الرأي

المصالحة الخليجية.. الغلطة بورطة؟!

قادة بن عمار
  • 2298
  • 3
ح.م

لا أحد يكره المصالحة الخليجية لو تمت، وتحققت، بل والمصالحة العربية عموما، خصوصا لو علمنا أنّ الخلافات السرية (في العلن) أكثر من تلك المعلنة (في السر)، والمثل يقول: إذا عمّت خفت!

لكن في الوقت ذاته، لا أحد أيضا يريد أن يصدّق أن تلك الخلافات التي نشأت ونمت وترعرعت في فترة دونالد ترامب، انتهت هكذا بمجرد اتصال هاتفي من أمير الكويت، وإلا لما انتظرنا كل هذه المدة وكل تلك السنين!

نخشى أنه مثلما كانت بداية الخلافات والأزمة بإيعاز، فإن حلها تم بإيعاز أيضا، وهو أمر لن يدوم طويلا، وإلا فإنّ السؤال الذي يبقى مطروحا: أين ذهبت الشروط التي وضعتها السعودية والإمارات ومصر والبحرين على قطر؟ وفي مقدمتها إغلاق قناة الجزيرة؟ أم إن الجماعة اتفقوا على أن القناة القطرية المثيرة للجدل ستستمر في البث لكنها لن تقترب من الملفات المحرجة مرة أخرى، بل وستصبح ألطف مع الجميع! وهنا لو تم الأمر فعلا وبهذه الطريقة، فإن إغلاقها أفضل من تركها بحلة جديدة وبعيدة عن تلك التي صدعت بها رؤوسها طيلة السنوات الأربع الماضية!

القطريون قدّموا الأمر على أنه “انتصار” على الحصار، والسعودية رأت فيه استجابة لصوت العقل والحكمة والبصيرة، في حين لا تزال مصر تعتقد أن مشكلتها مع الدوحة لن تقف عند حدود الجزيرة، بل تمتد إلى الفضائيات التي تدعمها تركيا ومقرها أنقرة! والأهم من السعودية ومصر، يبقى رأي الإمارات وموقفها غريب وغير مفهوم، بل ومن المتوقع، بل الأقرب إلى الواقع والمنطق، ألاّ تكون المصالحة شفافة وأخوية مائة بالمائة بين الدوحة وأبو ظبي، بل هي صلح، لكنه صلح أمام الكاميرا… واللي في القلب في القلب!

يبقى هنالك طرف ثالث، لا بد من الحديث عنه، وهم الصحفيون والمثقفون، الذين انحازوا إلى هذا الفريق أو ذاك، بل ودخلوا في حروب ومعارك افتراضية عبر توتير، من أجل نصرة هذا المحور، على حساب المحور الآخر، شتائم وتصفية حسابات واستعمال ذباب إلكتروني في كل الاتجاهات وعلى جميع الأصعدة، ثم كل ذلك انتهى إلى لا شيء!!

ما موقف هؤلاء الآن؟ ماذا سيفعلون؟ كيف سيتصرفون؟ هل سيحذفون الشتائم بأثر رجعي، ويغنون جميعا “الصلح خير”؟ أين هي المواقف والمبادئ والثوابت؟

المهم، إن كانت الدوحة قد ربحت رفع الحصار، وارتاحت السعودية والإمارات من صداع الجزيرة، فإن هؤلاء لم يربحوا شيئا… أو الأصح، ما ربحوا غير العيب!

مقالات ذات صلة