-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
محلات مغلقة.. رفوف فارغة و"ماركات" عالمية بلا زبائن

المراكز التجارية تحتضر.. والفضاءات الكبرى لم تعد ملاذ الجزائريين!

بلقاسم حوام
  • 16261
  • 4
المراكز التجارية تحتضر.. والفضاءات الكبرى لم تعد ملاذ الجزائريين!
أرشيف

أثّـر تراجع القدرة الشرائية للجزائريين بشكل كبير على نشاط المراكز التجارية التي تحول أغلبها إلى هياكل فارغة، تستقطب شريحة محدودة من الزبائن الميسورين، بعدما كانت مقصدا شعبيا ومتنفسا للباحثين عن أسعار أرخص، وحتى المساحات التجارية الكبرى للمواد الغذائية التي كانت تستقبل حصة الأسد من الزبائن تحولت إلى رفوف فارغة، وباتت محلات العلامات الأجنبية المعروفة للألبسة والروائح ومواد التجميل ومختلف المواد الاستهلاكية مهجورة، في حين تستقطب المقاهي والمطاعم الفاخرة في هذه المراكز أعدادا محتشمة من العائلات والشباب.
هذا هو حال المراكز التجارية الذي وقفت عليها “الشروق”، الإثنين، حيث كانت لها جولة في أكبر المراكز التجارية بالعاصمة والبليدة، والبداية كانت من مركز “أرديس” الذي باتت رفوفه الفارغة تحكي معاناته مع قلة الزبائن، وهو الذي يضم أكبر مساحة تجارية للمواد الغذائية والمنتوجات الاستهلاكية، لكن الكثير من رفوفه باتت مهجورة وفارغة، أمام دهشة من تبقى من الزبائن لهذا المركز التجاري الذي كان إلى وقت قريب قبلة للعائلات، وهو المطل على البحر ويضم مساحات واسعة للعب والتنزه والتسوق، غير أن الواقع تغير اليوم بتراجع القدرة الشرائية للجزائريين وارتفاع أسعار مختلف المواد الاستهلاكية، حيث تحولت الكثير من المحلات الواسعة لمختلف العلامات الأجنبية المتخصصة في الألبسة والعطور ومواد التجميل إلى هياكل بلا زبائن، ومن يدخل يذهل بالأسعار المرتفعة.

علامات عالمية تقاوم البقاء في سوق كاسدة
وتحدثت “الشروق” مع البائعين في العديد من المحلات الراقية التي تزين مدخل المركز التجاري لـ “أرديس” وتعرض أجود وأرقى أنواع الملابس ومواد التجميل وغيرها من المواد الاستهلاكية المستوردة، والذين أجمعوا على أن هذه المحلات تحولت إلى ديكور فقط، وأنها تقاوم البقاء من خلال بعض العروض الموسمية على غرار مواسم التخفيضات و”الجمعة الأسود”، واضطرت بعض هذه المحلات إلى تقليص هامش الربح لاستقطاب الزبائن، خاصة وأنها تسوق علامات مستوردة من الخارج وأسعارها تضاعفت أربع مرات مقارنة بما كانت عليه في السنوات الماضية بسبب تراجع قيمة الدينار، ومن المحلات من وجدناها مغلقة.
وبعدما كان ذات المركز التجاري قبلة للباحثين عن التنوع في المنتوجات الاستهلاكية على غرار الأجهزة الكهرومنزلية والمواد الغذائية والعتاد المنزلي المستورد من الخارج، تحولت هذه المساحات إلى رفوف فارغة باقتصار عرض رمزي لبعض المنتوجات الوطنية، التي غاب عنها التنوع والمنافسة، وأكد لنا العاملون في هذا الجناح أن قلة الإقبال على المواد الغذائية وتعرض العديد منها إلى التلف ونهاية الصلاحية جعل المركز يقلص من المعروضات .

محلات ومطاعم راقية بلا زبائن
وجهتنا الموالية كانت المركز التجاري بباب الزوار، والذي تتنوع فيه المحلات التجارية الفاخرة التي تعرض أرقى المنتوجات الرياضية والنسائية والرجالية والخاصة بالأطفال، ناهيك عن المطاعم الأجنبية التي تقدم الأطباق الهندية واللبنانية والأوروبية، والغريب أن كل هذه المحلات والمطاعم باتت شبه مهجورة وتستقبل زبائن من نوعية خاصة، أما الإقبال الشبابي والعائلي الكبير فقد تراجع بشكل، بسبب الجائحة، إذ فضل الكثير من الجزائريين تفادي التجمعات والاكتظاظ في المراكز التجارية، وتراجع القدرة الشرائية من جهة أخرى.

تخفيض الأسعار لضمان البقاء
من العاصمة، انتقلنا إلى البليدة التي تضم عددا كبيرا من المراكز التجارية على غرار “فاميلي شوب” و”توب شوب” والتي لم تعد هي الاخرى بنفس الزخم والشعبية التي كانت عليها، أين كان المواطنون يشكلون طوابير لدخولها، ولا تجد السيارات مكانا للتوقف بالقرب من هذه المراكز، والتي وجدناها تعاني في استقبال الزبائن، وأغلب محلاتها فارغة وأخرى مغلقة، وما بقي منها نشطا هي مساحات المواد الغذائية والألبسة المصنوعة محليا، حيث لجأت هذه المراكز إلى تخفيض الأسعار والعمل على الجانب التسويقي الذي يعتمد على التخفيضات لاستقطاب الزبائن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • عز الدين

    منذ سنوات و انا احذر من رفع الاسعار لانها ستوقف الإقتصاد و التجارة و سيكتفي الناس بالضروريات فقط و التاجر هو الخاسر الاول. بينما في الدول المتقدمة يشجعون الإستهلاك بخفض الاسعار ليتحرك الاقتصاد و التجارة ودخول السلع الجديدة و التخلص من القديمة بالديستوكاج و الصولد و الكل يستفيد التاجر و الزبون.

  • خليفة

    نعم تدهور القدرة الشراءية للمواطن ،سيؤدي لا محال الى افلاس الكثير من المحلات التجارية ،و لا تنجح الا تلك التي تعمل على تخفيض اسعارها ،نعم يجب ان يستفيق تجار الغلاء الفاحش ، و يتكيفوا مع هذه الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية، و في النهاية ما يبقى في الواد غير حجارو كما يقول المثل الشعبي.

  • البوشون

    خبر مفرح و الله. عسى أن تكرهو شئ و هو خير لكم. من لاحض التغير الذي وقع في أوروبا منذ بداية ظهور هاذه المساحات العملاقة يعلم ما أقول. التطور التكنولوجي أصبح نقمة أكثر من نعمة.

  • إبن الجزائر

    كل شيء موجود لكن دارهم مكاش و اذا وجدت فهي قليلة قيس لمعيشة برك