المقاتلون الجزائريون في العراق يتحولون الى لبنان
-
-
1439
-
0
لقي شاب جزائري يدعى (ب. عمار) من مواليد عام 1971 تقيم عائلته ببلدية براقي جنوب العاصمة، حتفه في العراق منذ حوالي ثلاثة أسابيع وتم إبلاغ والده مؤخرا فقط من طرف بعض رفقائه هناك الذين تكفلوا بعملية دفنه.نائلة. ب
واستنادا إلى مصادر مقربة من والده، فإن الشاب التحق بجبهة القتال بالعراق منذ حوالي ثلاث سنوات بوساطة أشخاص تكفلوا بالعملية وإعداد الوثائق، وتم منحه مبلغا ماليا قدر بحوالي 20 مليون دج سلمه لوالده بعد أن أبلغه أنه سيهاجر إلى سوريا للعمل، خاصة وانه كان يعاني من البطالة قبل ان يعلم والده المدعو (ب.ط) الحقيقة وتكتم عليها ولم يقم بإعلام والدته وأفراد الاسرة الآخرين او مصالح الأمن خوفا من المضايقات، خاصة بعد فتح تحقيق أمني على المستوى المحلي بعد تفكيك شبكة تقوم بتجنيد جزائريين للقتال في العراق تضم مصريا يقيم بضواحي باب الزوار شرق العاصمة، ولم تتسرب اية معلومات عن هذه القضية التي رافقتها حملة توقيفات شملت خاصة المتطوعين السابقين رسميا للقتال في العراق مباشرة بعد اندلاع الحرب.
ويجهل عدد الجزائريين الذين التحقوا بجبهة القتال في العراق وايضا عدد الضحايا منهم والموقوفين من المقاتلين كذلك، لكن مصادر مقربة من عائلة الشاب عمار أفادت ان رفيقه الجزائري وهو من نفس حيه ببراقي أبلغهم ضمنيا ان بقايا المقاتلين الجزائريين في العراق قرروا التنقل الى لبنان للقتال تحت لواء حزب الله، خاصة بعد مقتل أبي مصعب الزرقاوي واندلاع حرب طائفية هناك، وتأتي أيضا استجابة لنداء حسن نصر الله الذي قال “انه بحاجة الى مجاهدين وليس للأموال”، لكن يطرح، حسبه، مشكل الدخول عبر الحدود، خاصة الاردنية التي تفرض رقابة مشددة عليها.
وتكشف هذه القضية على صعيد اخر، استمرار الاتصالات بين المقاتلين ورفقائهم في الجزائر، مما لا يستبعد وجود تنسيقات لتجنيدات جديدة.
وكان العديد من الجزائريين في الخارج قد تعرضوا للتوقيف بإيطاليا وفرنسا واسبانيا وألمانيا بحجة التخطيط لعمليات في العراق وضد مصالح غربية في الخارج.
ومحليا كثفت أجهزة الامن الجزائرية من تحرياتها في قضية الشبكة التي تنشط بالجزائر وتسعى لتجنيد مقاتلين في العراق وهذا بعد سلسلة من التوقيفات.
ولم يستبعد أمس، مصدر مقرب من التحقيق المتواصل في هذا الملف، مساعي نشطاء هذه الشبكة تحويلهم الى لبنان واستغلال الحماس الشباني ونقمتهم لـ “مقاتلة اليهود”. وقال مصدرنا إنه تم اتخاذ “اجراءات وقائية” لن يكشف عنها، لكن بعض المصادر أشارت إلى مراقبة الأشخاص الذين يتنقلون مؤخرا جوا الى سوريا او اختفوا عن الأنظار وتقول عائلاتهم إنهم في مهمة خارج البلدة، إضافة إلى ممارسة الرقابة على محلات الانترنيت التي تعرف توافدا كبيرا من طرف الشباب عليها في المدة الأخيرة، خاصة بعد أن توصلت تحريات إلى استفسار العديد منهم عن حكم “الجهاد” في لبنان ومناصرة الشيعة.
