-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المؤسسة القضائية أعلى‮ ‬

محمد سليم قلالة
  • 3370
  • 13
المؤسسة القضائية أعلى‮ ‬

لا‮ ‬يمكن لأية مؤسسة أن تضمن تحولا ديمقراطيا سلسا وفعالا سوى المؤسسة القضائية،‮ ‬كل حديث عن ضمان أو مرافقة أو دور إيجابي‮ ‬لمؤسسات أخرى‮ ‬يعد من قبيل المزايدة،‮ ‬ذلك أنه مهما كانت هذه المؤسسة أو تلك قوية ومهما كان دورها فعّالا إذا ما وَضعت نفسها فوق أو قبل المؤسسة القضائية كسرت الأساس الأول الذي‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تُبنى عليه الشرعية‮.‬

‭ ‬لذا فإنه إذا كان من مطلب للطبقة السياسة التي‮ ‬تسعى لإعادة بناء الشرعية في‮ ‬نطاق مسار الانتقال الديمقراطي‮ ‬المرتقب فإنه في‮ ‬تقديري‮ ‬ينبغي‮ ‬ألا‮ ‬يبحث عن طريق آخر أو ضمانات أخرى،‮ ‬لأن أية مؤسسة أو أية جهة أو أية ضمانة أخرى مقترحة إذا لم تتم في‮ ‬ظل قضاء مستقل ونزيه وقوي‮  ‬ستنحرف عن الغاية منها ولن تحقق الهدف المنشود‮.‬

واستغرب كيف لا نجعل من شعار القانون فوق الجميع أساس أي‮ ‬إصلاح مرتقب بالرغم من تأثيره الواضح والأكيد على كافة الإصلاحات الأخرى‮. ‬هل‮ ‬يمكن منع التزوير مثلا من خلال تجنيد كل الأجهزة الأمنية إذا لم تكن هذه الأجهزة تعمل في‮ ‬ظل مبدأ القانون فوق الجميع؟ هل‮ ‬يمكن لسلطة المال أن لا تطغى إذا لم‮ ‬يكن القانون‮ ‬يعلوها؟ بل هل‮ ‬يمكن للمجتمع الدولي‮ ‬بكافة مكوناته أن‮ ‬يضمن انتقالا ديمقراطية في‮ ‬أي‮ ‬بلد إذا لم‮ ‬يكن‮ ‬يخضع بالدرجة الأولى للقوانين الداخلية للبلد المعني‮ ‬وللقوانين الدولية التي‮ ‬تحكمه؟

أظن بأن المدرسة القانونية اليوم‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تسود على حساب المدرسة الواقعية أو المادية التي‮ ‬تجعل من القوة وموازين القوة الأساس الذي‮ ‬يحكم العلاقات بين الدول وداخل كل دولة‮.‬

والدعوة لسيادة هذه المدرسة في‮ ‬بلادنا‮ ‬ينبغي‮ ‬ألا‮ ‬ينظر لها بعين المثالية بعيدا عن واقعية موازين القوة وتأثير العوامل المادية،‮ ‬بل‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يُنظر له على أساس أننا ننتمي‮ ‬إلى حضارة تجعل من العدل أساس الملك،‮ ‬وتراثنا التاريخي‮ ‬ومخزون تقاليدنا عبر العصور تؤكد أن النصر في‮ ‬أي‮ ‬من المعارك إنما‮ ‬يكون للقيادة العادلة على حساب القيادة القوية مهما كانت أنواع القوة التي‮ ‬تملك‮… ‬وما هزائمنا المتكررة وما ضعفنا المزمن وما الأزمات العميقة التي‮ ‬نعيشها إلا نتيجة ابتعادنا عن الانطلاق من العدالة كمحرك للإصلاح والتغيير وإفشاء السلم والأمن في‮ ‬البلاد‮. ‬وكل دعوة لمن‮ ‬يرافق عملية الإصلاح أو الانتقال الديمقراطي‮ ‬أو إعادة بناء الشرعية خارج نطاق هذا المرفق الحيوي‮ ‬إنما هي‮ ‬من قبيل الدفع بهذا الطرف أو ذاك أن‮ ‬يكون فوق القانون‮…‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • zaid

    لايمكن اصلاح جهاز من الاجهزةبمعزل عن الاصلاح السياسي وان راس الغساد هو الجهاز القضائ حاليا فكيف لفاسد ان يصلح غيره فعندما تصلح السياسة يمكن الحديث عن اصلاح القضاء اواي جهاز اخر.

