-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المدّ‮ ‬الشّيعي‮ ‬في‮ ‬الجزائر‮.. ‬حقيقته وأدواته

سلطان بركاني
  • 4396
  • 0
المدّ‮ ‬الشّيعي‮ ‬في‮ ‬الجزائر‮.. ‬حقيقته وأدواته

المدّ‮ ‬الشّيعي‮ ‬في‮ ‬الجزائر وإن لم‮ ‬يكن بالانتشار الذي‮ ‬يعرفه في‮ ‬دول عربيّة أخرى كمصر والسّودان والمغرب،‮ ‬إلا أنّه موجود وملحوظ،‮ ‬لا‮ ‬ينكره إلا جاهل بالواقع أو متواطئ مع المشروع الشّيعي‮ ‬في‮ ‬المنطقة،‮ ‬هذا المشروع الذي‮ ‬تسخِّر له السّفارات الإيرانيّة أموالا معتبرة،‮ ‬وتستميل إليه بالإغراءات المالية وزيارات المجاملة وعبارات الإطراء،‮ ‬قنوات وصحفا،‮ ‬وكُتّابا وصحفيين لا‮ ‬يتوانون في‮ ‬تلميع صورة إيران وحزب الله،‮ ‬ومحاولة صرف الأنظار عن المشروع الإيرانيّ،‮ ‬إلى التّحذير من مشاريع ودعوات أخرى،‮ ‬هي‮ ‬في‮ ‬النّهاية ليست في‮ ‬خطورته‮.‬

يعتمد المدّ‮ ‬الشّيعي‮ ‬في‮ ‬الجزائر علاوة على زخم‮ “‬الحروب الكلاميّة‮” ‬التي‮ ‬تخوضها إيران ضدّ‮ ‬أمريكا،‮ ‬والعمليات الاستعراضية محدودة الزّمان والمكان ومحدّدة الأهداف،‮ ‬التي‮ ‬يقوم بها‮ “‬حزب الله‮” ‬اللّبناني‮ ‬ضدّ‮ ‬الكيان الصّهيوني‮ ‬في‮ ‬الأوقات الحرجة التي‮ ‬تنكشف فيها بعض أوراق المشروع الشّيعي‮ ‬الطّائفي‮ ‬المتقاطع في‮ ‬كثير من القضايا والمواقف مع المشروع الصّهيو‮- ‬صليبي،‮ ‬وإضافة إلى الدّور الذي‮ ‬يلعبه بعض الأساتذة الوافدين من العراق ولبنان ونظرائهم من الجزائريين الذين‮ ‬يزورون قمّ‮ ‬وطهران،‮ ‬في‮ ‬التّرويج لأدبيات المذهب الشّيعيّ،‮ ‬معتمدين في‮ ‬الأساس على بثّ‮ ‬الشّبهات حول دواوين السنّة وسير الصّحابة،‮ ‬وحول التاريخ الإسلاميّ،‮ ‬بين شبابٍ‮ ‬ليس لهم كثيرُ‮ ‬اطّلاع في‮ ‬هذه المجالات؛ كما‮ ‬يعتمدون أيضا على إغراء الشّباب ببعض البدائل المشبوهة التي‮ ‬يقدّمها المذهب الشّيعيّ،‮ ‬ويأتي‮ ‬على رأسها‮ “‬نكاح المتعة‮” ‬الذي‮ ‬شذّ‮ ‬الشّيعة في‮ ‬إباحته عن جميع طوائف المسلمين وعمّا تواتر عن أهل البيت الطّاهرين،‮ ‬مما اتّفق في‮ ‬نقله عنهم أهل السنّة والزيديّة؛ إضافة إلى هذا وذاك،‮ ‬يعتمد دعاة التشيّع على إثارة بعض الدعاوى التي‮ ‬تأتي‮ ‬في‮ ‬مقدَّمتها دعوى أنّ‮ ‬الجزائر خصوصا ومنطقة المغرب العربيّ‮ ‬عموما كانت شيعيّة في‮ ‬الأصل،‮ ‬إبّان حكم الدولة العبيديّة‮ (‬الفاطميّة‮)‬،‮ ‬وهي‮ ‬دعوى لا أساس لها من الصحّة،‮ ‬لأنّ‮ ‬هذه الدولة التي‮ ‬أسّسها رجل مخادع ماكر‮ ‬يُدعى أبا عبد الله الشّيعي،‮ ‬لم‮ ‬يكن لها ولا للعقائد الإسماعيليّة التي‮ ‬تأسّست عليها وجود بين سكّان شمال إفريقيا قبل سنة‮ ‬280هـ،‮ ‬وقد أخضَعت المنطقةَ‮ ‬بالخداع والإرهاب،‮ ‬وثار عليها أهل المغرب العربيّ‮ ‬وأعلنوا الجهاد وتحالفوا مع الخوارج ضدّها،‮ ‬حينما كشفت عن وجهها الحقيقي،‮ ‬وأظهرت التّقديس لأمرائها،‮ ‬والطّعن في‮ ‬الصّحابة والخلفاء الراشدين وأمّهات المؤمنين،‮ ‬وامتحنت النّاس بسبّهم ولعنهم والبراءة منهم،‮ ‬وتمادى بها الأمر إلى كتابة أسمائهم على رؤوس الكباش والحمير وتعليقها على أبواب الحوانيت،‮ ‬وإلى قتل آلاف العلماء والعباد ممّن رفضوا التخلّي‮ ‬عن موالاة الصّحابة والثّناء عليهم،‮ ‬يقول القاضي‮ ‬عياض المالكي‮ ‬طيّب الله ثراه‮ (‬ت‮: ‬544هـ‮) ‬في‮ ‬كتابه‮ “‬ترتيب المدارك‮: ‬02‮/ ‬318‮”‬،‮ ‬وهو‮ ‬يصف شناعات الفاطميين‮: “‬كان أهل السنّة بالقيروان أيام بني‮ ‬عبيد في‮ ‬حالة شديدة من الاهتضام والتستّر كأنّهم ذمّة؛ تجري‮ ‬عليهم في‮ ‬كثير الأيام محن شديدة،‮ ‬ولمّا أظهر بنو عبيد أمرهم ونصبوا حسينا الأعمى السباب‮ ‬‭-‬لعنه الله تعالى‭-‬‮ ‬في‮ ‬الأسواق للسبّ‮ ‬بأسجاع لقّنها‮ ‬يتوصّل منها إلى سبّ‮ ‬الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في‮ ‬ألفاظ حفظها،‮ ‬وعلقت رؤوس الأكباش والحُمر على أبواب الحوانيت،‮ ‬عليها قراطيس معلقة مكتوب عليها أسماء الصحابة؛ اشتدّ‮ ‬الأمر على أهل السنّة فمن تكلّم أو تحرّك قتل أو مثل به‮”.‬

