-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المدمنات على التسوق.. إنفاق الملايين من جيب الأزواج!

نادية شريف
  • 2496
  • 3
المدمنات على التسوق.. إنفاق الملايين من جيب الأزواج!
ح.م
ما أسهل الإنفاق من جيب الغير

تحت أشعة الشمس الحارقة أو تحت رذاذ المطر…في الصيف أو في الشتاء…في الصباح أو المساء…لشيء ولا لشيء، دائما يذهبن للتسوق ولو لشراء إبرة، المهم أن يخرجن من المنزل أو يتنقلن بين المحلات فيملأن عيونهن بالجمال الموجود في السوق ثم يرجعن إلى بيوتهن وفي يوم آخر يملأن جيوبهن لإرضاء نفوسهن والاحساس بالمتعة فيقدمن على شراء هذه السلعة وتلك والأخرى دون اكتراث للمال، وما أسهل الدفع من جيب الغير، فالزوج عادة يكون هو الضحية لأنه يتعب ويشقى ثم يضع مرتبه في يد زوجته التي لا تعرف قيمته فتصرفه على الفور رغبة منها في إظهار قدرتها الشرائية حتى تشعر بالسلطة على الآخرين وبالكرم مع نفسها.

هوس الشراء

بعض النسوة مهووسات بالشراء إذ لا يستطعن التوقف عن التسوق لحظة واحدة فهن يردن هذه السلعة وتلك والأخرى بأي ثمن لا لشيء فقط لمجرد الشراء والشعور بالمتعة وغالبا ما يشترين أشياء هن في غنى عنها وربما لديهن مثلها ولكن من يستطيع إيقافهن؟ تقول ح، خيرة: “صديقتي لديها هوس الشراء، تندفع بحماس كبير نحو كل المعروضات وتشتري ما تريد وتصر عليه حتى أنها في معظم الأحيان تشتري ما عندها مثله، الاختلاف فقط في اللون أو ما شابه ذلك وفي الأخير تتركه دون أن تستعمله، أما أختي فهي الأخرى مولعة بكل ما يتعلق بالفتيات الصغيرات وكل نقودها تصرفها على ابنتها وفي أشياء لا أهمية لها”

الفراغ والروتين يدفعان إلى التسوق

حب الشراء ليس الدافع الوحيد إلى التسوق بل إن الفراغ والروتين يبعثان السأم والملل إلى النفس وهو ما يجعل الكثيرات يخرجن إلى السوق ولو للنظر والاستمتاع بالمعروضات، خاصة الملابس والأحذية والأواني للترفيه ولو قليلا عن نفوسهن التي حاصرتها الشؤون المنزلية من كل جهة، فالمرأة لا تفتأ تنتهي من الطبخ والغسل والكنس حتى تعود إليهم وكل يوم يمر يشبه سابقه وهو ما يبعث على الاختناق، تقول أمينة: “لأني ماكثة بالبيت كثيرا ما أشعر بالفراغ والروتين وبالسأم وهو ما يدفعني إلى الخروج مع أية صديقة للسوق حتى لو لم يكن لدينا نقود، المهم أن أغادر جدران المنزل وأن أحس بالحرية والانطلاق”.

اغتنام الفرص

عادة ما تجد المرأة نفسها أمام أكوام من الملابس الجديدة بأسعار منخفضة مقارنة مع ما كانت عليه في وقت سابق وهذا ما تعتبره ضربة حظ وفرصة لا تعوض لتحصل على ما تريد من أشياء وبأرخص الأثمان، تقول ماريا روزا وهي أجنبية مقيمة بالجزائر:”عندما تكون المصانع على وشك الإفلاس تقوم بإنقاص الأسعار حتى تتخلص من كل السلع في ظرف قياسي وهذا ما أجده مناسبا لشراء أشياء جميلة وبسعر خيالي” أما مريم فتقول: “أدخر أموالا كثيرة وأنتظر لحظة التخفيضات في نهاية كل موسم لأشتري كل ما أحتاج إليه وزيادة.”

