المارشينوار يسرق يوميا خمسة أطنان من بودرة الحليب من مصنع بئر خادم
تراجع إنتاج وحدة الحليب ببئر خادم بالجزائر العاصمة منذ بداية شهر نوفمبر الجاري بمعدل 90 بالمائة من 500 ألف لتر يوميا إلى حوالي 50 ألف لتر يوميا فقط، بسبب تحطم سلسلة التبريد بالمصنع التي تعتبر الحلقة الرئيسية في إنتاج مادة حليب الأكياس ومشتقات الحليب، حيث تتطلب المعايير الصحية في إنتاج هذه المواد سلسلة تبريد لا تتعدى 6 درجات مئوية، في حين بلغت درجة حرارة أكياس الحليب عند الإنتاج 14 إلى 16 درجة مئوية، وهو ما تسبب في ارتفاع كميات الحليب الفاسد الذي يتم التخلص منه برميه في المجاري يوميا بمصنع الحليب بالعاصمة.
- وتم تركيب وحدة التبريد التي تعطلت نهائيا قبل حوالي أسبوعين سنة 2001 بقيمة 23 مليار سنتيم، في حين لم تتعرّض وحدة التبريد القديمة التي تم تركيبها سنة 1984 إلى أية مشاكل تقنية، ويعود لها الفضل في استمرار المصنع في الإنتاج بطاقته الدنيا التي لا تتعدى 50 ألف لتر يوميا بدرجة حرارة عالية، حيث يتطلب تخفيض درجة الحرارة خفض الإنتاج.
-
ونتيجة خروج الحليب من مصنع بئر خادم بدرجة حرارة تصل إلى 16 درجة، أصبح الحليب يصل فاسدا إلى الموزعين ونقاط البيع بالتجزئة مما دفع بهم إلى رفض الحليب الذي أصبح يتعرض إلى الفساد بسرعة قبل وصوله إلى المستهلك النهائي، وخاصة في غياب فرق المراقبة وقمع الغش التابعة لوزارة التجارة المسؤولة عن مراقبة جودة حليب الأكياس المدعم.
-
وكشف مصدر من داخل الوحدة أن غياب فرق المراقبة وقمع الغش التابعة لوزارة التجارة سهل من عمليات الغش وعدم احترام المقاييس الصحية والجودة في سلسلة الإنتاج، حيث يحتاج إنتاج لتر واحد من الحليب إضافة 105 غ من بودرة الحليب في حين لا تتعدى الكمية التي يتم خلطها مع الماء في المصنع 90 إلى 95 غ في أحسن الأحوال، مما يعطي الانطباع لمستهلك حليب الأكياس المدعم بأنه يستهلك الماء وليس الحليب بسبب سرقة 10 غ من الحليب في كل لتر، وهي الكمية التي تعادل 5000 كغ (5 طن) من بودرة الحليب يوميا التي يتم تحويلها وبيعها في السوق الموازية يوميا لصالح الشركات المنتجة لمشتقات الحليب والحلويات بشتى أنواعها والبسكويت مقابل 400 دج للكيلوغرام، أي ما يعادل 200 مليون سنتيم، تنهب يوميا تحت غطاء دعم الدولة لحليب الفقراء، في الوقت الذي يتعرض الأطفال الذين يستهلكون الحليب المغشوش إلى حالات تشوه العظام وأمراض أخرى مرتبطة بسوء التغذية.
-
ويتم إنتاج 6 ملايين لتر من حليب الأكياس المدعم يوميا بالجزائر، وتبلغ كمية بودرة الحليب الخاصة بإنتاج هذه الكمية من الحليب، ما يعادل 630 طن يوما من بودرة الحليب التي تشرف على استيرادها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية عن طريق الديوان الوطني للحليب المكلف بتوزيع الحليب المدعم للمنتجين العموميين والخواص على مستوى حوالي 100 وحدة على مستوى التراب الوطني، وتبلغ واردات الجزائر من بودرة الحليب سنويا 1.2 مليار دولار سنويا وهو المبلغ الذي يكفي لاستيراد 4 ملايين رأس من الأبقار سنويا، وهو العدد الكافي لسد الاحتياجات الوطنية من الحليب بأزيد من 10 مرات، حيث يبلغ الإنتاج السنوي لهذا العدد من الأبقار 28.8 مليار لتر من الحليب، بدون الحث عن الحركية الاقتصادية التي ستخلقها تربية 4 ملايين رأس من الأبقار بالجزائر في القطاع الفلاحي والصناعات الغذائية وصناعة اللحوم والجلود والطب البيطري وإصلاح الأراضي.