الجزائر
مصاب بالسيدا يستنجد في رسالة لوكيل الجمهورية

“المرض أرحم بنا من نظرة المجتمع إلينا”

الشروق أونلاين
  • 786
  • 3
ح.م

استلم وكيل الجمهورية لدى إحدى المحاكم الابتدائية بولاية تيزي وزو، مراسلة من حامل لفيروس السيدا، يشكو فيها سوء المعاملة والتهميش الممارس ضده منذ أن ذاع خبر إصابته، حيث أكد المعني أن جميع الأبواب وضمنها البلدية ومكاتب البريد والمحلات التجارية، أصبحت مغلقة في وجهه والكل يفر منه بمن فيهم الأطفال والكبار لتبقى أحضان المستشفيات الباردة ملاذه الوحيد.

السيد “ل.م” البالغ من العمر 45 سنة، أكد في تصريح لـ”الشروق” أنه اكتشف، مؤخرا، حمله لفيروس فقدان المناعة، حيث اتجه لأحد المستشفيات بالولاية للتبرع بالدم لصديقه المريض، فإذا به يتلقى اتصالا من قبل مصالح الأمن ليخبروه بحمله للداء، الخبر الذي قلب حياته رأسا على عقب، لم تقتصر مخلفاته على صحته المتدهورة بل امتدت لـتأزيم حالته النفسية، حيث انتشر خبر مرضه وسط سكان القرية ما جعل الجميع ينفر منه وحتى الأطفال، ليرفض التجار دخوله إلى محلاتهم وتلاحقه نظرات الدونية أينما حل حتى بالمؤسسات العمومية، كالبلدية ومركز البريد وغيرهما.

“لم تبق سوى أبواب المستشفيات مفتوحة في وجهي، بدل التركيز على علاجي ومصيبتي، وجدتني أحاول الشرح للمحيطين بي أن مرضي غير معد، ولا أعرف بعد طريقة انتقال العدوى إليّ، رغم كوني معروف بسلوكي وخلقي الحسن وسط الجميع، إلا أن نظرة الاحتقار تلاحقني أينما حللت، حاولت الانتحار مرارا علّي ارتاح من الكابوس الذي يطادرني، لكن الأقدار تشاء في كل مرة أن يتم إنقاذي فيها، الوضع الأليم دفعني لإيداع شكوى لدى المصالح الأمنية علها تجد لي مخرجا مما أنا فيه”، يقول محدثنا الذي أراد توجيه صرخته عبر “الشروق” للمجتمع الذي لا يرحم حاملي الأمراض المزمنة والقاتلة، مطالبا بالوقوف بجانب هؤلاء ومساعدتهم في مرحلة علاجهم بدل ممارسة الاضطهاد في حقهم.

مقالات ذات صلة