-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تنقل شهاداته عبر الهاتف من سجن "جيتومر"

المعتقل بأوكرانيا مروان السعدي: “عذبوني عشرة أيام وأذاقوني الويل”

الشروق أونلاين
  • 9732
  • 0
المعتقل بأوكرانيا مروان السعدي: “عذبوني عشرة أيام وأذاقوني الويل”
المعتقل الجزائري في أكرانيا: مروان السعدي

بينما كنا بصدد إجراء تحقيقنا حول قضية المواطن الجزائري مروان السعدي المحكوم عليه بالحبس في أحد السجون الأوكرانية، تفاجأنا باتصال من طرف المعني بنا، بعد أن تحصل على رقم هاتفنا النقال من أفراد عائلته التي ربطنا الاتصال بها.

  • *اعتقلت ظلما وأجبروني على توقيع محضر مكتوب بالأوكرانية وحوكمت بدون دفاع
  •  وقد أجرينا مع مروان حوارا كشف فيه عن ظروف سجنه بأوكرانيا، وكيفلفّقت له تهمة القتلالتي سجن من أجلها، ننقل لكم الحوار الهاتفي كما أجريناه مع مروان. 
  • **يرن هاتفي النقال وألاحظ رقما غريبا لدولة أجنبية غير فرنسا أو الدول الأوروبية التي اعتدنا عليهاالسلام عليكم، هل أنت صحفيالشروق اليومي؟
  • *نعم أنا صحفي بجريدةالشروق اليومي“.. من تكون؟ 
  • ** أنا مروان السعدي المسجون بأوكرانيا 
  • * مسجون بأوكرانيا .. نعم أنا أعلم بهذه القضية، لكن هل يسمح لكم بالاتصال بالخارج ومن السجن؟ 
  • ** نعم يسمح لنا بذلك، فقوانين هذا البلد والحبس به تقر بذلك. 
  • * وكيف تحصلت على رقم هاتفي؟ 
  • ** تحصلت عليه من أفراد عائلتي الذين أتصل بهم يوميا للاطمئنان عليهم وتطمينهم أيضا علي.
  • * طيب يمكن إذا إجراء حوار معك لشرح قضيتك للرأي العام الوطني والسلطات العمومية؟
  • ** نعم لهذا السبب اتصلت بك.
  • * هل يمكن أن تعرف بنفسك للرأي العام إذن؟
  • ** إسمي مروان السعدي، من مدينة سور الغزلان، أبلغ من العمر 35 سنة، من عائلة ميسورة الحال، انتقلت إلى أوكرانيا بحثا عن لقمة العيش رفقة زوجتي الأوكرانية ذات الأصول الجزائرية، التي تخلت عني بعد تلك الحادثة، ولم يكن لدي أي فكرة على أن هذا سيقودني لقضاء 12 سنة من الجحيم الآن بدون مستقبل، قابع خلف قضبان سجن جيتومر منذ شهر جوان 2005. 
  • * وما الذي أوصلك للسجن يا مروان؟ 
  • ** في أحد الأيام بينما كنت في متنزه بالقرب من المعهد التقني الوطني بكياف بأوكرانيا، حيث كنت أجلس رفقة صديق لي أتبادل أطراف الحديث، إذ صادفتنا مجموعة من الأشخاص تقتحم المكان قامت بالاعتداء على أحد الموجودين بالمتنزه،  وخوفا من الاعتداء علي بحكم قربي من مكان الاعتداء، لم أجد  من وسيلة للدفاع عن نفسي سوى الهروب؛ لأنهم لحقوا بي وأشبعوني ضربا وبقيت أصارع الموت بمفردي، حيث انهالوا علي بالضرب حتى الموت، لكن مشاكلي لم تنته عند هذا الحد، بل عند حضور الشرطة، وبالرغم من آثار الضرب علي حاولت تلفيق التهمة لي على أنني أنا من قام بالاعتداء على الشخص الأول، باعتباري كنت مكان وقوع الاعتداء عند حضور شرطة كياف 
  • * الشرطة وجهت لك التهمة إذن، وكيف بدأت معاناتك مع العدالة؟
  • ** التهمة لفقت لي لكونيجزائريا أجنبيا على هذا البلد، وفي غياب أي دليل يدينني، حيث أن كل الشهود أكدوا أنني من قمت بالاعتداء ملفقين لي تهمة حيازة واستعمال السلاح الأبيض 
  • وقد تمت إدانتي بعد ذلك من طرف العدالة الأوكرانية بـ 12سنة بسبب جنحة محاولة القتل مع سبق الإصرار والتعمد، وقبل ذلك تم اعتقالي في أوكرانيا بعد تعرضي للضرب المبرح والاهانات التى وجهت لي كوني جزائريا أولا، ولأني أقيم في إحدى الدول الأوروبية ثانيا، ثم أودعوني السجن، وتمت محاكمتي بعيدا عن الأهل والوطن، وقد تم تعذيبي لمدة عشر أيام وأجبروني على التوقيع على محضر مكتوب باللغة الأوكرانية، التي لا أستطيع قراءتها. 
  • * وكيف هي ظروف سجنك بأوكرانيا؟ 
  • ** إنني في حالة يرثى لها داخل السجن، فمنذ 3 سنوات وأنا معزول في مكان مظلم بين الكوابيس والجوع والمرض.. لا إنسانية، حيث أعيش في زنزانة لا يوجد فيها أي فتحة تهوية، لا أتلقى أي رعاية طبية.. في بعض الأحيان لا أحس بشيء من شدة الألم في ظل انعدام الأدوية والعلاج، وأحياناً يساعدني بعض السجناء في الذهاب للحمام، وأعاني من أمراض عدة. إنني  أعيش وحيداً في حالة خوف وفزع وجزع؛ لأنني وحدي مهُمل، ومعاقب بدون عدالة من طرف السلطات الأوكرانية وبدون أي مساعدة من الخارج.  
  • *ولماذا لم تتصل بجمعيات حقوق الإنسان أو محامين لطرح مصيبتك؟ 
  • ** إنهم يفعلون كل شيء من أجل تحطيم معنوياتي، وتدميري نفسياً وجسدياً، وبالرغم من كل المراسلات التي أرسلت بها إلى كافة منظمات حقوق الإنسان فإنها ذهبت هباءً منثوراً لم يهتم بي أحد ولم يرد منهم أحد على استغاثاتي، ولم يزرني أحد من طرفها. فحتى سفارة الجزائر بأوكرانيا أهملتني ولم تقم بواجبها تجاهي. والداي بلغا من الكبر عتيا وليس عندهم أي إمكانيات لمساعدتي، ولم أجد الاهتمام من منظمات حقوق الإنسان في أوكرانيا.
  • * وهل من رسالة تود نقلها لسلطات بلادنا؟
  • ** نعم أدعو كل المسؤولين والمعنيين بقضايا حقوق الإنسان، وأناشدهم للتدخل وتقديم يد العون والمساعدة لي والعمل على إطلاق سراحي، وليعلم أصدقائي وأفراد عائلتي على وجه الخصوص أنني مظلوم، وأطلب من السفير الجزائري بأوكرانيا أن يطلب توضيحات حول ظروف اعتقالي ومحاكمتي التي جرت بدون حضور أي محام.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!