كما‮ ‬يروّج دعاة التشيّع في‮ ‬الجزائر في‮ ‬هذا الصدد أيضا لدعوى أخرى كاذبة خاطئة،‮ ‬مفادها أنّ‮ ‬البربر احتضنوا الدّولة العبيديّة الشّيعية،‮ ‬وهي‮ ‬دعوى‮ ‬ينقضها تاريخ المنطقة الحافل بالثّورات التي‮ ‬لم تخمد ضدّ‮ ‬هذه الدويلة منذ ظهور حقيقتها إلى انحسارها وانكسارها عن منطقة المغرب الإسلامي‮ ‬سنة‮ ‬362هـ‮.‬

ومن الدّعاوى أيضا الاستدلال على تجذّر التشيّع في‮ ‬الجزائر بانتشار أسماء أئمّة وأعلام أهل البيت‮ ‬‭-‬رضي‮ ‬الله عنهم‮- ‬كعليّ‮ ‬وفاطمة والحسن والحسين وزينب،‮ ‬بين الجزائريين خصوصا وأهل المغرب العربيّ‮ ‬عموما،‮ ‬وهي‮ ‬دعوى‮ ‬ينقضها أنّ‮ ‬أهل المغرب العربيّ‮ ‬يتسمّون أيضا بأسماءَ‮ ‬لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يتسمّى بها الشيعة كأبي‮ ‬بكر وعمر وعثمان وعائشة،‮ ‬وهو ما‮ ‬يدلّ‮ ‬على تمسّك أهل هذه المنطقة بعقيدة أهل السنّة في‮ ‬الجمع بين محبّة أهل البيت ومحبّة الصحابة،‮ ‬رضي‮ ‬الله عنهم أجمعين‮.‬

إنّه لم‮ ‬يعد من مصلحة هذا البلد،‮ ‬الإصرار على التّغاضي‮ ‬عن هذا المدّ‮ ‬الذي‮ ‬يغري‮ ‬شبابنا بتبنّي‮ ‬كثير من العقائد المنحرفة التي‮ ‬حاولت الدولة العبيدية فرضها بقوة الحديد والنّار على أهل هذه المنطقة،‮ ‬ويسوّل لهم إعلان الولاء الكامل لإيران ولسياساتها وقادتها،‮ ‬بل قد وصل الأمر ببعضهم إلى توجيه نداءات عاجلة إلى مراجع النّجف وقم ليتوسّطوا لدى إيران لتتدخّل لحمايتهم ومساعدتهم ضدّ‮ ‬ما‮ ‬يسمّونه المضايقات الأمنية‮!.‬

لقد أصبحت الجزائر مستهدفة أكثر من ذي‮ ‬قبل،‮ ‬بعد أن استطاعت إيران استمالة بعض القنوات والصّحف الخاصّة،‮ ‬وبعد أن أصبح شبابنا هدفا لمراجع وطلبة الحوزات العلمية في‮ ‬العراق الذين أنشؤوا عشرات الصفحات على الفايسبوك بأسماء جزائرية‮ ‬‭-‬في‮ ‬الغالب أنثوية‭-‬‮ ‬يستميلون إليها الشّباب،‮ ‬ويوقعونهم في‮ ‬حبائل التشيّع‮.‬

إنّنا نحذّر من التشيّع،‮ ‬ليس لقوة حجّة دعاته،‮ ‬وإنّما لضعف شبابنا أمام الشّبهات،‮ ‬وجهل كثير منهم لأبجديات دينهم،‮ ‬ما‮ ‬يجعلهم عرضة لدعاة التّنصير ودعاة التشيّع الذين‮ ‬يلجؤون إلى نفس الأساليب والإغراءات للتّغرير بشبابنا‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!