-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إجماع على ضرورة الاحترام المتبادل لإنهاء الحرب الباردة

المعارك الدونكيشوتية بين بلماضي والصحافة تتجدد وتثير الجدل

صالح سعودي
  • 3131
  • 0
المعارك الدونكيشوتية بين بلماضي والصحافة تتجدد وتثير الجدل
أرشيف
الناخب الوطني جمال بلماضي

عادت الحرب الدونكيشوتية من جديد بين الناخب الوطني جمال بلماضي ورجال الإعلام المكلفين بتغطية مباريات وتنقلات “الخضر”، حدث ذلك، الأحد، على مستوى الفضاء المفتوح للقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين، قبل أن يقرر بلماضي المغادرة بحجة رنين هاتف أحد الزملاء، وهو الأمر الذي خلف الكثير من ردود الأفعال بخصوص خرجة الناخب الوطني، الذي أراد أن يؤكد للجميع أن العيب في الصحفيين دون أن يراعي مهمة ووضعية الزملاء الذين يبقى همهم الأساسي هو تنوير الرأي العام بآخر الأخبار والمستجدات عن المنتخب الوطني.
تأكد مجددا أن المدرب الوطني، جمال بلماضي، يبقى وفيا لمزاجياته وصراعه الخفي والمكشوف مع رجال الإعلام. مزاجيات تصل أحيانا إلى أعلى مراتب النرجسية، خاصة وأن تعامله يفتقد في بعض الأحيان إلى أدنى قواعد وأخلاقيات اللباقة التي يتصف بها أكبر المدربين في العالم وحتى في القارة السمراء، وهو الأمر الذي يطرح الكثير من التساؤلات حول مستقبل العلاقة بين بلماضي والصحافة في ظل تواصل خرجاته المثيرة للجدل، سواء في الندوات الصحفية أم في كل مناسبة يقابل فيها رجال الإعلام، ما تسبب في تأزم علاقته مع الصحافة الجزائرية رغم أن هذه الأخيرة لديها مواقف ايجابية اتجاهه، وهي التي ساندته في عز مهزلة “كان 2022” بالكاميرون، حين صفق عليه الزملاء بشكل جماعي خلال إحدى الندوات الصحفية من باب رفع معنوياته بعد المهزلة الكروية التي أخرجت رفقاء محرز من بوابة الدور الأول، في الوقت الذي لا يتوانى بلماضي في قصف الصحافة كلما تتاح له الفرصة، دون أن يتحلى على الأقل بواجب التحفظ أو أدنى معايير الاحترام، وهو الذي قاطع موفد التلفزيون الجزائري الرسمي في إحدى المباريات التي لعبت خارج الديار، مثلما انتقد زملاء آخرين في كل مناسبة إعلامية تتاح له، سواء بالتشهير أم بالتلميح، وهذا بمجرد أنه لم يستسغ وجهات النظر النقدية أو التحليلية التي تخص مواقفه أو خياراته الفنية، حتى إنه في عز النشوة بالتتويج القاري عام 2019 فضل فتح النار على محللي البلاطوهات، واصفا إياهم بالمجرمين، وهي خرجة لم يقدم عليها أي مدرب أشرف على المنتخب الوطني، بما في ذلك البوسني خاليلوزيتش المعروف هو الآخر بخرجاته المزاجية المثيرة للجدل.
وإذا كانت بعض الجهات حملت جانبا هاما من المسؤولية لرجال الإعلام الذين كان عليهم التحلي بالهدوء وتوفير المناخ المناسب في كل مناسبة يحاورون فيها الناخب الوطني أو يسجلون تصريحاته، وفي مقدمة ذلك غلق الهواتف التي باتت تزعج المسؤول الأول عن العارضة الفنية لـ”الخضر”، إلا أن ذلك لا يعني تبرير السلوكات الغريبة وغير المبررة للمدرب بلماضي في كل مرة، حتى إنه لم تكن له الشجاعة ولو مرة واحدة لانتقاد خياراته أو الاعتراف بفشله في بعض المحطات الفاصلة والحاسمة، وهو الذي صدم الجمهور الجزائري الموسم المنصرم بمهزلة مدوية في “الكان” ونكسة لن تنسى في فاصلة المونديال، وهو ما يتطلب من بلماضي احترام الصحافة وتسهيل مهامها بقدر ما يتطلب أيضا على الصحافيين التحلي بقدر من الحزم الذي يضمن الهدوء اللازم خلال الندوات واللقاءات الصحفية مع الناخب الوطني.
وبعيدا عن صاحب الحق في الحرب الدونكيشوتية المكشوفة والخفية بين بلماضي والصحافة، فإن هناك إجماعا بأن الرابح فيها يعد خاسرا بصفة آلية، بحكم أن الصحافة مهمتها مواكبة آخر الأخبار والمستجدات لتنوير الرأي العام، في الوقت الذي لا يمكن للمدرب بلماضي تبليغ رسائله للجماهير الكروية إلا عبر وسائل الإعلام، ما يتطلب قدرا من الاحترام واللباقة من الطرفين، مع إعطاء الأهمية للجوانب التنظيمية التي من اللازم أن تتكفل بها خلية الإعلام لدى “الفاف” لتفادي تكرار مثل هذه الخرجات التي تسيء إلى الجميع بما في ذلك صورة البلد أمام العالم، في الوقت أصبح الجميع يأمل في تجديد العزيمة من أجل التعاون على فتح صفحة جديدة وإيجابية من الناحية الفنية والتعاملاتية، في ظل التحديات التي تنتظر المنتخب الوطني خلال المنافسات الرسمية المقبلة، وموازاة مع الثورة الجديدة التي أحدثها الناخب الوطني على مستوى التركيبة البشرية لـ”الخضر”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!