جواهر
وجهات نظر

المجد لقراصنة الكتب!

أماني أريس
  • 1812
  • 26
ح.م

أطلت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي في ومضة توعوية عبر التلفزيون الجزائري دعت فيها إلى مكافحة ” قرصنة الكتاب” .من حقها كما من حق كل كاتب أن يؤمّن على مجهوده ويحمي منتوجه الفكري، ومن حقنا أيضا أن نسأل: كم سيصبح عدد القراء في بلادنا إذا ما تم القضاء فعلا على القراصنة ؟ وهل يمكن لطالب العلم أو موظف بسيط أن يقتني كتابا ورقيا واحدا بثلاثة أو أربعة آلاف دينار؟ هذا إن توفر أصلا.

من المؤكّد أن حال الواقع الثقافي والعلمي في بلادنا خاصة والوطن العربي عامة لا يخفى على الكاتبة أحلام مستغانمي، وأنها الأدرى بأن نسبة القراءة في الجزائر متدنية جدا حيث لا تتعدى 7% حسب ما تشير إليه آخر التقارير، كما لا يخفى عليها أن هذه النسبة الضئيلة ما كنّا لنبلغ نصفها لولا “القراصنة”، وهذا ما تقرّ به الكاتبة في كلمة الإهداء التي خصت بها قراصنة أعمالها في كتاب ” نسيان كوم ” وقالت أنها مدينة لهم بانتشارها.

المجد لقراصنة الكتب..إنهم لصوص من نوع خاص؛ تزكو بسرقاتهم الأرزاق والعقول، ويستفيد منها السارق والمسروق وجمهور القراء، ولا أعتقد أن هناك خدمة أجلّ لمؤلفي الكتب من تلك التي يقدمها لهم قراصنة كتبهم بنشرها إلكترونيا على أوسع نطاق. ولا شكّ أن كاتبا غايته الأولى هي إيصال أعماله وأفكاره لأكبر عدد ممكن من القراء، سيضع يده في يد قرصان كتابه ضد الناشر الذي جعل كتبه حكرا على من يستطيع إليها سبيلا.

ولعل هذا الدور الايجابي للقرصنة في هو ما جعل الكاتب البرازيلي باولو كويلو يرحب بها، ليس لكونها تسهم في زيادة مبيعات الكتاب بنسبة تصل إلى 20% حسب ما يعتقده، بل لأنها أصدق طريقة يعبر فيها الكاتب عن احترامه للقارئ ويحميه من اللوصصة المرخصة التي تمارسها دور النشر، حيث يتيح له الاطلاع على أعماله مجانا قبل أن يقرر شراءها، ويقول باولو كويليو: ” أرحب بكم لتحميل كتبي مجانا وان أعجبتكم يمكنكم شراء النسخة الورقية منها وهكذا سنخبر دور النشر أن الجشع لن ينفعها”

لو عدنا إلى المبدأ ورفضنا القرصنة من باب أنها جريمة انتهاك لحق المؤلف، واستغلال لمجهوده وتعبه خصوصا إذا تعلق الأمر بقرصنة أبحاث علمية، فإننا ولا بد بحاجة إلى توفير البدائل في إطار سياسة جادة لتعميم ثقافة القراءة، وخلق جو مشجع عليها، بداية من توفير الكتاب الورقي وتحديد سعر مناسب له، وإخضاعه للرقابة حتى يبقى في متناول جميع القرّاء.

مقالات ذات صلة