جواهر
بعدما سخر الرّجال من أطباقهنّ المتواضعة

المدمنات على مشاهدة قنوات الطبخ يبرّرن: الجود بالموجود

أماني أريس
  • 1248
  • 6
ح.م

يبدو أن نقمة الفضائيات المتعددة والأجهزة الذكية على النساء لم تتوقف عند فتح عيون أزواجهم على الحسناوات وبداية حمى المقارنات بينهن وبين ضرائر من خلف الشاشات فحسب، بل تعدتها إلى فتح بطونهم على أنواع المأكولات من أطباق ومقبلات وسلطات وحلويات تعشقها العين قبل البطن وتجعل الرجل يدخل في دوامة من المقارنات بين ما تقدمه له زوجته وما يراه على موائد قنوات الطبخ التي تشغلها وتتسمر أمامها لساعات لتخيب ظنه في النهاية بطبق وحيد مبتذل وسفرة متواضعة لا ترقى إلى مستوى ثقافته الجديدة في الطعام.

وفي هذا الصدد يقول احد الرجال الجزائريين متهكما من زوجته: ” أتركها في الصباح مع سميرة تي في وأعود في منتصف النهار فأجدها مع “سميرة تي في” وفي المساء مع “سميرة تي في ” وفي النهاية تقدم لي شكشوكة البصل أو شوربة عدس”.

ويرد عليه آخر أنّه يتغدّى ويتعشى بعينيه في مطعم “سميرة تي في”. في حين يقول ثالث أن النساء الجزائريات غالبا يشاهدن قنوات الطبخ ليفتخرن ويتحدثن أمام بعضهن بأنهن على علم  بآخر صيحات الأطباق والحلويات وليس من أجل تطبيق ما يشاهدنه في مطابخهن”

وسحبت قنوات الطبخ البساط من بقية القنوات بتسجيلها لأعلى نسب مشاهدة في الوطن العربي عموما والجزائر خصوصا، حيث أصبحت قنوات الطبخ الشهيرة على غرار “سميرة ” و”فتافيت” و”سفرة” و”بنّة”… إضافة إلى قنوات الطبخ على اليوتوب هي وجهة النساء المفضلة التي يقضين الساعات في الاستمتاع بمشاهدتها، لاحترافيتها وتكامل عروضها بين الديكور الآسر والبرامج المتنوعة المتعلقة بعوالم المرأة من طبخ وأشغال يدوية وأفكار متنوعة وحصرية في الديكور المنزلي والتجميل وغيرها. وهي الظاهرة التي لفتت انتباه الرجال وفضولهم وأصبحوا بدورهم يشاهدونها، لينقلبوا على نسائهم مطالبين بحقهم في تدليل بطونهم وفقا لفنون الأكل الجديدة.

ويأتي رد النساء على هؤلاء الرجال بمبررات مختلفة ومقنعة تبطل ادعاءاتهم المتضمنة تشكيكا في مهارات وقدرات زوجاتهن على التفنن والإبداع في إعداد ما لذ وطاب من الأطعمة.

الجود بالموجود

تقول ريما وهي ربة بيت وأم لطفلة: “أنا مدمنة على مشاهدة قناتي فتافيت وسميرة تي في، استفدت منهما كثيرا غير أنني نادرا ما أطبّق وصفة من الوصفات التي تعلمتها لأنّني لا أملك الإمكانيات اللازمة، فوصفاتهم كلها تقريبا باللحم والخضر المتنوعة والمكسّرات والفواكه، وما يتطلبه طبق واحد من المكونات أحسن لي أن أقتصدها لتكفيني في أسبوع كامل لعدّة أطباق بسيطة”.

وتشاطرها حسناء نفس الرأي قائلة: “أحب مشاهدة قنوات الطبخ من أجل الاستمتاع واخزن الوصفات في ذاكرتي للمناسبات الخاصة وشهر رمضان أما في سائر الأيام من المستحيل أن أطبقها لأنّها مكلفة، باستثناء بعض المقبلات والسلطات والحلويات الخفيفة”

أعباؤنا لا تنتهي

من جهتها ناديا أم لأربعة أطفال، ترى أن الرجال يتهكمون من النساء لأنهم لا يقدرون حجم الأعباء الملقاة على عواتقهن، وتقول بغضب: “إذا لحقنا لإعداد طبق طعام لهم فنحن بطلات، أعباؤنا لا تنتهي إن أراد زوجي أن اطبخ له أطباقا مميزة، وأعدّ له حلويات مثل التي يشاهدها في قنوات الطبخ، فما عليه سوى أن يوفّر لي خادمة تنوب عني في بقية الأعمال، ويبحث عن مصدر دخل آخر لأن مرتّبه لا يكفي لتوفير الإمكانيات اللازمة وسأتفنن له في إعداد طاولة الطعام”.

يجدر بالقول أن قنوات الطبخ هي سلاح ذو حدّين فكما أنّها مكّنت قليلات الخبرة من الشابات حديثات الزواج خاصة من تعلم تقنيات الطبخ والكثير من الترتيبات والأفكار الخاصة بالمنزل، إلا أنها بالمقابل لعبت دورا عكسيا وتسببت في كسل النساء المدمنات على مشاهدتها لما لها من سحر تشويق، وتستهلك من وقت المرأة الكثير خصوصا الماكثة في البيت التي تضيع بين مختلف أفكار الأطباق، وتجد نفسها غير قادرة على اتخاذ قرار معين لتلحق في النهاية إلى إعداد وجبة بسيطة، أو تقع في فخ التطبيق العشوائي وغير المدروس للوصفات التي قد تبوء بالفشل، لذلك يتعين على المرأة تنظيم وقتها وتخصيص فترة محددة لمشاهدة هذه القنوات والاستفادة منها، مع التخطيط المنظم لمواعيد تطبيق الوصفات الجديدة والمكلفة للمال والوقت لتتجنب تضييع الوقت والمال وتصل بأمان من الطريق الأيسر إلى قلب زوجها.

مقالات ذات صلة