-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يستعملون مبدأ فرق تسد ليصنعوا مكانتهم ويحصلوا مصالحهم

المخببون داخل العائلات الجزائرية

نسيبة علال
  • 1849
  • 0
المخببون داخل العائلات الجزائرية
بريشة: فاتح بارة

تعيش العائلة الجزائرية اليوم، واحدة من أسوإ حقبها، فبعد أن كانت مثالا للود والتآزر والإيثار، فرقت المعاملات والماديات بين أفرادها وشتتت العقليات الدخيلة شملها، وأصبح الإخوة والأقارب يعيشون أعداء تحت سقف واحد بسبب التخبيب والأنانية.

الوالدان قاض لا يعدل خوفا

غالبا، يتحمل الوالدان مع تقدمهما في السن أعباء معنوية تفوق قدرتهم، وتؤثر سلبا على صحتهم البدنية والنفسية، فهما وخاصة الأم الصندوق الأسود، الذي يحمل أسرار الإخوة وأبنائهم، معتقداتهم المجحفة عن بعضهم، وشكوك هذا عن الآخر، وحتى نفاقهم وتصنعهم لبعضهم في بعض علاقات القرابة السامة، وفي الكثير من الحالات، يضع الوالدان نفسيهما في محل قاض لا يعدل، فيجاملان هذا على حساب آخر، ويمنحان الحق للظالم على حساب المظلوم. فبسبب هؤلاء المخببين الذين ينتهجون سياسة فرق تسد، تحدث هذه التجاوزات على الدين والأعراف والعلاقات الاجتماعية، في صمت، دون أن يعلم بها كثيرون، لكن نتائجها الفتاكة تظهر.. بحسرة بالغة، تروي لنا حبيبة ما حل بعائلتها، نتيجة وجود أخت مخببة وأم تحكم بغير عدل: “بسبب ما عاشته في صغرها من عقد نفسية، تستمر أختي الكبرى في نشر الأذى وتفرقة العائلة، تزور أمي في جوارها يوميا، لتنتقد زوجات إخوتي وأشغالهم المنزلية، تعلمها كيف تعنفهم لفظيا، رغم أنها تأكل من طبخهم، ويعتنون بأطفالها المتمدرسين، ومع أن أمي تعرف أنها مخطئة، تجاملها وتوافقها في ما تقول، حتى تمادت مؤخرا، وباتت توشوش لها علينا، نحن أخواتها، لماذا لا نزورها كثيرا، وعلينا أن نقدم لها المال والهدايا، لأننا عاملات عكسها”.. الغريب في هذه القصة ومثيلاتها، أن بطل التخبيب يظل نقيا أمام البقية، لا يظهر أذيته كي يحافظ على علاقاته المباشرة مع الجميع، لكنه يفسد في ما بينهم، تضيف حبيبة: “إذا اجتمعنا، ضحكت وتسامرت معنا، ثم إذا افترقنا خلت بكل بما تستطيع، تنشر الضغينة بيننا، وتستغل كلمة عابرة أو حركة عفوية ضدنا”.

بالكذب والنميمة يصنعون مكانتهم في العائلة.. ذئاب في ثوب أقارب لطفاء

كثيرون هم أولائك الذين لطالما وثقنا بهم وارتحنا لجوارهم، بحكم الدم والقرابة، لكنهم خذلونا بمكرهم وغدرهم، يلبسون ثوب المحب الناصح لكنهم في الحقيقة مخببون يستخدمون الكذب والنميمة ليتسلقوا ظهورنا نحو أشخاص أهم في العائلة، ويصنعون مكانتهم على أنقاض غيرهم، ليحصلوا على مصالحهم الشخصية، يشتكي خير الدين من ضرر وجود هؤلاء في حياته، فقد عانى ولا يزال من عم مخبب، يسعى لإبعاد أب عن أبنائه ليستمر في استغلاله ماديا، يقول: “إذا التقى عمي بوالدي، فعلي أن أرتقب مشكلا وشيكا، بسببه أزاحني أبي من إدارة مؤسسته، ومن ورائه نشأت عداوته مع زوجتي، وكدنا نترك بيتنا إلى جانبه، فعمي الذي يراه الناس صديقي، يفتعل أعظم أزماتي في الحياة، إنه دائم الشكوى لوالدي بكونه لا يمتلك الحظ ويستحق الأفضل من الحياة ويقارن نفسه بي، ما يجعل والدي يراني مبذرا وأنانيا، مستغلا لا أحافظ على ممتلكاته”.. مثل هذا العم يكادون ينبتون في كل عائلة تقريبا، فيفسدون باقي زرعها بسمهم، وهم من تحذر منهم الخبيرة الاجتماعية الأستاذة مريم بركان: “خطورة هؤلاء المخببين تكمن في قربهم، وعدم توقع ذلك منهم، فمكرهم يجعلهم يستغلون القرابة للتوغل بين الجميع وإفساد ذات بينهم ليستفيد هو من ممتلكات الأبوين أو مساعدات الإخوة، وينال الدعم الدائم.. أما إذا ما تم اكتشاف مخططات المخبب في العائلة، فإنه عادة ما يلجأ للتهديد والابتزاز، ويتظاهر بالاضطراب النفسي ومعاناته من الظلم وسوء الفهم، هؤلاء يجب الحذر كل الحذر منهم، وعدم التردد في مواجهتهم عند اكتشافهم حتى لا يستمروا على الخطأ، فمراعاة الروابط العائلية والخوف من العيب هو ما يساعد المخبب على الاستمرار في مهمته الخبيثة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!