الرأي

المتكالبون على الأبواب.. ما العمل؟

محمد سليم قلالة
  • 1516
  • 6

كبار العالم اليوم يتكالبون ضد بعضهم البعض، وأكبرهم الأمريكي يريد أن يكون السيّد الأول بلا منازع، يفرض الإتاوات على الأضعف، والجزية على الأكثر قوة، والانفراد بالمصلحة على الأقوياء.. وكل الوسائل مباحة لتحقيق ذلك.
ونحن في هذا العالم المُتكالب لا نكاد نُبصِر الطريق، والبعض مِنَّا يُريد أن يُشوِّش على قليل النور الذي مازلنا نُبصِر به لكيلا نقع في ما لا تُحمد عقباه… وننسى في الغالب أننا أوصلنا أنفسنا إلى حالة من الضعف يصعب لنا معها رفض الإملاءات التي تأتينا من المُتحكِّمين في اقتصادنا ومواردنا وسياساتنا. وعلينا أن ننتبه إلى هذه الحال لأن هؤلاء المتكالبين على بعضهم البعض لن يترددوا في السنوات القليلة القادمة في استخدام كل الوسائل لإخضاع مَن لم يُحصِّن نفسه بأفضل ما لديه.
كل السيناريوهات محتملة لمزيد من الضغط على بلادنا بما في ذلك سيناريو استخدام القوة المباشِرة وغير المباشرة، وما حديث البعض عن إنشاء قوة أمنية موازية بإحدى مناطق الوطن إلا مؤشِّرٌ ذو دلالات مستقبلية خطيرة، لا شك في ذلك، علينا أخذها بمزيد من اليقظة والحذر.
نحن إذن لا نعيش في واحة عالمية آمنة لكي نطمئن على حالنا، بل في غابة حقيقية تزايد تكالب المتوحشين فيها على بعضهم البعض. يكفيك أنهم لم يترددوا في إغراق سوق بلد مثل بلدنا بالقناطير من الكوكايين، وليس ببضعة غرامات منه أو ببضعة قناطير من الحشيش تعوَّدوا توزيعها على مدار السنة. بما يعني أن كل الأسلحة اليوم أصبحت مُباحة في هذه الحرب العالمية التي يشنُّها الكبار على الصغار والأكثر قوة على من هم أضعف منهم.
ما الذي علينا أن نفعله، وقد باتت كل وسائل تسميم الإنسان تطرق أبوابنا، من الإعلام إلى الغذاء إلى الكوكايين؟
ليس أمامنا سوى الاعتماد على الله تعالى بدايةً، وسؤاله العون وحماية بلدنا من كل مكروه في هذا الظرف بالذات، باعتبار حجم الوسائل المتاحة للأقوياء.. وبعدها الاعتماد على إرادة وكفاءة المخلصين في هذا البلد في أي مستوى كانوا. ولا أظنُّ أن بلادنا تخلو منهم، فقط هي مسألة ميزان قوة مالَ كثيرا لصالح الفساد والرشوة والاستعداد للعمالة، وعلينا تصحيحه في أقرب الآجال لكي تستقيم الأمور ويستمر لدينا الأمل في الانتصار في هذا العالم المتوحِّش الذي لم يعد يرحم الضعفاء.
ونحن لسنا بالضعفاء كما يعلم الجميع، بما لدينا من إمكانات وقدرات هائلة في جميع المجالات، لو لم يكن سوء التسيير والتدبير، ولو لم تخن الوطنية الكثير ممن كانت ومازالت لديهم سلطة صناعة واتخاذ وتنفيذ القرار.

مقالات ذات صلة