-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ماهو أصلها ولماذا لونها أسود؟

الملاية القسنطينية… على خطى الحايك

فاروق كداش
  • 2948
  • 0
الملاية القسنطينية… على خطى الحايك

الملاية أو حايك الحداد الاسود الذي ارتدته نساء قسنطينة حزنا على اشهر باياتها..هي قصة تحدي وكبرياء، هي الجانب المشرق في ثقافتنا المتنوعة.. الشروق العربي تلبس ملايتها لا حزنا على الماضي بل احتفاء بالعراقة والتقاليد القسنطينية.

تتكون الملاية القسنطينية من قطعتين تسمى القطعة الأولى بالجلباب ولونه أسود ويعتبر قماشه من النوع الرفيع، أما القطعة الثانية فتسمى “العجار” وهو شبيه بالنقاب، حيث يحجب وجه المرأة عن الأجانب لدى خروجها من المنزل.

للملاية القسنطينية لونها المميز فهي سوداء بالكامل خلافا لملاية سطيف وقالمة وبرج بوعريريج أيضا وما تبعها من مناطق السراوات أين كان النسوة يرتدين “الملاية” التي تخاط أطرافها بقطعة قماش رقيقة صفراء أو حمراء رمزا لناس عامر الشراقة او ناس عامر لحساسنة. طريقة ارتداء الملاية خاصة ايضا فالقسنطينيات يربطنها لتشمل الجبين إلى أن يبرز عظم الحاجبين واما العجار الذي يغطي جزءا من الوجه فقصير بحيث يغطي الذقن و جزء من الرقبة في ملاية السطايفيات أما العجار فأطول بالنسبة لنسوة قسنطينة بحيث يصل لمرسى السلاطن أو عظمة القص.

حداد الملاية

قبل حادثة مأساوية كانت نساء عاصمة بايلك الشرق يتلففن في ملايات زاهية لكنهن توشحن بالسواد حزنا على مقتل صالح باي الذي اعدم في ساحة القصبة أمام الملأ وحذون حذو ابنته التي لبست ملاية سوداء تعبيرا عن ألمها.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تلبس فيها النساء ملاية سوداء وقبل الحادثة لم تكن حكرا على القسنطينيات لكن بعد مقتل الباي صارت علامة مميزة حولت الملاية السوداء إلى بصمة.

وتقول مصادر تاريخية أن كل النسوة لبسن الملاية السوداء من يومها ما عدا امرأة يهودية تدعى “شوعة”.

الموضة لم تلدها كوكو شانيل أو كريستيان ديور بل كانت ذروتها في زمن الايالة العثمانية على الجزائر. والدليل ملاية العش التي كانت تختص بها “العواتق” والتي كانت عبارة عن ملاية مخططة بالأحمر والاصفر والأبيض وكان المعتقد أن هذه الخطوط تخفي مفاتن المرأة.

كان العجار الخاص بالعواتق طويلا يصل حد السرة ويرشق اسفله باللويزات أو ما يعرف بالقداديس وهذا ما خلده الرسام ” بوين جريلام تشارلز” والذي كان مولعا برسم مدينة الباي.

الملاية.. جند من جنود الثورة

وكالحايك العاصمي لعبت الملاية دورا هاما خلال ثورة التحرير المجيدة، وتحولت من لباس تقليدي إلى سلاح من الأسلحة التي استعملها المجاهدون والمجاهدات لمحاربة فرنسا، وتحت سوادها اخفيت الاسلحة وتنكر بها الرجال آما للتنقل بين ازقتها أو لايصال الرسائل أو الذخيرة خاصة أن الاستعمار كان يخشى من مغبة تفتيش النساء بملاياتهن ففوق العجار كانت عيونهن تطلق رصاص الكبرياء والتحدي.

الملاية والحايك.. الصراع

يحكى أن امرأة عاصمية التقت بأخرى قسنطينية سألتها قائلة: “واشبيك يا القسنطينية حازنة” وهي تقصد لون ملايتها الاسود.

فردت القسنطينية قائلة “حازنة عليك يا المكفنة”. وهي تقصد لون الحايك الأبيض… لا يوجد هناك صراع بين الحايك والملاية فلكل منهما مكانة في قلوبنا ولكل ناسه واساطيره وليست هذه سوى طرافة من طرافات النسوة في قعداتهن التقليدية.

وقد تكون الملاية قد اختفت من الشوارع فهي مثل الأشياء الجميلة لا تدوم بعد أن زحفت علينا ثقافات المشرق وفرض الغرب علينا الآتاوات كي نتخلى عن أصالتنا.. لا تجزعي يا ملاية ولا تحزن يا

حايك ولا تغضب يابرنوس فأيامكم الخوالي راجعة لا محالة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!