جواهر

المرأة والفايسبوك .. العشق الممنوع

نادية شريف
  • 2927
  • 13

كثيرا ما ينظر إلى استخدام حوّاء للفايسبوك من جانبه المظلم، فيحظره البعض ويحرّمه البعض الآخر، بينما يخضعه الآخرون للوصاية، حيث تقع بعض”المحظوظات” تحت الرقابة الشديدة لمحتويات صفحاتهن..

وفي غمرة كل هذا يتم التغاضي عن الجانب المنير للفايسبوك، رغم ما له من إيجابيات تسهم في تغيير حياة الكثيرات وتقضي على الملل والروتين فيها، فبين المرأة والفايسبوك قصة عشق ممنوع لا حدود لها.. إدمان من نوع آخر فتح قلب المرأة وعقلها على عالم خارجي ماكان لها أن تبلغه لولاه، وأخرجها من وحشة ووحدة قاتلة.

قد يقول الكثيرون إن الفايسبوك إدمان ابتليت به  جميع فئات المجتمع، سيما الشباب منهم، وهو كذلك فعلا، غير أننا لن نغالي إن قلنا بأن استخدام المرأة للفايسبوك متميّز جدا عكس بقية الفئات الأخرى.. فالفايسبوك مفجر إبداعات المرأة على اختلاف مشاربها.. الفايسبوك أيضا مؤنس المرأة في وحدتها ومحلل- بامتياز- لشخصيتها ومختلف حالاتها النفسية المتقلبة.. الفايسبوك بالنسبة للمرأة أيضا، متنفس لها من الضغوطات والمسؤوليات المتراكمة عليها سواء كانت هذه المرأة عاملة أو ماكثة بالبيت.. بل أكثر من ذلك بكثير أتاح لها فرصة استرجاع مكانتها وأهميتها  بنظر المحيطين بها وتقدير حاجة الآخرين لها، حينما تغيب عن الموقع لمدّة، ويجعلها تحصد العديد من “اللايكات” لما تنشره أو تعلّق عليه بما يشبع حاجتها للإطراء وإحساسها بأنها مرغوبة من الآخرين..

 ليس هذا كلام من عدم بل هو كلام علمي تدلله دراسات حديثة على قدر من الأهمية والصدقية فقد أظهرت دراسة علمية بريطانية حديثة الاختلاف في استخدام الفايسبوك بين النساء والرجال وبحثت الدراسة في جزئيات بسيطة قد لا نولي لها بالا.. وأظهرت أن غاية الرجال الأولى من استخدام الفايسبوك هي التواصل مع الأصدقاء وأفراد الأسرة، أمّا النساء فيستخدمن الفايسبوك كمتنفس إبداعي لهن.

وتصدق نتائج الدراسة بشكل أكبر عندما نزور صفحات أغلب “الفايسبوكيات” إذ نجدها متنوعة تبرز فيها كل واحدة قدراتها وخصائصها، فتبدع إحداهن في أجمل وصفات الطبخ وأخرى في أرقى أنواع الديكور وأخرى في الموضة والتسريحات الفاتنة وغيرها من الهوايات وتجد هذه المنشورات تفاعلا وتعقيبات رهيبة، حتى أن بعض النساء يشتركن في صفحات فايسبوكية متخصصة لتنمية قدراتهن وإبداعاتهن وتبادل التجارب وأخريات يشتركن في صفحات خيرية يسهمن بالقدر الممكن في مساعدة الآخرين.

أليست كل هذه الأمور معقل خير في الفايسبوك يراد ردمها بمبررات قد تكون مشروعة في بعض الأوقات لما نتج عن استخدامه من انتهاكات وجرائم شرف، لكنها ليست أبدا حجّة قويمة لحرمان المرأة منه.

فهل ترفع الوصاية عن المرأة بشكل يحفظ لها حقها في تقرير ما يليق بها وما لا يليق.. وهل يزول استعباد بعض الرجال للنساء خوفا عليهن من أشباههم الذين قد يتخذنهن فريسة لهم. 

مقالات ذات صلة