الرأي

المخزن والصهاينة.. خاوة خاوة!

حسين لقرع
  • 2954
  • 8

بينما يُمعن الصهاينة هذه الأيام في قمع أشقائنا الفلسطينيين والتنكيل بهم وإطلاق قطعان مستوطنيهم لاضطهادهم وسرقة بيوتهم وأملاكهم وقطع أشجارهم وإحراق مزارعهم… لا يتورّع المغرب عن استضافة شرذمة من السياح الصهاينة، ونقلهم إلى منطقة “بين لجراف” الحدودية المعروفة لحمل أعلام الاحتلال جنبا إلى جنب مع الأعلام المغربية قصد إغاظة الجزائريين واستفزازهم!

هذه الوقفة المخزية المعادية لفلسطين قبل الجزائر، جاءت بعد يوم واحد فقط من منع مواطنين مغاربة من تنظيم وقفةٍ مؤيّدة لفلسطين أمام البرلمان المغربي، والحمد لله أنّ بقيّة حياءٍ دفعت المخزن إلى الاكتفاء بمنعها وعدم سجن المشاركين فيها، خلافا لما جرى في البحرين في فيفري 2020؛ حيث حُكم على مواطنٍ بثلاث سنوات سجنا نافذا لأنّه تجرّأ وأحرق عَلم الكيان الصهيوني خلال مظاهرةٍ مناصِرةٍ لفلسطين، وقبلها، سجن نظامُ السيسي في نوفمبر 2019 شابّا مصريا لأنه رفع عَلم فلسطين في مدرّجات ملعب القاهرة لكرة القدم خلال مباراة المنتخبين الأولمبيين المصري والجنوب إفريقي، فنحن نعيش في زمنٍ قررت فيه بعض الأنظمة العربية معاداة الفلسطينيين والتحالف جهارا نهارا مع قتلة أطفال غزة، وفي هذا الزمن الغريب لا يُسمح لمواطني هذه الدول سوى بتأييد الهرولة والانبطاح والترحيب بالسفاحين الصهاينة على أراضيهم ومجاراتهم ورفع أعلامهم والرقص معهم، أما إبداءُ التعاطف مع فلسطين والتظاهر لأجلها والحديث عن القدس والأقصى فقد أضحى جريمة يعاقَب عليها صاحبُها بالسجن!

في ديسمبر الماضي، قلنا بوضوح إن المغرب يتخلّى عن القضية الفلسطينية مجانا، وأنّ قرار الرئيس المهزوم دونالد ترامب الاعتراف بـ”سيادته” المزعومة على الصحراء الغربية، لا قيمة له، وسيتراجع عنه خلفُه بالبيت الأبيض، وحتى إذا أقرّه، فلن يغيّر ذلك شيئا من الوقائع على الأرض؛ لأنّ القضية مدرَجة أمميا في خانة تصفية الاستعمار، ولن يكون بإمكان أمريكا استصدارُ قرارٍ من مجلس الأمن يعترف للمغرب بـ”سيادته” على الصحراء ويؤيّد الحكمَ الذاتي الموسّع الذي دأب على اقتراحه للصحراويين، لأنّ روسيا والصين ستكونان بالمرصاد للقرار الأمريكي المفترَض وستستعملان ضدّه حقَّ الفيتو. وهاهي الأيام تُثبت أنّ إدارة جو بايدن قد تراجعت عمليا، ومن دون إعلان صريح، عن قرار ترامب؛ فمنذ أيام طلب وزيرُ الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن من الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإسراعَ بتعيين مبعوثٍ له إلى الصحراء الغربية لاستئناف المفاوضات بين طرفي النزاع لإيجاد حلٍّ له، وشعر المخزن بالحرج الشديد أمام شعبه لأنَّه خسر المقايضة المُخزية، فقرّر إيفاد وزيره للخارجية ناصر بوريطة إلى واشنطن في الأيام القليلة القادمة للمشاركة في مؤتمر “إيباك” الخاصّ بيهود أمريكا، بغية استجداء ضغط اللوبي الصهيوني على إدارة بايدن لعلّها تتبنّى قرار ترامب وترفع الحرج عن المخزن الذي باع القضية الفلسطينية والقدس والمسجد الأقصى وطبّع مع الاحتلال بلا مقابل. أليس هذا اعتزازا بالإثم وإصرارا على الخطيئة؟

… ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين.

مقالات ذات صلة