خلافات زوجية مستمرة بسبب هذا الإدمان

هناك حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها أو تجاهلها وهي أن المرأة أكثر إدمانا على التسوق من الرجل، ذلك أنها تقضي وقتا طويلا في التبصر والاختيار لأنها تقارن بين السعر والجودة حتى تصل إلى ما يناسبها أما الرجل فقد يشتري أي شيء يصادفه ويغادر لأنه يتوتر بسرعة، وهذا الاختلاف بين طبيعة الجنسين يؤدي بالضرورة إلى نشوب صراع حاد بين الزوجين لسبب أو لآخر، تقول غنية: :”زوجي عامل بسيط ومرتبه لايكفي لآخر الشهر لأني مدمنة على التسوق وأحب شراء كل ما تبصره عيني وتتعلق به نفسي وهذا ما جعل حياتي الزوجية على كف عفريت لأن شريكي يرى بأني مبذرة وأشتري أشياء تفوق الكمالية”، أما حنان فتقول: “حين يعود زوجي إلى المنزل ولا يجدني تثور ثائرته ولا يهدأ له بال حتى يصب جام غضبه على جسدي النحيل ولكني تعودت على الأمر وآخر شيء أفكر فيه هو التوقف عن الخروج للتسوق لأني لا أطيق الجلوس في المنزل وحيدة أنتظر الزوج المصون الذي يقضي وقته خارجا ولا يراعي حاجتي للخروج من أجل التنفس”.

الاستدانة من أجل إرضاء النفس

إن كان هناك نسوة يصرفن كل ما لديهن من نقود لشراء ما يردن من أشياء فهناك نساء أخريات يلجأن إلى الاستدانة لإرضاء أنفسهن المتأثرة بمغريات السوق، تقول نبيلة: “أنا لا أستطيع التوقف عن الشراء فكل ما في السوق يعجبني ويبهرني وأحب امتلاكه حتى أني أصرف كل مرتبي في شراء أشياء لا أحتاجها أو ربما أملك مثلها وفي بعض الأحيان أستدين إن أعجبني شيء ولم أكن املك النقود”.

المبذر شحاذ المستقبل

الإسراف أمر منبوذ شرعا وقطعا لأن من يشتري اليوم ما هو كمالي قد يضطر في الغد لبيع ما هو ضروري وهذا ما قالته نعيمة: “نقطة ضعف زوجي حبه لي لذلك فهو لا يجرؤ على رفض طلباتي وغن كانت كثيرة، وكنت أشعر بالفخر وبالسلطة إلى أن وقع زوجي طريح الفراش لمدة 3 أشهر بسبب حادثة سير وحينها استفقت على وقع مشكلة كبرى وهي عدم وجود المال للعلاج والأكل لأني كنت أصرف جل مرتبه في أشياء بلا لزمة ويمكن الاستغناء عنها، حينها اضطررت لبيع كل ما أملك من مجوهرات وآلات كهرومنزلية وحتى الملابس والأفرشة لتوفير ما هو ضروري”.

إن الذي يشتري ما ليس في حاجة إليه كالذي يسرق نفسه، لذلك لا فائدة من صرف الملايين في أشياء يذهب معظمها مع النفايات أو تبقى زمنا طويلا دون استعمال في رفوف الخزائن والمكتبات ولا شيء من حسن التدبير لأن أعظم الفنون فن العيش والمرء عليه أن بحسب حسابا للمستقبل وأن يوفر قليلا من ماله لوقت الحاجة حتى لا يضطر لمد يده بكل إذلال للآخرين، فكما يقال: “الدرهم الأبيض لليوم الأسود”.

* منقول عن الشروق

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • كريمة

    أجد في الأسواق هذا الصنف من النساء و للأسف الشديد تكون معظمهن نساء لا يعملن لذلك لا يشعرن بقيمة المال .أما العاملة فالمال مالها و مع ذلك نجدها تفكر وتتروى قبل أن تقدم على الشراء لأنها تحس بقيمة الجهد الذي بذلته من أجل أجرتها ،وعلى كل حال ، و في جميع الأحوال إن الله حرم التبذير ، كما أنه لا يجب أن نسمح للتجار باستغلالنا .التجار يحبون تسوق المرأة لأنها أكثر إنفاقا للمال من الرجل في المحلات التجارية .

  • بدون اسم

    هذه هي المرأة الماكثة في البيت تتجول في الشارع والأسواق أكثر من المرأة العاملة زد على ذلك فهي لا تقدر تعيب زوجها طوال اليوم وتصرف الأموال على أشياء لا فائدة منها

  • مجربة

    بل من جيوبهن ...فمعظم النساء عاملات و الحمد لله ...بل بالعكس هن من يساعدن ازواجهن في مصاريف البيت و الاثات و حتى الاكل .....فلا داعي لتكبير راس الزوج ....اما المراءة المااكثة في البيت فتلك فيصرف عليها زوجها بالقطارة conte goute