جواهر

المرأة التي يريدها الرجل؟

نادية شريف
  • 2830
  • 10

لا شك أن التحدي الأعظم الذي يواجهه معظم الشباب العازب في مجتمعنا اليوم هو النجاح في الحصول على زوجة مناسبة يضمنون معها حياة سعيدة ملؤها المودة والتعاون والاحترام، فهو المبتغى النادر رغم ارتفاع عدد العازبات ممن بلغن سن الزواج وممن تجاوزنه بسنوات .

وبالعودة إلى ماضي مجتمعنا نجد أن هذا المشكل لم يكن موجودا لأن طريقة الزواج آنذاك كانت تتم وفقا لقوانين الأعراف التي صادرت حق الشاب والفتاة على حد سواء في الاختيار وجعلت المرأة تقصد عادة لعائلتها قبل أن تقصد لشخصها لما للعائلة من دور في تنشئة الفتاة على الطاعة وحسن الخلق ثم يأتي عامل الجمال الذي يعتبر مهما أيضا أما عاملا التدين والأخلاق والثقافة فلم تكن شائعة طالما أن العائلات كانت محافظة في معظمها سواء في المدن أو في القرى والبوادي إلا ما شذ منها وإن التعليم الذي يؤهل الفتاة لكسب رصيد مميز من العلوم والثقافات الشرعية منها خاصة كان محدودا جدا وكل هذه الاعتبارات وفرت جهدا عظيما عن الرجل للظفر بشريكة حياته المناسبة.

أما اليوم فقد تغيرت الظروف كثيرا وأصبح لكل من الشاب والفتاة حرية الاختيار مما زاد في حجم مسؤوليتهما في تحمل النتائج وجعل المهمة ضرب من مشاق التكليف خاصة بعد التحولات الكبرى التي شهدها مجتمعنا المعاصروالمنعكسة جليا في طغيان مظاهر الحضارة الغربية والتحرر السلبي من قيود الدين الإسلامي وأعراف المجتمع والتي كانت المرأة أكبر ضحاياها حيث ارتفعت نسبة العنوسة وزادت نسبة الطلاق وقلت حيلة الشاب في إيجاد ضالته وبقي متوجسا مترددا يتجاذبه  تيار القلب وتيار العقل . 

وبحكم عام فإن رجال العصر في مجتمعنا على اختلاف درجات اخلاقهم وتدينهم ومستوياتهم العلمية والثقافية تجدهم رغم بعض الفوارق الجزئية يشتركون في العديد من النقاط حول مواصفات الزوجة التي يريدونها وقبل أن نتطرق الى أهمها بشيء من التفصيل تجدر بنا الاشارة الى أهم نقطة وهي التخلص من سطحية الاختيار على أساس جمال الشكل لدى الكثير من الرجال أما بالنسبة للمواصفات الأخرى فعامل الأخلاق  يبقى في مقدمة المطالب لدى أغلبيتهم رغم كل ما بدى من انسلاخ وديوثة فحتى ذلك الذي تجاهل هذين العاملين لظرف ما أو لسلطان عاطفي واختار شريكة حياته بسبب جمالها أو منصبها او مالها تجده متحسرا في قرارات نفسه فضلا عما يطغى على حياته الزوجية من مشاكل وخلافات في أغلب الحالات . 

أما العوامل الأخرى والتي لا تقل أهمية عن سابقها فتتعلق بشكل مباشر بشخصية المرأة وثقافتها فالمرأة الواثقة من نفسها، القوية في ذاتها، الذكية في تفكيرها يجدها زوجها حتما تفهمه جيدا فهما يغنيه عن التصريح و تتعامل مع مختلف الظروف بحكمة حتى وإن حدث وأخطأت لا يعجزها ما تتميز به من فطنة من إيجاد السبيل الأنسب لترقيع الوضع كما تجدها بارعة في خلق التجديد وكسر الروتين حيث تستطيع لعب كل الأدوار فتكون له أما بحبها وعطفها وصديقة بروح دعابتها ومشاركته أطراف الحديث ولباقة انتقاده وأختا له بتفهم ظروفه واحترام عائلته ومقاسمته اهتماماتها وزوجة صائنة لعرضه حافظة لسره طائعة لأوامره في محضره وغيابه أما لأولاده متوجة كل ذلك بحسن مظهرها وهندامها ونظافتها ونظافة وترتيب بيتها وأطفالها تعرف جيدا كيف تزاوج بين التقليد والتحضر حسب أغلب ميولات الرجل الشرقي المعاصر.

فتمعني أختي المسلمة في كل هذه النقاط واحرصي بحسن التوكل على الله على ان تقري عين زوجك بهذه المواصفات المذكورة دون إهمال أي منها فكثيرات تجدهن رغم ما قصدن لأجله من دين وأخلاق لم يستطعن إرضاء أزواجهن لا لشيء سوى لإهمالهن الاعتناء بالمظهر مثلا او روح الدعابة وفنون كسب قلب الزوج وتذكري قوله صلى الله عليه وسلم حينما سئل : أي النساء خير؟ قال: “التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره” رواه أحمد والنسائي وحسنه الألباني.

مقالات ذات صلة