رياضة
اللاعب الدولي العراقي السابق ولي كريم في حوار لـ"الشروق"

المناداة بـ”صدام” كان محل اعتزاز.. أما الآن فهو مصدر استفزاز

صالح سعودي
  • 9690
  • 17
ولي كريم

أكد اللاعب الدولي العراقي السابق ولي كريم في حوار خص به “الشروق”، بأن انسحاب القوة الجوية خلال اللقاء الذين نشطوه أمام إتحاد الجزائر يعود إلى سببين، أوله صعوبة العودة في النتيجة، والثاني تأثر أسرة الفريق بنوعية الشعارات التي دوت في المدرجات، مشيرا بأن أنصار إتحاد الجزائر كان عليهم تفادي الشعارات التي تسببت في استفزاز لاعبي القوة الجوية العراقية، خاصة في ظل العلاقة التي تجمع البلدين، وقال ولي كريم بأن ما بدر من أنصار إتحاد الجزائر لا يمثل بالضرورة موقف الجماهير الجزائرية، مشيرا بأن مباريات كرة القدم يجب أن تبقى في شقها الكروي لتفادي أي استفزاز يصب في السياسة وأمور أخرى، كما يستعيد ولي كريم ذكرياته مع الجماهير الجزائرية، خلال فترة احترافه في الجزائر منذ منتصف التسعينيات إلى غاية مطلع الألفية، وحمله لأوان عدة أندية مثل مولودية باتنة وشباب باتنة وجيل تبسة وغيرها.

بداية، ما تعليقك بخصوص ما حدث في مباراة إتحاد الجزائر ضد القوة الجوية العراقية؟

إذا أردنا الحديث وفق القوانين الرياضية المعمول بها في كل العالم، اعتقد أن مسيري فريق القوة الجوية دفعتهم العواطف والروح الوطنية، ما أدى إلى انسحابهم، كما أن النتيجة الفنية التي كان عليها اللقاء جعلت التأهل شبه مستحيل لنادي القوة الجوية ما جعلهم يقررون الانسحاب ومغادرة الملعب.

ما رأيك في مخلفات ما حدث؟

أعتقد أن الشعارات التي رددتها جماهير إتحاد الجزائر لم تكن جيدة، لأن العراق مكون من 30 مليونا، والعراق ليست ملكا لصدام حسين، كما أن الشعب العراقي عانى الكثير في وقت حكم صدام ويعاني الآن، والشعب العراقي هو الذي يحدد مصيره ويقرر من أفضل له وليست الشعوب الأخرى، فهل يعقل أن تنادي الجماهير العراقية “عاش عباس مدني أو علي بلحاج الذين كانوا من قياديي الجبهة الإسلامية للإنقاذ”، مع علمهم أن بوتفليقة هو رئيس جمهوريتهم.

نفهم من كلامك أن الشعب العراقي لم يستسغ عبارة “جيش شعب.. معاك يا صدام”؟

ما يمكن قوله هو أنه لا يجوز تدخل الشعوب في خصوصيات الشعوب الأخرى، وهذه النقطة كانت سلبيه على جماهير اتحاد العاصمة، وحسب رأيي، وبناء على ما كنت أشاهد في مباريات اتحاد العاصمة فإن أغلبية جماهيره من المراهقين والشبان صغار السن، وهذا ولّد لديهم عدم مراعاة مشاعر العراقيين، ما جعلهم ينادون باسم صدام حسين.

في كل الأحوال، هل ترى بأن انسحاب لاعبي القوة الجوية من الميدان مبرر؟

النتيجة الفنية المسجلة أكدت صعوبة التدارك في مباراة العودة، خاصة وأن القوة الجوية كان متأخرا بهدفين، كما أن هتافات الجماهير جعلت المسيرين يتخذون قرار الانسحاب، وفي النهاية اختلطت العاطفة مع سوء النتيجة، ما أدى إلى الانسحاب.

بحكم معرفتك بخبايا القوة الجوية، فكيف تفسر خسارته في لقاءي الذهاب والعودة؟

من الناحية الفنية، أقول بأن فريق القوة الجوية تأثر بغياب الاستقرار الفني، بسبب حدوث تغير المدربين وتغير في اللاعبين، منهم من غادر ومنهم من جاء جديدا للفريق، وهو الأمر الذي انعكس عليه سلبا في هذا الجانب، وحال دون جاهزيته بالشكل اللازم، كما أن مباراة العودة جرت فوق أرضية معشوشبة اصطناعيا، وهذا لم يتعود عليه أغلب لاعبي فريق القوة الجوية، لأن الملاعب في العراق كلها مغطاة بالعشب الطبيعي، وهذا كان له تأثير سلبي على أداء اللاعبين.

ما رأيك في تصريح رئيس البعثة العراقية الذي وصف الجماهير الجزائرية بالجهل والبربرية؟

مثلما قلت لك، فإن جمهور اتحاد العاصمة لا يمثل رأي الجزائريين كلهم، كذلك رأي رئيس البعثة العراقية هو رأي شخصي ونابع عن نرفزة ظرفية، وهي رد فعل لما شاهده أو سمعه من شعارات تدوي من المدرجات.

