جواهر
آخر الدراسات تؤكد :

المرحلة الملكية تأتي بعد عشرين سنة من الزواج

أماني أريس
  • 8929
  • 16
ح.م

بين مدّ الخلافات والمشاكل، وجزر التراضي والسلام والاستقرار، تمضي الحياة الزوجية حتى تصل إلى مرحلة يتربع فيها كلّ منهما ملكا في قلب شريكه.

فخلافا لما يعتقده البعض أن السنة الأولى من الزواج هي أسعد سنة في حياة الزوجين، قبل أن يقبِر الروتين والمسؤوليات أحلامهم الوردية، وتقلص السنين حظهم من اللحظات الحميمية، تؤكد آخر الدراسات أن السنوات المتعاقبة تلبس الحياة الزوجية درع الحصانة، وتسير بها إلى قمة الاستقرار والشعور بالأمان والسعادة.

وقد أسفرت نتائج آخر دراسة في الموضوع بجامعتي بنسلافانيا وبريجهام يونج أن عينة واسعة شملت 2000 زوج وزوجة صرحوا بأنهم يعيشون أسعد أيام حياتهم بعد مرور عشرين سنة من الزواج.

ووجدت الدراسة أن السنوات الطويلة بين هؤلاء الأزواج أسست لانسجام وألفة جعلتهم يقضون وقتا أطول مع بعضهم، ويمارسون نشاطات مشتركة أفضل من أزواج في سنواتهم الأولى من الزواج.

ومن خلال استطلاعنا لآراء عينة من المتزوجين في مجتمعنا الجزائري وجدنا أن نتائج الدراسة تتفق إلى حد كبير مع منحى علاقتهم الزوجية. حيث لا تبلغ مرحلتها الملكية إلا بعد مرور سنين طويلة من العشرة بين الزوجين، وفي هذا الصدد يعترف عبد الحميد أنه تزوج ابنة عمّه مرغما من والده، ولم تكن هي المرأة التي اختارها قلبه، و توقع أنه لن يكمل حياته معها مما تسبب في حدوث مشاكل كبيرة بينهما في السنوات الأولى من الزواج، إلا أن عشرة 27 عاما بحلوها ومرّها جعلته يكتشف بأنها نعمة أكرمه الله بها، وأنهما يعيشان اليوم في سعادة وهناء أكثر من أي وقت مضى.

ولم تستطع الحاجة فطيمة مداراة خجلها، وهي تتحدث عن تعلق زوجها بها، وتوبيخه لأبنائه من أجلها عندما يتأخرون في المجيء لزيارتها، مؤكدة أنها أصبحت تتفق معه فقط عندما أصبحا مسنين. بينما كانت حياتهما في السابق لا تخلو من المشاكل والخلافات.

وخلصت الدراسات الآنفة الذكر إلى أن الحساسيات والمناوشات التي تكثر بين بعض الأزواج المسنّين عادة لا تعبّر البتة عن مشاعرهم الحقيقية اتجاه بعضهم، لأن أسبابها نفسية ترجع غالبا لمتلازمة كآبة التقدم في العمر، حيث يرغب أحد الزوجين أو كلاهما في التخفيف منها بالمشاكسات مع أقرب شخص إليه أي شريكه، ورغم تلك الحساسيات تضيف الدراسة لا يستطيعان أبدا الاستغناء عن بعضهما البعض. ولا يشعران بالأمان التام إلّا عندما يكونان مع بعضهما حتى لو رفضا الإعتراف بذلك.

مقالات ذات صلة