-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المحظور في رمضان.. محلات الشيشة تشرع أبوابها أمام روادها بعد الإفطار

نسيبة علال
  • 371
  • 0
المحظور في رمضان.. محلات الشيشة تشرع أبوابها أمام روادها بعد الإفطار

ينتظر المسلمون، عبر بقاع الأرض، شهر رمضان الكريم، من أجل تكثيف العبادات والتضرع إلى الله- عز وجل-، ويتوقون إليه لختم يومهم بروحانية التراويح، وما تحويها من هول المشاعر الدينية، فيما يعتبر رمضان بالنسبة إلى بعض التجار والمنحرفين من المجتمع، فرصة للاستمتاع بسهرات غنائية، وشيشة، والكثير من المحظورات في أجواء استثنائية.

تسوق لخدماتها أياما قبل الشهر الفضيل

بدأ ملاك الصالونات وقاعات الشاي يروجون لخدماتهم الرمضانية، منذ أيام. ومن ضمن برامج السهرات، تدخل الجلسات الغنائية وطاولات الدومينو وجلسات الشيشة.. عروض مغرية، وأخرى تشملها خصومات وامتيازات. كل هذا، مقابل اغتنام ساعات من الذكر والتقرب إلى الله، في أحب الأوقات والأشهر إليه، واستخدام رموز وتصاميم إسلامية وشعارات رمضانية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو واجهات هذه القاعات، تزيين لافتات وفيديوهات التسويق، في تناقض صارخ، بين حرمة الشهر الفضيل وروحانيته، والانحلال الذي تروج له وتسمح به هذه الأماكن.

عندما تعلو الأغاني على صوت التراويح

دقائق بعد الإفطار، تفتح مقاهي وصالات الشيشة أبوابها للمتوافدين عليها، من جميع الأعمار والفئات، أغلبهم من الشباب، ينشدون الفرجة والترويح عن النفس، بالطرب والأغاني، بعضها هابطة مسيئة، تصدح في مكان مغلق، يعتمه دخان الشيشة والسجائر، وتنبعث فيه روائح قوية، وفيما يقدم النادل شايا وحلويات تقليدية، أو مشروبات وشيشة، يغني مطرب أو مطربة شابة في الطرف الآخر، على أنغام فرقة موسيقية، في وسط معزول تماما عن روحانية الشوارع في الخارج، التي ترتفع في سهراتها أصوات مكبرات المساجد، يتمازج فيها صدى الصلوات المنبعثة من كل صوب.

دخلنا قاعة شاي، بقلب مدينة البليدة، أياما قليلة قبل رمضان، وكانت التحضيرات قائمة على قدم وساق، لاستقبال ضيف عزيز على التجار، من الراغبين في تحقيق الربح السريع على حساب القيم والتعاليم الدينية والاجتماعية.. يبدو الأمر منذ أول وهلة وكأنه احتفال بقدسية الشهر، نظرا إلى الأضواء والفوانيس التي تزين  الأرجاء، ولافتات كتب عليها “رمضان كريم”، أهلة ونجوم ومبخرات وملامح الديكور الإسلامي هنا، قبل أن تلمح في عمق القاعة منصة تعج بالآلات الموسيقية، والكثير من أدوات الشيشة، المحضرة مسبقا لتوزع على الطاولات.. استفسرنا عن برنامج رمضان، فسبقنا صاحب المحل بالقول: “تخفيضات خاصة على الشيشة، وسهرات غنائية حتى الفجر”.. هكذا، وبكل بساطة، يخرق هؤلاء حرمات الشهر الفضيل، طمعا في الربح.

الشيشة أشد خطرا في رمضان

ما لا يعرفه رواد القاعات المغلقة في السهرات الرمضانية، أن لحظات المتعة التي تمنحهم إياها الشيشة، بنكهاتها المغرية، قد تكون هي الأخيرة، حيث أثبتت دراسات علمية أن استنشاق المواد التي تصنع منها الشيشة بعد الصيام، وتعود الجسم على نظام معين، يعتبر أكثر خطرا من تناولها في الأيام العادية، بحيث تكون الأعضاء منهكة أساسا من الصيام.

ملاك قاعات الشيشة يفتحون باب الانحراف في شهر التوبة

يقول الشيخ جابري طه، إمام خطيب بمسجد عبيدة بن الجراح بالبليدة: “رغم أن التراويح ليست واجبا على الصائم في شهر رمضان، إلا أن ترك مجالس الصلاة والذكر، والتوجه إلى مجالس الفجور والمجون، من أكبر المحرمات التي يعاقب عليها المسلم”. ويضيف أنه ليس للمسلم أي حجة لغفلته، أصوات الصلوات تصله في كل مكان، وأغلب الناس المحيطين به منشغلون في العبادة، وأجر التوبة وترك الذنب عظيم في هذه الأيام ومقبول من دون شك. أما بخصوص عمل قاعات الشيشة في رمضان، فيقول الشيخ جابري: “الناس يهرعون إلى هذه الأماكن لتعلقهم بها وليس لتعلقهم بالمعصية، وتعاطي المحرمات. لذا، من واجب أصحابها سد أبوابها أمامهم، ليتوجهوا إلى العبادة، وألا يساعدوهم على الانحراف، ولا حرج في مواصلة نشاطهم، شرط ألا يقدموا للناس ما فيه مضرة لأبدانهم ودينهم”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!