جواهر
النساء يقتحمن وظائف الشرطة والجيش

المرأة “الكاسكيطة”.. أحترمها نعم أتزوجها لا

ليلى مصلوب
  • 33756
  • 99

منذ مجيئ رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى سدة الحكم في الجزائر رفع الحظر عن كل التحفظات الخاصة باتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التمييز بين الرجل والمرأة خاصة المادة 11 التي تنص على حق المرأة في حرية إختيار المهنة والعمل في كل المجالات ففتحت الأبواب أمام الآلاف من النساء للالتحاق ب”كاسكيطة”الجيش الوطني الشعبي في كل الأسلحة التي كانت حكرا على الرجال فقط.

وإن جئنا نحصي المنخرطات فإن عددا قليلا من النساء لا يكاد يذكر في بعض السلاح، كالرائد جويدة لفقير التي كتبت عنها منظمة المرأة العربية بأنها أول امرأة جزائرية في سلك الدرك الوطني سنة 1985 ،فأقدمت الفتيات  نهاية التسعينيات  على مسابقات التجنيد والتوظيف في الجيش والأسلاك الامنية وشبه الامنية ، وكان التحاق ملكة جمال الجزائر سنة 2002 الانسة لامية سعودي بالقيادة الوطنية للدفاع عن الاقليم حدثا ملفتا كتبت عنه الكثير من المجلات وفتح المجال أمام الحسناوات لارتداء الزي العسكري ،الى أن بلغ عدد هن  بالآلاف ،من رتبة”سارجان”الى رتبة “جنرال “،وهي الرتبة التي منحها رئيس الجمهورية للسيدة عرجون فاطمة سنة 2009 وهي أول امرأة عربية ترقى الى رتبة جنرال.

الجنس اللطيف أو ما يسميه الشارع “بالبابيش “وبجمال فائق ورشاقة وأنوثة جذابة يتهافت بقوة للالتحاق بمختلف التخصصات الامنية والعسكرية من حملة شهادة البكالوريا والليسانس والماستر طلبا في منصب عمل قار وراتب محترم وربما سلطة في نظر المجتمع لحمايتهم من مختلف أنواع العنف والتمييز ،ويضمن لهن مستقبلا مهنيا مرموقا لما توفره مؤسسة الجيش من تكوين ودراسات وامتيازات ايضا ،كالحصول على سكنات وظيفية في حال الزواج ،والكثير من الفتيات دفعهن الفقر والحاجة الى اللجوء الى “الكاسكيطة”للحصول على منصب عمل يضمن لهن دخلا يعيل اسرهن ، فنجد الكثير من العائلات  الفقيرة ترافق بناتها الى اسوار الثكنات وتنتظرهم لمدة ساعات لإجراء الامتحانات والتربصات وهي عائلات بسيطة تعلق أمالا كبيرة على انضمام بناتها الى الجيش مثلما يعيل الشاب العسكري عائلته ،

وإذا كان البعض يرى المرأة”الكاسكيطة”بريستيج خاصة من تزين النجوم والأوسمة الذهبية كتفها أو صدرها أي الضابطات إلا أن البعض يرى أن هذا النوع من النساء “متمرد” على الحياة الاجتماعية وخروجا عن الانوثة نظرا لما تتلقاه من تدريبات قاسية وإسناد مهام لا يتحملها جسدها كحراسة الشخصيات “بودي غارد”أو الوقوف لساعات في حاجز أمني بالنسبة للنساء في الشرطة قد يعرضها للمضايقات من طرف المواطنين أو حتى “التحرش” بها ، ورغم ذلك فإن عدد النساء في السلك الامني بلغ رسميا أكثر من 16 ألف و500 موظفة .

الرجال يتخوفون من الارتباط بنساء “الكومبا”

بكل الالوان والأزياء سواء الازرق أو الاخضر أو الاخضر المزركش ترتدي المنتسبات للجيش الوطني والأمن الزي العسكري ،ويمنع عنها التزين الفاضح والماكياج الملفت للنظر وارتداء الاكسسوارات الجذابة ،حيث لا يتم تفرقة المرأة عن الرجل في هذا الزي سوى خصلات الشعر الطويل أو أقراط الاذن الصغيرة ،ويبدو الزي العسكري متعبا بالنسبة لامرأة نظرا لخشونته وثقله ولا يشعرها بالراحة إلا أنها تعودت عليه ،ويرى بعض الذين سألناهم من الرجال حول موضوع تجنيد المرأة ، أجابوا أن “الكومبا”لم تعد حكرا على الرجال وقد اعتادوا على رؤية سيدات “الكاسكيطة”في كل مراكز الشرطة والدرك والجمارك والجيش ،ويبادلونهم الاحترام والتقدير ،لكنهم يتخوفون من الارتباط بهذا النوع من النساء رغم ما يمتلكنه من مقومات مهنية ومادية مغرية ،واستقلالية مالية نظرا لرواتبهن المعتبرة ،وتنعمن بامتيازات كبيرة كسهولة الحصول على سكن وظيفي أو سكنا بمختلف الصيغ عن طريق الكثير من التسهيلات ،يقول أحدهم “أرفض أن تقف زوجتي لساعات في حاجز أمني تراقب وثائق السيارات وتحرر محاضر المخالفات ، وتلاحقها عيون المارة ، ويغازلها “المنحرفون”،وأرفض أن تكون زوجتي ضابطة تصرخ في وجهي أو تهددني أو تحبس انفاسي وتسلب حريتي بالعيش معها وفقا لظروف عملها “،وفي هذا الشأن يرى مختصون في علم النفس والاجتماع أن الرجل الجزائري  بطبيعته يتخوف من الارتباط بامرأة تعلوه رتبة أو مكانة مهنية ، وهذا يشعره بالنقص وعادة ما يسفر الارتباط بهن عن عدم التوافق المؤدي للانفصال ،كما تواجه الاسر الجزائرية بتحفظ شديد هذا النوع من الزيجات خاصة الامهات حيث تتعصبن من أن يرتبط الإبن  بسيدة مجندة في الجيش وتفضل له معلمة أو ممرضة أو ماكثة في البيت ، غير أن زواج العسكريات والشرطيات الناجح لحد الان هو الارتباط بالرجال من نفس السلك ونفس المهنة نظرا للتوافق الاجتماعي والمهني ،وفي هذا الصدد كانت المديرية العامة للآمن الوطني ولا تزال تشجع زواج الشرطيات برجال الشرطة وتمنح كل من يتزوج بشرطية مبلغا ماليا معتبرا كمساعدة في إنشاء أسرة.

مقالات ذات صلة