-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المعذًبون في الأوطان

عمار يزلي
  • 2384
  • 0
المعذًبون في الأوطان

رجع بنا الدولاب إلى زمن ممارسة التعذيب، وهذه المرة على لسان أعالي القوم يوم كان “التعذيب” يعتبر تهذيبا! تربية الناس على “قلة التربية” لتطاولهم على الكلام في السياسة أو الرغبة في ممارستها خارج المادة 120!

كل من عذب أو أمر بالتعذيب، ينفي أنه مارس التعذيب يوما.. حتى فرنسا الاستعمارية! رغم أنه لا أحد عاقل ينكر ممارسته اليوم وغدا. مع ذلك، الكل ينكر رغم  أن البعض قد بدأ إخراج لسانه من بين شدقيه ليتهم هذا الطرف أو ذاك بممارسة هذا “الفعل المخل بالحياة” بسبب آراء الناس أو ميولهم الإيديولوجية والسياسية أو الدينية والعرقية.. بل إن ممارسة هذا العمل ومنذ الاستقلال كان أمرا “الخبز بالشكلاط”. يكفي أن تتحدث عن “الأمن السري” حتى تصيبك القشعريرة، إذ نتذكر أنه كان يمنع علينا في رئاسات التحرير ذكر “الأمن العسكري” أو البوليس السري أو المخابرات أو أي نعت من هذا القبيل والاكتفاء  ـ إن لزم الأمرـ  بذكر “المصالح الخاصة” (أي “ذاك الذي لا يُسمى”!). اليوم “بتوفيق” من “بتشين”، تغيرت كثير من الأمور، ولم تعد هذه الممارسات موجودة فيما نعتقد، إلا من باب التذكير بالتاريخ !

وأنا أتابع تبعات حوار خالد (فيها)، والتهم التي أوكلها “بتشين”، وما أنتج هذا الحوار من تشنّجات لم تترك المتتبع بلا دهشة، خاصة في مسألة توقيف المسار الانتخابي والتعذيب، بدت لي الردود وكأن البلد كان آمنا مطمئنا “لا عثرة بعير على طريق عمر بن الخطاب”، مع أن الكل يعرف أن التعذيب والمساس بحريات الفرد وحقوق المواطن كانت كقهوة وفطور الصباح.. وبدت البراءة في أعين الكل.. إلا الشعب.. فهو المتهم الأكبر، هو الذي كان يمارس التعذيب على السلطة!

نمتُ لأجد نفسي أنا هو وزير حقوق الإنسان والحيوان والطفل والمرأة والشواذ، “أحقِّق” في ملفات التعذيب مع “المصالح الخاصة”. قلتُ لرئيس المصلحة في الهاتف: على بالي ماكانش التعذيب عندنا من بكري لليوم، لكن غير راني باغي “نتحقق”. قال لي: رانا متهليين فيهم “نووورمال”!. ماعندناش مساجين رأي ولا مساجين بوليتيك، قاع خرجناهم تقاعد “ريفورمي صان بورصان” أو أعلنا عنهم موتى أو “مختفين” في العشرية الحمراء! ربما هربوا للجبل كما قال نزار وماتوا في الجبل. قلت له: ضحايا المفقودين ما زالوا يكسروا لي في مخي واش نقول لهم؟ قال لي: قول لهم يدزوا معهم! الرئيس وعنده من العائلة من المفقودين، بركاهم من الفهامات والمزايدات! أحنا ما عذبنا ما قتلنا! هما اللي عذبونا بالجري والمشاكل نتاعهم اللي ما تكملش!. مش غير المفقودين اللي كاينين! إذا كاين منهم 10 آلاف، فالجزائر فيها تبارك الله 38 مليون غير مفقود ولا معذب! قلت له: راني مصدقك، عندك الصح! من الآن اللي يفهم، تفاهموا معه! واش باقي لكم “لقرع”؟ استعملوهم! قال لي: القرع نتاع البيرة خلاصوا..تُبنا، رانا نصليو! راه باقي غير القرع نتاع الغاز.

قلت له: ما عليهش، جائزة شرعا! حتى للحج رانا نستعملوا “القرعة، وإذا خلاصوا القرع نتاع الغاز، دخلولهم “القاز دوفيل”!.. دخلولهم كذلك التريسنتي! ديرولهم 380 فولط! وشربولهم الماء! استعملوا صابون “إيزيس” نتاع البلاد.. تهلاو في الإنتاج المحلي وما تخليوهمش يعطشوا.. اللي يحب يفهم.. استخدموا معه “وسائل الراحة والاستجمام السابقة”. فقط غيّروا الكلمات باش تبدو “العملية”، حاجة مليحة وفي مصلحة الوطن والمواطن

وأفيق وأنا أتألم من العمود الفقري: آآي التعذيب عندنا، ممارسة يومية، غير ما يبانش!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • دوادي

    أدع ربك أستاذ ان يكون الدستور الجديد قد اسقط الأحلام و لن تكون في متناول التعديلات للقوانين القادمة و الا ستطالك ايادي المصالح الخاصة ..

  • ابن نوفمبر

    المعذبون في الوطن والأوطان كثيرون .. لايحصى لهم عد ولا عدد ...وقد لايجدون من يخخف عنهم قليلا من العذاب والألم والحسرات .. بل هناك من يزيدهم العذاب تلو العذاب ويتلذذ بذلك ياعجبا !!!!كما حدق مع آية الله من سكيكدة حيث لقي آلاف أنواع العذاب من ظلم واحتقار وكي وأشعة من مولدات الطاقة عبر العالم ومن أشعة المريخ المجهولة .. ومع كل هذا وذلك لم يرحمه أحد يوما ياألله .....؟؟؟

  • بدون اسم

    كنت أعلق ذات يوم من أيام العشرية الحمراء و السوداء على شعيب الخديم و معاناته حيث كنت أقول "المعذبون في الأرض المعلقون بالسماء"... حينما كان المساكن يركلون في النهار من طرف هؤلاء و في الليل من طرف "هاذوك"؟؟؟

  • مظلوم

    و ماذا عن العذاب اليومي في الادارات في المستشفيات في الطرقات في الاسعار ...؟؟!! من اخوانك الجزائريين الذين يؤكلون الغلة و يسبون الملة بكل ماجادت به الالسن و القلوب المريضة من عفن و قذف و غيبة ... ؟! ماذا عن نظرة الازدراء التي يتعرض لها الانسان من استاذه و جاره و صديقه و كلمة السوء و الكذب و البهتان التي تخرج من قلوب جافية مسمومة ؟! ماذا عسانا ان نقول الا الله المستعان فيما تصفون و حسبي الله و نعم الوكيل .