية في المجال..

صفحات مليونية مدفوعة لمدح منتجات دون تجربتها

كثيرا ما يتساءل المتابعون عبر مختلف المواقع، كيف لكل تلك الصفحات المليونية أن تتحدث عن منتج أطلقته إحدى المؤثرات، يمتدحونه ويكثفون المنشورات والستوريهات حوله، حتى دون أن يظهروا للمتبعين أنهم يستخدمونه.. فهؤلاء أغلبهم لا يعلم أن أصحاب الصفحات والحسابات الكبيرة إنما يتقاضون مبالغ محترمة للقيام بحملة تسويقية مشابهة.

الخطير والمؤسف في الموضوع، هو التشهير بمنتجات غير ذات جودة وإقناع المتابعين الأوفياء باقتنائها، من دون أدنى قدر من المصداقية، جعل الكثير يخسرون أموالهم، بل وصحتهم، فقد سبق وروجت المؤثرات لمنتجات عناية بالبشرة والشعر وحتى فقدان أو اكتساب الوزن، غير أن الزبائن أكدوا عدم فاعلية المنتجات المسوقة بمبالغة باهظة، وأحيانا حصولهم على نتائج عكسية حتى.

الاستثمار في أموال المواقع.. عدة مشاريع في الواقع

إطلاق مشاريع في ميادين مختلفة أصبح موضة لدى المؤثرات في الجزائر، يستثمرن أموالهن هنا وهناك، ما دمن يحصلن على التشجيع من جمهورهن، الذي يتحول إلى زبائن، وعلى الدعم من صفات الزملاء في المواقع التي تعمل كمنصة إشهارية يستفيد أصحابها من منتجات أو خدمات أو مبالغ مالية بالمقابل.

نهلة، واحدة من أمثلة ذلك، أطلقت قبل أشهر علامتها الخاصة بالملابس، لتعلن مؤخرا عن افتتاحها صالون عناية وتجميل.. ريفكا، المؤثر المشهور بجمهوره من المراهقين، استثمر في السياحة ثم في سلسلة مطاعم برغر.. وآخرون غالبا لا يعلنون عن كل مشاريعهم دفعة واحدة، أو يفضلون إخفاءها عن المتابعين، فيروجون لها ويعملون عليها في الخفاء، دون أن يتمكن المتابعون من اكتشاف أنهم مالكوها.

حرفيون وأصحاب صنعة.. متضررون يشتكون

السيدة لمياء. ق، ممثلة عن فئة الحرفيات في الخياطة والطرز بولاية البليدة، صاحبة ورشة تعد الأكبر والأقدم لصناعة ملابس المحجبات في الولاية، تنقل للشروق العربي امتعاضها من نشاط المؤثرين في المجال، الذي على حد قولها: “شل تجارة أصحاب “الصنعة”، الذين فقدوا متعامليهم، فالتجار أصبحوا يفضلون المنتجات التي تم التسويق لها عبر المواقع لكونها سهلة البيع، وأصبحت الخياطات كغيرهن في مختلف الحرف يواجهن صعوبة في بيع منتجاتهن التي يمكنها أن تنافس في الجودة والسعر”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!