  • ALI

    ألف لوم عليك ياأستاذ
    هل لادريت بان المحاكم في الوطن طغت عليها المعرفة والتيليفون
    **أخبرك وأخبر وزير العدل بأنه لي إبن ضرب بالخنجر على الوجه وهوعائد من زفاف دون ادنى سبب
    فاتصلوا بوكيل الجمهورية المدعوا بن عودة نصر الدين وأخذ 30 مليون رشوة بشهادة اهل المجرم على هذا
    وخبأ وكيل الجمهورية الملف من سنة 2011 الى يومنا هذا ولم يظهر عليه اي خبر
    هل تعلم بان العدالة أصبحت مال وليس قانون وعلى الدنيا السلام
    رشوة عظيمة في القضاء والقضاء ياكلون العباد وهم يمشون
    يااستاذ القانون ليس هنا ؟

  • Nouri

    العدل اساس الملك
    ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما ب انفسهم

  • جزائري

    أقولها للمرة الألف أن الشعب فوق الجميع وليس بعده إلا موظفون ذوو اختصاص معين.مشكلتنا في الحكم ليست في تعدد السلطات ولا أفضلية أحداها على الأخرى لأن كل واحدة مخولة من طرف الشعب للعب دور محدود في تسيير الدولة.لا نختلف في وجوب تطبيق القانون والخضوع له حتما إنما ضعفنا يكمن في المواطنين الذين ينشئون القوانين ثم الذين يقررون به وفي الأخير من يطبقونه.هؤلاء جميعا ليسوا ملائكة ولا معصومين من الخطإ مهما كان اجتهادهم.وأمثلة كثيرة تبين جنوح الكثير منهم عن الواجب.لذلك أية سلطة أعلى من غيرها مفسدة للصالح العام

  • الجزائرية

    أنت تمس الصميم و لأزمة مستشرية تنخر الحكم و لا تعطي أي بصيص للأمل في الإنتقال الديمقراطي المنشود ...لقد اطلعت قبل سويعات على تصريح للسيد العيدوني ينتقد فيه المضامين العلمية المقدمة لطلبة الحقوق و هي في معظمها و على حد تعبيره أكل الدهر عليها و شرب..هل هذامعقول ؟!في منظومة جامعية مطلوب منها تقديم المحامي و القاضي و رجل العدالة والناشط الحقوقي والإداري وحتى الدركي والشرطي للدولة .المشكل في بلادنا هو الإرادة السياسية في التغيير قبل الإمكانيات و التي تجعل رجل العلم شريكا للنظام و ليس خلاّط السياسة.

  • الجزائرية

    أنت تمس الصميم و لأزمة مستشرية تنخر الحكم و لا تعطي أي بصيص للأمل في الإنتقال الديمقراطي المنشود ...لقد اطلعت قبل سويعات على تصريح للسيد العيدوني ينتقد فيه المضامين العلمية المقدمة لطلبة الحقوق و هي في معظمها و على حد تعبيره أكل الدهر عليها و شرب..هل هذامعقول ؟!في منظومة جامعية مطلوب منها تقديم المحامي و القاضي و رجل العدالة والناشط الحقوقي والإداري وحتى الدركي والشرطي للدولة .المشكل في بلادنا هو الإرادة السياسية في التغيير قبل الإمكانيات و التي تجعل رجل العلم شريكا للنظام و ليس خلاّط السياسة.

