-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المسْجِدُ الحزين يَتَخَلَّى عن فلسطين

المسْجِدُ الحزين يَتَخَلَّى عن فلسطين

مسجد باريس من المساجد التي لم تُؤَسّسْ على التقوى، ذلك لأن صاحب فكرة تأسيسه هو المجرم الجنرال لْيُوتي، الذي احتل مملكة مرَّاكش، ومع ذلك يعتبره بعض المرَّاكشيين “وَلِيًّا” من أوليائهم، ويحبونه حبا جمًّا. وقد جاءته فكرة تأسيس مسجد في باريس عندما رأى ألمانيا تبني مسجدا في برلين، وهي التي لا تستعمر بلدا إسلاميا؛ بينما فرنسا التي تتكون امبراطوريتها من بلدان مسلمة لا يوجد في عاصمتها مسجد.
وبالنسبة لمسجد “الهلال” في برلين، فإنه من اقتراح بعض السياسيين المسلمين في ألمانيا وعلى رأسهم العالِمَان الجزائريان المجاهدان صالح الشريف (ت 1920) ومحمد لخضر حسين (ت 1958)، اللذان أَفْتَيَا في أثناء الحرب العالمية الأولى للجنود المسلمين في الجيش الفرنسي بوُجُوبِ تَرْكِه والالتحاق بالجيش الألماني ومنه إلى الجيش العثماني المتحالف مع الألمان، وقد استجاب كثير من الجنود المسلمين في الجيش الفرنسي -وأكثرهم جزائريون- لفتوى الشيخين فالتحقوا بالجيش الألماني، فأقيم لهم معسكر ومسجد في برلين سُمِّيَا “معسكر ومسجد الهلال”.
عُيِّنَ على رأس مسجد باريس أحد المسبِّحينَ بحمد فرنسا هو عَيْنُهَا وبَصَرُهَا ويَدُهَا الباطشة بالشر، ورِجْلُهَا الساعية في الشر المسمَّى قدور ابن غبريط، وبقي على رأس المسجد الباريسي إلى أن هَلَكَ، فما بكت عليه السماء والأرض، حتى فرنسا التي عبدها أكثر مما عبد الله، وآمَن بها أكثر مما آمن بالله، وأحبها أكثر مما أحبَّ ذوي قرباه. وخلفه أحد آله فلم يكن أحسن منه، ليأتي من هو أكثر شرا، وهو المسمى “حمزة بوبكر”، الذي أراد بالجزائر سوءًا، وهو التورُّطُ في المخطط الشيطاني الذي عزم المجرم دوغول على تنفيذه، وهو فصل الصحراء عن بقية الجزائر..
ثم آل أمر المسجد إلى الجزائر في صفقة ليس هنا مجال الحديث عنها، فعَيَّنَتْ على رأسه الشيخ العباس ابن الحسين في عام 1982، فبعث المسجد من مرقده، وأحياه بعد موته، وأنشأه خلقا آخر، فصار مرجع المسلمين في أوروبا كلها، وقد وقف موقف الرجولة والمروءة والشرف من قضية فلسطين.
وفي 1989 توفَّى الله الشيخَ العباسَ فعُيِّن على رأس المسجد التيجاني هدَّام فعاد المسجد إلى مرحلة الهمود والخمود والجمود والرُّقود، لأنه ليس أهلاً لتلك المهمة الدينية بالأساس، وهو وإن كان من المناضلين، ومن المصلين فهو ليس من علماء الدين. ثم تولَّى أمر المسجد شخص “لا هو في العير ولا في النفير”، هو دليل بوبكر ابن حمزة بوبكر، ليُعَيَّنَ هذا الـ”حفيز” على رأس مسجد باريس، وما سمعته عنه لا يبشر بخير حتى جاء “طوفان الأقصى” المبارك وزلزال الصهاينة وحلفائهم في العالم فخرج علينا “سي شمس الدين” بحديث عبر قناة “B.F.M” الفرنسية الذي اعتبر نفسه “أخاً أَبَدِّياً لِحَييمْ” الصهيوني المجرم وشاركه “حزنه وغضبه” (انظر جريدة الشروق في 30/10/2023 ص24). ووالله إن “حاييم” لا يعتبرك “أخا” له، لأنك من “الأميين” الذي لا يعتبرهم “حاييم” من الآدميين”، وعليه فليس عليه من سبيل في أن يمحوهم -لو يستطيع- من الوجود .. فمتى تفيقون أيها الراقدون؟ ومتى ترشدون أيها التائهون؟ ومتى تهتدون أيها الضالون؟ لأنكم تحبونهم ولا يحبونكم، وتؤمنون بالكتاب كله -إن كنتم مؤمنين- ولا يؤمنون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!