كيف تنظر إلى مستقبل العلاقات الكروية بين الجزائر والعراق على ضوء ما حدث؟

أعتقد أن العلاقات لا ولن تتأثر، وإن شاء الله بوجود العقلاء من البلدين سيتحركون لطي صفحة هذا الخلاف لتفادي مختلف أشكال القطيعة أو البرودة في العلاقات بين الطرفين.

ما هي المقترحات التي تقدمها؟

مثلا القيام بتبادل بعثات دبلوماسية تعبر عن رأي كل منهم، وتساهم في تمتين العلاقة بين البلدين، لأن الرياضة تجمع بين الناس ولا تفرق.

بعيدا عن كل الذي حدث، كيف تقيم وضعية ومردود الأندية والمنتخبات العراقية في السنوات الأخيرة؟

اعتقد أن المنتخبات والأندية العراقية تحتاج إلى مزيد من الوقت حتى تستعيد قوتها وتعود بالشكل الصحيح إلى الواجهة، بغية تحقيق نتائج مثلما حققتها سابقا.

تعد من اللاعبين العراقيين الذين خاضوا فترة احترافية طويلة في الجزائر، فهل وقفت على هذا الوضع؟

خلال فترة احترافي في الجزائر كانت الأمور والأوضاع تختلف عن ما هي عليها الآن، كنا رياضيين، ليس لنا أي دخل في السياسة، والحمد لله وفقت مع الفرق التي لعبت معها، ولي الشرف أنني اللاعب العراقي الوحيد الذي احترف لمدة طويلة في الجزائر، من خلال تواجدي في فرق لها سمعة كبيره في عالم كرة القدم الجزائرية، وبالأخص في الشرق، مثل مولودية باتنة وشباب باتنة وجيل تبسة، ولي علاقات طيبة مع المسيرين والمناصرين الجزائريين.

ما هي الفكرة التي أخذتها عن الجماهير الجزائرية؟

الجمهور الجزائري متعصب جدا للفريق الذي يناصره، ولا يقبل بالهزيمة، ومستعد أن يعمل أي شيء من أجل فوز فريقه، وخاصة عندما يلعب فوق ميدانه، فهو لا يقبل الهزيمة، ما يولد ضغطا كبيرا على اللاعبين والمدربين.

ما هي أبرز ذكرياتك خلال فترة احترافك في الجزائر؟

عشت أحلى ذكرياتي الكروية في الجزائر، وأنا أحب الشعب الجزائري، وأتمنى أن أعود وأعمل في الجزائر، فقد عشت سنتين في باتنة وسنتين في تبسة، لمست طيبة أناسهم وتواضعهم وحبهم للشعب العراقي، لكن للأسف هؤلاء الذين هتفوا ضد العراق وشعبه من جمهور إتحاد العاصمة لا يمثلون الشعب الجزائري بتاتا، لأن جمهور اتحاد العاصمة واحد من 16 فريقا آخر لديهم جماهير ومحبين للعراق وشعبه.

خلال فترة احترافك في الجزائر كانت الجماهير الجزائرية تردد عبارة “جيش شعب معاك يا صدام” في كل مرة تسجل هدفا، فكيف كان رد فعلك آنذاك؟

تلك الهتافات كانت ترددها الجماهير الجزائرية في زمن صدام حسين الذي كان حاكما للعراق، وكل شخص وطني يتفاعل مع رئيس دولته حتى وإن كان سيئا، ولم نكن نقبل أي شخص يتكلم عن صدام بسوء، لأن ذلك كان يعد في نظرنا بمثابة شؤون داخلية، أما الآن فنحن كلنا لسنا راضين على الحكومة، لكن لا نرضى على أحد من الخارج أن يتكلم علينا بسوء، لأن هذه شؤون داخلية تعني الشعب العراقي وحده، أعتقد أنه من المفروض للناس والشعوب أن تفهم بأن العراق بلد حر واختار طريقه بنفسه فيجب احترام رأيه.

الجزائريون لا يزالون يتذكرونك مثلما يتذكرون لاعبين عراقيين آخرين مروا على البطولة الجزائرية، مثل شرار حيدر وسعد وقيس وآخرين، فكيف هي أحوالهم؟

الحمد لله، وضعنا الحالي جيد، فمثلا اللاعب الدولي السابق شرار حيدر يشغل حاليا منصب نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، أما سعد قيس فيشغل منصبا فنيا في نادي الشرطة، أما أنا فمدرب محترف، وحاليا أشرف على نادي البريد والاتصالات، وهو أحد الفرق الناشطة في الدرجة الأولى في الدوري العراقي.

هل من إضافة في الأخير؟

أتمنى أن لا تأخذ بهذه الهتافات وأن لا تشوه صورة الشعب العراقي عند الجزائريين، ولا تشوه صوره الشعب الجزائري عند العراقيين، وفي كل الأحوال نحن بلد واحد وشعب واحد، لأن الحكام ليسو إلا بشر، يتغيرون وينتهي كل شيء، لكن المحبة والأخوة تبقى.

مقالات ذات صلة