  • محمد رميلات

    السلام عليكم ورحمة اله ... أشكرك سيدي الكريم وأتمنى لك السداد والتوفيق في كل ما تكتب وتقول ، لأن كتاباتك بحق قيمة مظافة للفكر الإصلاح والرؤى الإستشرافية التي تنفع العباد والبلاد ... وبعد ...
    الذي أراه ضرورة إن لم يكن أولوية ، إصلاح جذري وعميق لقوانين الولاية والبلدية والبرلمان لأن المجالس المنتخبة هي هيئات الشورى التي ينبثق منها الرأي السديد والحكم الرشيد وهي التي تتحكم في السلطة التنفيذية ...هذا هو المفترض ، وإذا كانت هذذه هي صلاحيات المجالس المنتخبة ، فكيف يترشح لها ذوي المستويات المحدودة ؟ وكيف لما لا خبرة له مع زوجته وأولاده أن يعطي رأيه في مصي

  • Amirouche General

    Justice independente....on est loin...le jour ou ils arretent d intervenir par telephone pour changer les decisions des juges ....peut etre elle sera libre notre justice.

  • عبدالقادر

    المشكلة أن هذه المؤسسة - القضاء- هي في حد ذاتها تحتاج إلى إصلاح وبالتالي فهي عاجزة عن رعاية ومراقبة أي إصلاح أو انتقال ديمقراطي، وكما يُقال فاقد الشيء لا يعطيه، خاصة أن هذه المؤسسة تفتقد لأهم شيء يُميزها عن باقي المؤسسات وهو الإستقلالية، فالسلطة التنفيذية متغولة ومتحكمة في السلطة القضائية، وأن أي تحول يعتمد على سلطة القضاء والقانون هو ضرب من العبث.

  • بدون اسم

    عن مؤسسة قضائية تتكلم
    و هل يوجد مؤسسة قضائية في الجزائر
    ما من وزير مر على رأس جهاز العدالة إلا و يطلق النار على القاضي و القضاء مع أن كلهم او أغلبهم مهنتهم الأصلية قاضي
    و عليه نقول لأي وزير مر على هذا الجهاز " لا تعيرني و لا نعيرك الهم طايلني و طايلك"
    لا أحد منهم يؤمن بالقضاء و لا باستقلال القضاء و حتى بالقانون و لا بسيادة القانون
    بدليل أن كل وزير يحاول أن يشرع للقاضي بالتعلميمات سواء المكتوبة او الشفيهية باسم توضيح و شرح المادة القانونية و الهدف السيطرة على القاضي بشتى الطرق

    سمية

  • عبدالقادر

    المشكلة أن هذه المؤسسة - القضاء- هي في حد ذاتها تحتاج إلى إصلاح وبالتالي فهي عاجزة عن رعاية ومراقبة أي إصلاح أو انتقال ديمقراطي، وكما يُقال فاقد الشيء لا يعطيه، خاصة أن هذه المؤسسة تفتقد لأهم شيء يُميزها عن باقي المؤسسات وهو الإستقلالية، فالسلطة التنفيذية متغولة ومتحكمة في السلطة القضائية، وأن أي تحول يعتمد على سلطة القضاء والقانون هو ضرب من العبث.

  • عبدالقادر

    المشكلة أن هذه المؤسسة - القضاء- هي في حد ذاتها تحتاج إلى إصلاح وبالتالي فهي عاجزة عن رعاية ومراقبة أي إصلاح أو انتقال ديمقراطي، وكما يُقال فاقد الشيء لا يعطيه، خاصة أن هذه المؤسسة تفتقد لأهم شيء يُميزها عن باقي المؤسسات وهو الإستقلالية، فالسلطة التنفيذية متغولة ومتحكمة في السلطة القضائية، وأن أي تحول يعتمد على سلطة القضاء والقانون هو ضرب من العبث.

  • عبدالقادر

    المشكلة أن هذه المؤسسة - القضاء- هي في حد ذاتها تحتاج إلى إصلاح وبالتالي فهي عاجزة عن رعاية ومراقبة أي إصلاح أو انتقال ديمقراطي، وكما يُقال فاقد الشيء لا يعطيه، خاصة أن هذه المؤسسة تفتقد لأهم شيء يُميزها عن باقي المؤسسات وهو الإستقلالية، فالسلطة التنفيذية متغولة ومتحكمة في السلطة القضائية، وأن أي تحول يعتمد على سلطة القضاء والقانون هو ضرب من العبث.