رياضة

المحليون وتهجمات بلماضي

ياسين معلومي
  • 3024
  • 10
تصوير: جعفر سعادة
الناخب الوطني جمال بلماضي

حضرت الندوة الصحفية الثانية لجمال بلماضي، التي عقدت بمركز سيدي موسى، واندهشت من الهجوم الذي شنه على الصحافة الوطنية، حين قال بصريح العبارة مخاطبا رجال الإعلام الحاضرين في القاعة: “توقفوا عن النفاق، الكل يعلم أن البطولة المحلية تعاني الكثير من المشاكل… اللاعب الجزائري جيد لكن البطولة الوطنية ليست كذلك”، وأمور أخرى تخص التعداد الذي اختاره لمواجهة غامبيا، وأجواء التربص، وحديثه مع اللاعبين وغيرها من المسائل التي تخص المنتخب.
هذه الندوة الصحفية تشبه تماما أول لقاء جمع سنة 2011 الناخب الوطني السابق وحيد خاليلوزيتش برجال الإعلام، وراح يمدح نفسه أنه جاء ليعلم الجزائريين كيف يلعبون كرة القدم، حينها أتذكر أننا أوقفناه عند حده، وأكدنا له أن الجزائر التي تتحدث عنها، التي اختارتك مدربا لها، لعبت كأسين عالميتين، وأنجبت العديد من اللاعبين، من زيتوني ومخلوفي مرورا بجيل عصاد وماجر وبلومي، وصولا إلى جيل أم درمان… يومها قال بصريح العبارة: “لم أكن أقصد ما فهمتم…”، وبقيت علاقته بالصحافة الجزائرية متوترة إلى غاية آخر يوم له مع المنتخب.
والله لم أفهم خرجة بلماضي تجاه وسائل الإعلام، ولماذا يتهمهم بالنفاق، خاصة في موضوع يدرك العام والخاص أن البطولة الجزائرية ضعيفة، ولم تواكب التطور الكروي العالمي، لكنها تملك على الأقل لاعبين يعدون على الأصابع يمكنهم الالتحاق بالخضر، فعندما يستدعي الناخب الوطني لاعبين فاقت سنهم 32 سنة لتحضير منافسة تلعب بعد أربع سنوات… أقولها علانية إنها مضيعة للوقت، فلماذا استدعاء هؤلاء اللاعبين ونحن نملك جيلا لا تفوق سنه 25 سنة، فلاعبون مثل وناس وعطال وعبد اللاوي.. علينا أن ندعمهم ونطالب باستدعائهم وإبعاد من أصبحوا كهولا… لأن المنتخب ليس حقلا للتجارب على طريقة بافلوف… لكننا في آخر المطاف قبلنا بتشكيلة المدرب الوطني لاعتبارات عديدة، منها ضيق الوقت وصعوبة اللقاء الذي يعتبر حاسما لمدرب يشق طريقه التدريبي في القارة الإفريقية.
رغم أني من المدافعين عن بلماضي باعتباره مدربا جزائريا فرض طريقته التدريبية في الأندية التي أشرف عليها، وفي المنتخب القطري الذي توج معه بكأس الخليج، إلا أنني تفاجأت من رد فعله على موضوع لم يكن أبدا طرفا فيه، فالبطولة المحترفة الجزائرية التي ننتقدها أسبوعيا عبر وسائل الإعلام عقيمة ولا تنجب لاعبين، لكن بإمكاننا البحث عن عصافير نادرة تستطيع تدعيم المنتخب… مازلت أتذكر أن خاليلوزيتش لما جاء إلى الجزائر قال نفس ما يقوله بلماضي اليوم، لكنه اختار بعض اللاعبين واقتنع بهم، مثل سليماني وبلكالام وسوداني وجابو… وكل هؤلاء أصبحوا في مونديال 2014 قطعة أساسية.
أتمنى أن يتدارك بلماضي هفوته ويتصالح مع وسائل الإعلام، لأن الوسيلة الوحيدة التي تجمعه بالصحفيين هي المنتخب الوطني المجبر على العودة إلى الواجهة، لكن ليس بالخلافات، بل بجو يسوده التآخي والعمل معا لمصلحة المنتخب.
نحن مقبلون على مرحلة صعبة مستقبلا، والبداية ستكون هذا الأسبوع من بانجول… علينا طي الخلافات وتركها جانبا و”الخضر” فوق كل اعتبار… السؤال المحير: لماذا ألغى بلماضي لقاء الصحفيين باللاعبين ساعات قبل التنقل إلى بانجول؟

مقالات ذات صلة